بكى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، للمرة الثانية خلال إلقائه خطبة الجمعة اليوم، بمسجد «سيدي حسن الأنوار» بحي مصر القديمة بمحافظة القاهرة. وسالت الدموع من عيني «مختار» خلال خطبة الجمعة اليوم بعنوان: ««تقديم المصلحة العامة على الخاصة»، قائلًا: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الرحمة بالفقير والمسكين، والمحتاج، ونهانا ديننا عن السخرية من أصحاب الحاجات، بل حثنا على إكرامهم، مشيرًا إلى أن المؤمن لا يحتمل أن يرى إنسانًا جائعًا أو عاريًا، فالمؤمن الحقيقي لا يحتمل أن يرى جائعًا إلا أطعمه، ولا يحتمل أن يرى إنسانًا عاريًا إلا كساه، ولا مشردًا إلا أواه، منوهًا بأن خير الناس أنفعهم للناس ، وما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط. واستشهد بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما ءامَنَ بِي مَنْ باتَ شَبْعانَ وجارُهُ إِلى جَنْبِهِ جائِعٌ وهُوَ يَعْلَمُ بِه»، موضحًا أن وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- تغير عندما دخل عليه جماعة شبه عراه، فعَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ الْعَبَاءِ مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِلالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى. وتابع: ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: أنتم من نفس واحدة ولا فضل لعربي على أعجمي، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى، وتلا قول الله تعالى :«يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا » الآية 1 من سورة النساء، ثم تلا قوله عز وجل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» الآية 18 من سورة الحشر. وأضاف: «تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ، حَتَّى قَالَ: وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ». حضر الصلاة المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، واللواء سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي الأسبق، والشيخ جابرطايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، ولفيف من علماء الأزهر والأوقاف، بمسجد «سيدي حسن الأنوار» بحي مصر القديمة بمحافظة القاهرة.