"سهرة خاصة وأسرار فضيحة.. فقط تشاهدونها على قناة...." , " فيديو فضيحة.. الحق ادخل واتفرج قبل الحذف", "أخبار وفضايح المشاهير فقط على موقع...." وغيرها كثير من العبارات الخاطفة المحفزة للفضول البشرى والتى نراها يوميا فى وسائل الاعلام المختلفة وعلى مواقع الانترنت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى فضلا عن الصحافة الورقية والمجلات المتخصصة فى نشر أخبار المشاهير والنجوم..., وبالطبع لا نكتفى بمجرد الرؤية بل نشارك بنشر هذه الفضائح سواء كانت مرئية أو مكتوبة بضغطة زر بسيطة وأحيانا نضيف عليها بعض الكلمات أو العناوين والتعليقات التى تجعلها أكثر اثارة وتضخم من قيمة الحدث وأحيانا تضيف عليه تفاصيل لا تمت له بصلة من قريب أو من بعيد.... وليست وسائل الاعلام وحدها هى التى تروج للفضائح وأحيانًا تصنعها, بل نحن أيضًا نصنعها يوميًا فى جلسة نميمة أو بمكالمة هاتفية فحقا لها سحر خاص جملة "شوفتوا اللى حصل..." فهى كافية لجذب أكبر عدد من الناس ليتجمعوا فى حلقة مغلقة لتداول أهم فضائح اليوم من وجهة نظرهم والتى تتمثل فى "فلان صاحب فلانة" و"فلانة سابت فلان" و"فلان طلع حرامى.. وفلانة اطلقت"... بل أصبحت الفضائح والبحث عنها تشكيل روتين يومى فى حياتنا, أصبحت ادمان ونحن له أسرى , فعندما تتأخر علينا الجرعة فلا نجد ما لذ وطاب من فضائح.... نجد نوعية مميزة من الأسئلة فى مقدمتها "إيه الأخبار" وأمثلته من عينة "إيه النظام", "ايه الجديد", "مفيش أى مشاكل", "هى الدنيا هادية ليه انهارده".... ففى حين أن ظاهر هذه الأسئلة برئ إلا أنها تحوى فى باطنها شغف لسماع أى شئ مثير نتداوله بيننا ونجعله حكاية نتناقلها لعله يرضى فضولنا . وإذا جاهدت نفسك و تميزت أنت بتلجيم فضولك ستجد ممن حولك الكثير ممن تخصصوا فى التلصص على من حولهم والبارعين فى البحث والكشف عن أسرارهم وبعد مرحلة البحث والكشف تأتى مرحلة التطوع لنقل الأخبار المصنفة على انها فضيحة وان انتفيت عنها صفة الفضيحة وكانت فقط تتسم بالسرية أو الخصوصية بالنسبة لأصحابها فهؤلاء قادرون على جعلها فضيحة بكل ما تحمله الكلمة.. وبذلك فبدون بحث وبدون معاناة تصلك الفضيحة أينما كنت. فلماذا نسعى لمعرفة أخبار الغير ونجعل منها مسلسل بعدد لا نهائى من الحلقات فلا نجد له نهاية ولا يصل أبدا إلى الحلقة الأخيرة.. بل نمتن اذا كانت هذه الأخبار تعد من الفضائح فنصنع منها فيلم الموسم... فهل هذا مجرد فضول؟ أم أنه فراغ قاتل ونملأه بتتبع تفاصيل حياة من حولنا؟ أم أنه مرض واستشرى فى المجتمع؟ هل فكر كل منّا أنه ليس مجرد مُتلقٍ لما يطلق عليه مسمى "فضيحة" فكما قام بدور المستمع أو المتفرج من المؤكد أنه يقوم بدور بطولة فى "فضيحة" أخرى يتناقلها من حوله.