أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن قطر سحبت ما يزيد على 20 مليار دولار من صندوقها السيادي في محاولة لامتصاص الأزمة الاقليمية الناجمة عن قطع دول الرباعى العربى العلاقات معها. ونقلت الصحيفة عن وزير المالية القطري علي شريف العمادي قوله إن ودائع جهاز قطر للاستثمار جرى اللجوء إليها لتوفير سيولة في البنوك، بعدما خرجت من البلاد رساميل تفوق 30 مليار دولار ؛ وتابع أنه من الطبيعي جدا أن تجلب بلاده السيولة من الخارج، في الوضع الحالي ؛ معتبرا ان سحب تلك النقود من الصندوق السيادى "إجراء وقائيا واستباقيا". وأعرب العمادي عن أمله أن تنتهي أزمة بلاده موضحا قطر كانت شبه جزيرة فأضحت اليوم بمثابة جزيرة بعد المقاطعة؛ خاصة وان مايزيد من متاعب الدوحة، أنها تحتاج إلى السيولة في فترة حرجة، ذلك أنها تنفق 500 مليون دولار أسبوعيا على الاستعداد لمونديال كرة القدم المرتقب في 2022. يشار الى ان قيمة جهاز قطر للاستثمار يبلغ نحو 300 مليار دولار وكان قبل بدء أزمة قطر، واحدا من الصناديق النشيطة، المالكة لحصص في شركات كبرى مثل "فولكس فاجن" و"باركليز". وأدى توقف دول الرباعى العربى عن التصدير إلى قطر، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمواد الخام في الإمارة الخليجية الصغيرة، التي اضطرت إلى البحث عن موردين جدد؛ مما أدى الى تراجع تجارة قطر ب40 % خلال الشهر الأول لمقاطعة الرباعي العربي، فيما يقول العمادي إن بلاده استطاعت أن تسترجع عافيتها في وقت لاحق. يذكر ان وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني ذكرت أن قطر ضخت 38 مليار دولار للتخفيف عن اقتصادها من تبعات أزمتها مع دول الجوار، كما أن "جهاز قطر الاستثماري" تخارج من حصصه في كل من مصرفي "كريدي سويس" و"ذا سويس بنك" وشركة "روزنفت" الروسية للطاقة و"تيفاني آند كو". يشار الى ان دول الرباعى العربى ( الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر منذ 5 من يونيو الماضي،لتورط الدوحة فى دعم الارهاب وتدخلها الدائم فى شئونهم.
