نشيد وطنى يدفع للنوم كلما استمعت إلى نشيد «بلادى» الذى لحّنه سيد درويش منذ ما يزيد على تسعين سنة وجدت نفسى فى حال أقرب إلى الدهشة منى إلى الصحوة الوطنية أو الانتباه الناتج عن الحرارة المفترض أن يبعثها النشيد فى أوصالي، ذلك أن نشيد بلادى فى الحقيقة لا يبعث فى أوصالى سوى الخدر والرغبة فى الاسترخاء والنوم، ولا أظن أن يونس القاضى حين كتب الكلمات وسيد درويش حين وضع اللحن كانا يقصدان شيئا مما يحدث لى بفعل النشيد الرتيب الذى لا أراه أفضل ما قدم سيد درويش. ولقد كنت فى واقع الحال أشعر بالنشاط يدب فى كيانى وبالدم يسرى فى عروقى عندما كنت أشارك فى أثناء طابور المدرسة فى إنشاد السلام الجمهورى القديم وهو نشيد «والله زمان يا سلاحى» الذى ألفه العبقرى صلاح جاهين ولحّنه كمال الطويل وشَدَت به كوكب الشرق أم كلثوم بعد العدوان الثلاثى عام 56 وتقول كلماته: والله زمان يا سلاحى/ اشتقت لك فى كفاحى. انطق وقول أنا صاحى/ يا حرب والله زمان