أثارت تصريحات أحد الدعاة السلفيين وفتاواه المتكررة بتكفير الأقباط ردود فعل غاضبة بين المسلمين والمسيحيين خاصة فى هذا الوقت الذى تحتاج فيه مصر لتكاتف جميع ابنائها. قال الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية ان الله تعالى لم يفوض أحدا ليحكم على الناس بأنه كافر او مؤمن. كما أن الدين الاسلامى لم يقل ذلك وان الازهر بتاريخه الطويل والعريق يتميز بالوسطية والاعتدال وهو الذى من شأنه اصدار الفتاوى. وأضاف ان الذين يقومون بإصدار فتاوى غير مسئولة هم بعيدون عن الاسلام وتعاليمه السمحة وان اهل الذمة ليسوا كفرة وإلا ما كان تزوج منهم رسولنا الكريم. وقال اننا بعد ثورة 25 يناير تحولنا الى طوائف واحزاب واصبح كل منا يكفر الاخر. وقال ان الاقباط ليسوا أقلية ولكنهم شركاء فى الوطن لهم ما لنا وعليهم ما علينا. وقال الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق ان قانون تطوير الازهر سيشهد اعادة لجنة كبار العلماء الخاصة بالافتاء حتى لا تصدر مثل هذه الفتاوى غير المسئولة وستضع ضوابط لمن يصدر الفتوى. وقال ان سيدنا عمرو بن العاص عندما دخل مصر كان معه 7 آلاف مسلم الان اصبحوا 70 مليوناً وهذا يدل على ان هناك امتزاجا وتداخلا بين المصريين لا تفرق بين احد منهم فمن اراد الاسلام دخل فيه ومن بقى على دينه لم يتم اجباره كما قال القرآن الكريم "لا اكراه فى الدين" وقول الرسول الكريم "لا فضل لعربى على اعجمى الا بالتقوى". وقال الدكتور القس صفوت البياضى رئيس الطائفه الانجيليه ان مثل هذه التصريحات تشعل الفتنة وليست فى صالح احد ويجب ان يحاسب من يطلقها لأنها تحض على الكراهية والعنف فهى تتحول الى سيف يستخدمه البسطاء الذين لا يفقهون فى الدين كما انه امر غير مقبول على الجانبين. وطالب بتدخل العقلاء والتصدى لمثل هذه التصريحات. وقال الانبا بسنتى اسقف حلوان والمعصرة: لا يصح ان يخرج علينا من يكفر الذى يختلف معه فى الفكر والعقيدة، فهذا يتناقض مع تعاليم الدين الاسلامى نفسه الذى يقول ان المسلم من سلم الناس من يده ولسانه وكذلك ان تحب لأخيك ما تحب لنفسك. والقول لتجدن اقرب الناس مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لايستكبرون وان الرسول نفسه قال من آذى ذميا فقد اذانى ومن اذانى كنت خصيمه الى يوم الدين. وأضاف قائلا: هذا هو الاسلام الذى نعرفه فى مصر التى عاش ابناؤها1400 سنة معا فى حب وتآلف كنموذج للعيش المشترك ويأتى بعد ذلك من يفرق ابناءها بفتاوى من عنده.