صيام عاشوراء ورد في فضله أنه من السُنن المُستحبة الواردة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، والتي أوصانا بالحرص عليها في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، لما له من فضل عظيم وأجر كبير، حيث إن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله. ومن جملة الوصايا النبوية الشريفة عند صيام عاشوراء ، الحرص على أكلة السحور، والتي تعين الصائم وتقوية على الصيام، وبها يحصل العبد البركة، كما أنه ورد في الحديث أن تناول وجبة السحور تجعل الله سبحانه وتعالى وملائكته يصلون على العبد ويستغفرون له. وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه أوصى بأكلة عند الصيام سواء أكان صيام الفريضة – رمضان- أو النافلة – صيام عاشوراء - تجعل الله وملائكته يُصلون عليك ويستغفرون لك. وأوضح «الأزهر» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أوصى بالحرص على أكلة السحور عند صيام يوم عاشوراء أو أي نافلة أخرى أو فريضة، لأن الله سبحانه وتعالى وملائكته يدعون ويستغفرون لمن يتسحر، مشيرًا إلى أن السَّحُور هو الطعام الذي يأكله الإنسان أو يشربه في آخر الليل ، وسمي سحورًا لأنه يؤكل في وقت السحر، وهو آخر الليل. واستشهد بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً »، وبما أخرجه الترمذي، أنه قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»، أي الذين يتناولون السحور بقصد التقوي به على الصوم، فهيا بنا نوقظ أبناءنا، ونعودهم على تعظكيم شعائر الله سبحانه وتعالى، وسُنة رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم. صيام عاشوراء مراتب ودرجات صيام يوم عاشوراء له ثلاث مراتب، أولها وأكملها صيام تاسوعاء اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر، وثانيها صيام اليوم التاسع والعاشر، والمرتبة الأخيرة هي صيام اليوم العاشر منفردًا . فضل صيام يوم عاشوراء ووردت أحاديث في فضل صيام يوم عاشوراء منها حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا ؟ قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال: فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه. فضل صيام يوم عاشوراء وفي حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حين قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن يوم عاشوراء يوم تعظمه اليهود والنصارى قال: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع" وفي رواية "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"، وبناء عليه فلا شيء على من لم يصم تاسوعاء ، وصام عاشوراء منفردًا فصيامه صحيح. سبب صيام تاسوعاء سبب صيام تاسوعاء قبل يوم عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها: أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر. و صيام عاشوراء رغم أنه سُنة نبوية إلا أنه لم يقتصر على المسلمين فقط، كما لم يبدأ العمل به منذ الإسلام فقد، وإنما قبل الإسلام، منذ أيام الجاهلية، وكان بهدف تكفير الذنوب، فأهل الجاهلية كانوا يحتفلون ب يوم عاشوراء، ويصومونه، وكذلك حرص اليهود أيضًا على صيام عاشوراء ولكن لسبب آخر، وصامه المسلمون يوم عاشوراء اتباعًا لوصية رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فقد تعددت الأسباب وصوم عاشوراء واحد. سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية قريش كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ» رواه البخاري، محمد بن إسماعيل. صحيح البخاري. كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء ، حديث رقم: (1863، ج7، ص125). وكانت قريش يحتفلون في يوم عاشوراء ويعيدون ويكسون الكعبة، وعللوا سبب صيام عاشوراء في الجاهلية بأن قريشًا أذنبت ذنبًا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرّروا صيام يوم عاشوراء ، فصاموه شكرًا لله على رفعه الذنب عنهم. صيام عاشوراء عند اليهود ولما قدِم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة جَدَهُمْ –اليهود- يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي يوم عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ. فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». وكان هذا سبب صيام يوم عاشوراء في الإسلام، وقد شدّد في الحث على ذلك لدرجة أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم".