غادرت ياسمين منزل الأسرة هربًا من قسوة الأب، وعملت بأحد الملاهي الليلية "ركلام" منذ خمس سنوات، وظلت تمد يد العون لشقيقها حتى لقت مصرعها خنقًا على يديه. جريمة بشعة هزت أركان حدائق الأهرام، حين تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بلاغًا يفيد بالعثور على جثة فتاة عشرينية داخل منزلها، وبإخطار اللواء عصام سعد مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، أمر بسرعة كشف ملابسات الحادث. - جثة متعفنة وكشفت المعاينة الأولية لفرق المباحث، للشقة محل سكن المجني عليها، عدم وجود كسر على الأبواب أو النوافذ، كما أنه لا توجد بعثرة في محتويات الشقة، كما أن الجثة في حالة تعفن، كما تبين من معاينة فريق نيابة حوادث جنوبالجيزة، بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، وبرئاسة المستشار شريف صديق مدير نيابة حوادث جنوبالجيزة، لجثة المجني عليها، تبين أنها تُدعى ياسمين وتبلغ من العمر 25 عامًا وأنها في حالة تعفن رمِّي ويُرجح مرور 4 أو 5 أيام على الجريمة. - فريق بحث ومن جانبه، شكل اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، فريق بحث يرأسه العميد محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية بالجيزة، ويضم العميد عبدالوهاب شعراوي رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، والعقيد محمد راسخ مفتش مباحث الهرم، والعقيد محمد الشاذلي وكيل فرقة المباحث والمقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم، لسرعة كشف ملابسات الجريمة وفك لغز الحادث. - زواج عرفي 72 ساعة قضتها فرق البحث لكشف لغز الواقعة، حيث تبين أن المجني عليها متزوجة من م س مقدم البلاغ عرفيًّا، منذ 3 أشهر فبدأت التحريات حول زوجها مقدم البلاغ، إلى أن تبين أنه يتردد على شقة المجني عليها من فترة إلى أخرى، إلى أن حضر يوم البلاغ وعثر عليها في حالة تعفن فقام بإبلاغ النجدة. - 24 ساعة 24 ساعة قضتها فرق البحث في إجراء التحريات ومناقشة زوج المجني عليها، إلى أن تم استبعاد الشبهة الجنائية من حوله، عقب تأكيد التحريات وجود خلاف بينهم منذ فترة وأنه لا يتردد عليها منذ ذلك الحين إلى فترة عثوره على جثتها. - شقيق ياسمين استمرت فرق البحث في اليوم الثاني، في فحص المترددين على شقة ياسمين، حتى أكدت التحريات تردد محمد 21 سنة شقيقها على منزلها بين الحين والآخر خلال الفترة الأخيرة، وتمكنت المباحث من القبض عليه وبمناقشته، اعترف بارتكابه جريمته وقتله لشقيقته من خلال خنقها ب "ايشارب". - سوء معاملة وسرد المتهم محمد أمام اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تفاصيل 5 سنوات قبل تنفيذ جريمته، حيث كان والدهم يسيء معاملتهم في المنزل، وكان يتزوج كثيرا ولا يعطيهم أي مصروفات للعيش، وحينما أكملت شقيقته عمر العشرين غادرت المنزل للعمل واستكمال حياتها بعيدا عن ظلم والدهم، وتزوجت عرفيا أكثر من 10 مرات واتهمت في أحد القضايا المخلة بالآداب. - ملهى ليلي بعد مدة قصيرة، علم شقيق الفتاة بعملها – ركلام – في أحد الملاهي الليلية، وأنها قامت بالزواج عرفيا، وبدأت تتردد علي منزل أهلها بين الحين والآخر تعطي شقيقها أموالا لتساعده على الحياة، بجوار محاولاته في إيجاد وظيفة، حيث طاف بين الحِرَف من نجار إلى سباك ولكنه لم يكمل في أحدهم. - معايرة الأصدقاء وعندما أكمل شقيق ياسمين عامه العشرين، وقبل تنفيذ جريمته باسابيع، بدأ أصحابه في المنطقة بمعايرته بوظيفة شقيقته بعد علمهم بعملها في أحد الملاهي الليلية، ورددوا بأنهم ليس رجلا بأن يترك شقيقته هكذا، وأنها تدفع له أموالا كي يصمت ويتركها في الرذيلة. وتبين من التحريات التي أجرتها فرق البحث، ومناقشة شقيق المجني عليها، أنه خلال إحدى جلسات الشباب في شقة أحدهم، طلبوا منه ان يحضر شقيقته قائلين له "هاتهلنا تسلينا شوية .. زي مابتعمل مش ده شغلها"، حتى أخذ المتهم كلمات أصدقائه كالسيف على رقبته وجن جنونه على ضرورة التخلص من شقيقته. - خطة الشيطان حضر الشيطان في عقل المتهم، ووضع براثين خطته للخلاص من شقيقته، حيث قام بالاتصال بها لطلب مبلغ مالي لشراء توك توك للعمل عليه، فطلبت منه شقيقته الحضور إلى شقتها بحدائق الأهرام على أن تقوم بتجهيز المبلغ له، وعند وصوله قامت بتحضير وجبة غداء لهم، وظهر عليه معالم الحزن والاكتئاب. - الإيشارب في البداية ظنت ياسمين أن شقيقها يمر بحالة نفسية بسبب قلة الحيلة وعدم قدرته على جلب الأموال، إلا أنه كان بداخله السكين الذي غرسه أصدقاؤه في قلبه بكلماتهم ومعايرتهم له، فطلبت منه أن يخلدا إلي النوم ومن ثم يخرجا سويا في المساء لقضاء سهره، وبعد انغماس شقيقته في النوم دخل إلى غرفة نومها وعثر على ايشارب فقام بإلتقاطها ولفه حول رقبتها حتي تأكد من وفاتها وفر هاربا. - اعترافات المتهم وأمام نيابة حوادث جنوبالجيزة، التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، اعترف المتهم بتفاصيل جريمته، حيث بدأ كلماته ب "كلام الصحاب سخني علي أختي"، مضيفا أنه كان يعلم بعملها في أحد الملاهي الليلية "ركلام" وأنه أثناء تواجده مع أصدقائه بمنطقة سكنه، قاموا بمعايرته قائلين له :"هاتلنا أختك تسلينا"، وهو ما دفعه للبدء في التفكير بقتلها. وأضاف المتهم في اعترافاته، بأنه قام بالاتصال بشقيقته قائلا لها إنه يحتاج أموالا لشراء توك توك للعمل عليه، فطلبت منه الحضور إلى شقتها "مسرح الجريمة" للحصول على الأموال، وعند حضوره جلست وتناولت معه وجبة الغداء ثم طلبت من ان يخلدا في النوم، ومن ثم الخروج ليلا لقضاء سهرة ظنا منها أن شقيقها يعاني من حالة نفسية. واستكمل المتهم، وعند دخولها غرفتها للنوم دخلت بعد فترة ووجدت إيشارب ملقي بالغرفة فقمت بلفه حول رقبتها حتي فارقت الحياة، ومن ثم قمت بالفرار بعدما تأكدت من مقتلها، وعلي الرغم من أنني كنت أحب شقيقتي ولكن كلمات أصدقائي هي التي جعلتني أنفذ جريمتي.