أصبح لدى إيمان بأننا جميعا فى هذه الحياة نرتدى أقنعة ونحاول أن نجعل منها وجها حقيقيا لنا نعيش ونتعايش معه، نحاول أن نجعل هذا القناع طريقتنا فى الحياة وقلما يرسم لنا خطواتنا على وجه هذه البسيطة. منا من يرتدى قناع الفضيلة والإيمان والتقوى.. ومنا من يرتدى قناع الإنسانية المفقودة لديه.. ومنا من يرتدى قناع الصداقة والمحبة.. ومنا.. ومنا.. كل يختار القناع الذى يريده بالألوان التى يرغبها وبالشكل الذى يرتضيه لنفسه.. وقد يختار الواحد منا عدة أقنعة يغيرها باختلاف الحالات والظروف.. يغيرها باختلاف الشخوص والأماكن فمن يريد الحب ارتدى قناع الحب والعشق والقلب النابض.. ومن يريد الصداقة ارتدى قناع الصداقة والصدق.. ومن يريد الفضيلة ارتدى قناعها. ليست مشكلة أن يكون لنا قناع لا يمثل لى ذلك مشكلة أبدا فنحن فى ذلك لا نختلف عن الممثلين الذين يؤدون أدورا على شاشات التلفاز والسينما وعلى خشبة المسرح، وما الدنيا إلا مسرح كبير أليس ذلك ما قاله شكسبير، ولكن مشكلتى الحقيقية فى أننا قد ننخدع بهذه الأقنعة ننخدع بها ونصدقها ونعتبرها شخوصا حقيقية تحمل قلوبا نابضة وأرواحا تشعر بنا وبآلامنا.. هذه الخديعة تكسرنا وتدمرنا إذا ما كشفت لنا عن وجهها الحقيقى. فعلى الرغم من أننا نحاول أن نعيش لهذا القناع به وله، إلا أن الطبيعة المخفية وراء هذا القناع لابد وأن تظهر يوما وتكشف للجميع عن حقيقتنا التى طالما حاولنا إخفاءها. فسقوط قناع الفضيلة والحب والصداقة يكشف لنا مساؤى النفس البشرية.. يكشف لنا رذائلها.. يخرج لنا أسوأ ما فينا.. ليحول عنا إنسانيتنا.. سقوط الأقنعة هو سقوط من صدق هذه الأقنعة فى هاوية الألم والحزن والانهيار، وسقوط لابس الأقنعة فى هوية الخديعة والكذب والفساد.. ورغم أن سقوط الأقنعة يكشف لنا حقيقة هوية من حولنا، إلا أننا نتمنى لو لم تسقط هذه الأقنعة.. كثيرا ما نتمنى أن تظل هذه الأقنعة فى مكانها تخفى الحقيقة التى كسرتنا ودمرتنا وحرقت أرواحنا. حقا رأيت سقوط الكثير من الأقنعة التى تمنيت لو أنها لم تسقط لظللت دوما أعيش فى هذا الحلم الوردى الذى رسمه شخوص ظننتهم يوما أصدقاء، ظنتتهم يوما ذوي فضيلة وإيمان، ظننتهم يوما ذات قلوب نابضة تشعر بمن حولها فجاءت المفاجأة أقوى من قدرتى على الاحتمال وجاءت الوجوه الحقيقية قبيحة كريهة لا أريد رؤيتها ولا أتحمل تذكرها وظلت ذكرياتى معهم مشوهة مدمرة بفعل أنانيتهم، إن الأقنعة هى مجرد مكياج على الوجه غسله بالماء يذهب لونه ويظهر حقيقة عيوب وجوهنا التى أخفيناها.