يعد استاد الإسكندرية أقدم الملاعب في أفريقيا، فقد بُني عام 2019، على الطراز الروماني، وهو الملعب الوحيد الذي يضم بين جنباته آثار. استاد الإسكندرية معقل فريقي الاتحاد وكذلك سموحة، وكان شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية، وسيظل أحد أعرق الاستادات في مصر والقارة الأفريقية. حاورنا د. محمد عبد الرازق، مدير عام استاد الإسكندرية، للحديث عن هذا الصرح العريق، وآخر أعمال التطوير والاستعدادات لاحتضان مباريات الدوري. في البداية.. حدثنا عن التطوير في استاد الإسكندرية الذي تم في عهدك؟ توليت المهمة في شهر 12 من العام الماضي بتكليف من اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، وكان الاستاد من أفضل الملاعب في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، لذا فلم تكن المهمة سهلة. واجهنا بعض المشاكل منذ تولينا المهمة ناتجة عن سوء الأحوال الجوية في الشتاء الماضي، لكننا تغلبنا على تلك الصعوبات، وقمنا بالتطوير في مرافق الاستاد بالكامل، وبدأنا نتواصل مع كافة الاتحادات للعبات المختلفة لتنظيم البطولات المختلفة، وأعقب ذلك ظهور جائحة فيروس كورونا كيف تعامل العاملون في استاد الإسكندرية في ظل جائحة كورونا؟ تأثر العاملون سلبيًا بسبب جائحة كورونا، لكننا استغلينا ذلك الأمر، وأردنا أن يكون لدينا دور إيجابي في تلك الفترة، كما أدارت الدولة تلك الفترة بنجاح كبير، لذا فكان لزامًا علينا أن نؤدي دورنا في تلك الفترة الصعبة، وأطلقنا مبادرة "اتمرن في بيتك"، قمنا بعرضها على المحافظ ووافق عليها، وهي بتشجيع الناس على ممارسة الرياضة في منازلهم وذلك للحفاظ على لياقتهم البدنية، وشملت كافة فئات المجتمع ونجحت نجاحًا بالغًا. قمنا باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لتجنب تفشي فيروس كورونا، وفكرنا في ماذا سيتم فعله عند عودة النشاط، قمنا برسم دوائر خارج الملعب بحيث يؤدي اللاعب فيها تدريباته، ويكون ملزمًا بعدم تجاوز تلك الدائرة، وذلك لتحقيق مبدأ التباعد الإجتماعي، وعند اتخاذ قرار الدولة بعودة النشاط بدأنا في الإعداد لذلك جيدًا والاستمرار على الخطوات التي اتخذناها بالفعل، كما تم تخصيص غرفة عزل للحالات المصابة بالفيروس أو المشتبه بإصاباتها، كما قررنا أيضًا فتح لكل فريق غرفتي تغيير ملابس بدلًا من غرفة واحدة، وتم توفير كافة أدوات التعقيم اللازمة وجهاز لكشف درجة الحرارة وبوابة تعقيم، مع إلزام كافة المتواجدين بارتداء الكمامات. هل هناك خطة لإقامة مجمع ملاعب لاحتضان كافة الألعاب في الاستاد؟ بني استاد الإسكندرية أساسًا لاحتضان دورة الألعاب الأولمبية في القرن الماضي لكن هذا لم يتم للأسف، كان هناك ملعب سباحة أولمبي كبير لكنه لم يعد متواجدًا الآن للأسف، لدينا الصالة المغطاة لكرة السلة، ولدينا صالة البطل الأولمبي إبراهيم مصطفى، تقريبًا استاد الأسكندرية يغطي كافة الرياضات، وهناك مشروع مستقبلي بأن نبني مجمع ملاعب يحتضن ملعب لكرة اليد وملعب لكرة الطائرة، وملعب سباعي وملعب خماسي، لتغطية الرياضات التي لا يحتضنها الاستادات، لدينا المساحة الكاملة لهذا المشروع. حدثنا عن العلاقة التاريخية بين استاد الإسكندرية ونادي الاتحاد؟ الاستاد مرتبط بشكل وثيق بنادي الاتحاد السكندري منذ القدم، فكان من المفترض أن يُقام ستاد الإسكندرية على أرض نادي الاتحاد السكندري حاليًا، ولكن لصغر مساحة أرض نادي الاتحاد السكندري في الوقت الحالي، فتم إنشاء الاستاد في مكانه الحالي، وبعد ذلك أُنشيء نادي الاتحاد، الاستاد يحتضن مباريات نادي سموحة ونأمل أيضًا أن يعود النادي الأولمبي لموقعه بين فرق الدوري، أنا أطلق على استاد الإسكندرية بيت الرياضة السكندري، وهو بيت لكل مواطن سكندري. هل طلبتم استضافة نهائي دوري أبطال أفريقيا حال تأهل الأهلي والزمالك؟ من حق استاد الأسكندرية أن يستضيف الأحداث الرياضية البارزة سواء محليًا أو قاريًا أو دوليًا، ومن حق الاستاد استضافة نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا حال تأهل فريقي الأهلي والزمالك، نحلم باستضافة نهائي بطولة أفريقيا، هذا من حق الاستاد بحكم التاريخ فنحن أقدم ملعب في تاريخ القارة، الاستاد لا ينقصه شيئًا على الإطلاق، الاستاد جاهز لاستضافة المباراة من جميع النواحي سواء من حيث النواحي الفنية أو الأمنية ومن حيث أيضًا الإجراءات الوقائية المتخذة، ستاد الأسكندرية ليس أقل من غيره من الملاعب، قد ينقصه فقط زيادة سعة المدرجات. بالنسبة لسعة المدرجات، هل هناك خطة لزيادة سعة مقاعد الملعب؟ الاستاد يسع ل 20 ألف متفرج، وقد يكون أمر زيادة سعة المدرجات أمرًا صعبًا، فالاستاد مبني على طراز تاريخي وأثري، ومحاولة زيادة المدرجات قد يضر بذلك الطابع الذي يميز الاستاد. في الأخير.. وجه رسالة لجمهور الإسكندرية استاد الإسكندرية هو بيتكم، ملككم، حافظوا عليه، وعند عودة الجمهور للمدرجات يجب أن تلتزموا بالإجراءات الاحترازية وكذلك ضبط النفس، فالمباريات بدون جمهور ليس لها طعم.