أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى جنيف اليوم أن القتال العنيف والمستمر فى محافظة حلب السورية على مدى الأشهر التسعة الماضية بات يهدد حياة المئات الألاف من الأشخاص هناك خاصة بعد أن أصبحت الاحتياجات الإنسانية فى تلك المحافظة هائلة، وذلك فى ختام زيارة قام بها فريق تابع للجنة بالاشتراك مع الهلال الأحمر العربى السورى إلى حلب. وقالت ماريان جاسر رئيس بعثة الصليب الأحمر فى سوريا، والتى شاركت فى زيارة المحافظة، "إنه بغض النظر عن الاحتياجات الإنسانية الهائلة للسكان فى حلب، فإن هناك العديد من الطرق قد تضررت وكذلك المستشفيات والمدارس وغيرها من المرافق العامة وقطاعات الخدمات الأساسية مثل توزيع المياه والكهرباء، والتى لحقت بها جميعا الأعطال بسبب القتال العنيف". وأكد أن تلك الزيارة لحلب تمثل خطوة مهمة للغاية، وذلك بعد أن كان ذلك غير ممكن منذ شهر يوليو 2012 بسبب القتال العنيف فى المحافظة، مما يشير إلى إمكانية الوصول إلى نتائج بالحوار مع كافة أطراف النزاع، وكذلك الوصول للمحتاجين فى المناطق التى تسيطر عليها المعارضة فى الأجزاء الشرقية من حلب مثل (قصر البستان، ومساكن هنانو، ومنج بريف حلب). وأشارت جاسر إلى أن فريق اللجنة قام خلال الزيارة بتقييم الوضع فى تلك المناطق، واستمع إلى سكانها واحتياجاتهم، وكذلك الأضرار التى لحقت بهم جراء العنف، لافتة إلى أن الهلال الأحمر العربى السورى برغم ذلك لم يتوقف عن تقديم المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية. ونوهت إلى أنه تم تقييم تأثير القتال على إمدادات المياه النظيفة فى مدينة حلب والمناطق الريفية المحيطة بها، مشيرة إلى أن اللجنة ومهندسيها المختصون سيقدمون مساعدتها الفنية لهيئة مياه حلب من أجل التغلب على المشكلات التى تواجهها فى هذا القطاع. وأكدت أن العاملين فى مجال الصحة الدولية الذين زاروا المحافظة قاموا بعملية تقييم أيضا لمرافق الرعاية الصحية، كما قدموا الكثير من الإمدادات الطبية، وكذلك الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة.
