تحت عنوان «تيران وصنافير» ماذا بعد؟.. صال وجال الكاتب الصحفي، عبدالله السناوي بقلمه دون ترك شاردة أو واردة من هجوم على النظام المصري ورئيس البرلمان، إلا وفعلها دون أن يسند أو يسرد حقيقة واحدة فيما كتب، ودون أن يلتزم بشرف اختيار المكان الذي يهاجم فيه النظام الذي ينتمى إليه والرئيس الذي لطالما أشاد به. لم يكتفِ السناوي باختيار صحفية «الشروق» المصرية لنشر المقال بل ذهب لأبعد من ذلك اختار معها جريدة «الأخبار اللبنانية» المعروفة بولائها الشديد لحزب الله اللبناني والممولة من إيران الحليف الحالي لدولة «قطر»، والتي لطالما خرجت بعناوين تهاجم فيها النظام المصري وتسبه وتتخذ منهجًا غير أخلاقيًا مملوء بالكذب والإدعاء ضده. السناوي والذي وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي ب«الرجل الذي أنقذ مصر» بدأ مقاله قائلًا: «إذا مضت الأزمة إلى آخرها بتسليم جزيرتى «تيران» و«صنافير» إلى السعودية فإننا أمام مرحلة جديدة من التاريخ المصرى الحديث» ليبرر ذلك بقوله :«لأول مرة فى تاريخ أى أزمة مماثلة فى أى مكان فى العالم تتطوع دولة لإثبات أحقية دولة أخرى فى أراض تخضع لسيادتها الكاملة وتتعلق باستراتيجية أمنها القومى». «لقد فشلنا فى الوفاء بواجب الدفاع عن أراض مصرية».. من بين الجمل التي اختارها الكاتب «المصري» على صفحات الأخبار اللبنانية ليصف بيها ما يحدث من تسليم تيران وصنافير بأنه تسليم للأرض وفشل في الدفاع عنها ثم أضاف: «بعد هزيمة (1967) مباشرة قال الفريق «عبدالمنعم رياض»، الذى أسندت إليه رئاسة أركان القوات المسلحة، ل«جمال عبدالناصر»:«أرجوك يا سيادة الرئيس ألا تقبل أى صلح أو سلام حتى لو عادت سيناء كاملة قبل أن نحارب، إذا لم نحارب فإن كرامة بلادنا تهدر وشرف نسائنا يمرغ». ويصر السناوي في تفسيره على اتفاقية تيران وصنافير وموقف الحكومة والبرلمان المصري منها على إنها نوع من التفريط في الأرض ينتج عنه بُعد أخلاقي كما يسوق ذلك بالحديث الذي دار بين الرئيس «جمال عبد الناصر» والفريق «عبد المنعم رياض» في إشارة منه لأن الحكومة ترسخ مبدأ التفريط عند الشعب المصري فيتحول بذلك إلى غير مهتم بالأرض ولا بالدفاع عنها ومستعد لتسليمها لأي دولة. ولم يتوقف هجوم «عبد الله السناوي» عند ذلك متناسيًا إشادات سابقة قالها في حق الرئيس السيسي قبل أن ينقلب عليه بعدما فشل في استنساخ تجربة «محمد حسنين هيكل» والذي كان على يمين الرئيس جمال عبد الناصر في فترة سابقة ثم ناصحًا أمينًا يحترمه الرئيس السيسي ويقدره، ويبدو أن «السناوي» كان يتمنى ذلك لكن فشله دفعه للإنقلاب على السيسي والهجوم عليه وعلى النظام المصري. وأصر «السناوي» في مقاله على الهجوم والسب حتى وصل الأمر لوصف «رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال» بصحاب التصريح المنفلت من أى قيد قانونى وسياسى وأخلاقى لا سابق له ولا مثيل» بسبب تصريح سابق ل«عبد العال» قال فيه عن أحكام القضاء هي والعدم سواء وأن من حق مجلس النواب إتخاذ ما يلزم من إجراءات. واستكمل السناوي هجومه بالقول نصًا: « ذلك التصريح المنفلت من أى قيد قانونى وسياسى وأخلاقى لا سابق له ولا مثيل وآثاره الوخيمة لن تمحى كما تطارد الكوابيس أصحابها فى مثل هذه الأجواء، التى تقارب بعض ألعاب السيرك، تتهدد الدولة فى وجودها وتضرب المؤسسات فى عمق دورها وتتبدى فى الأفق المغلق أشباح المجهول». وانتقل السناوي من الهجوم على رئيس مجلس النواب للحديث عن شرعية النظام السياسي: «لا يشك عاقل واحد أن الشرعية قد أصابها ضرر بالغ والأداء الرسمى أوصل البلد إلى طريق غير معبّد لا يصلح للسير الآمن ولا عليه إشارات تحدد إلى أين نذهب من هنا، كأنه التيه هناك أخطاء يمكن تصحيحها وتصويبها وأخطاء أخرى يختلف بعدها كل شىء تسليم الجزيرتين يندرج فى النوع الثانى» ليعلن بذلك السناوي أن شرعية النظام تفقد بمجرد إنزال العلم من على «تيران وصنافير» وتسليمهما للسعودية. ثم واصل السناوي في وضع تفسيرات لتسليم «تيران وصنافير» لم تذكر في إتفاقية أو معاهدة مصرًا على إلتزام جانب رافض وهجومي لا يستعمل معه رأي الطرف الثاني ولا رأي الدولة في الإتفاقية لا يرى غير ما يقوله فقط فيضيف في المقال: «التسليم يفضى أولا إلى توسيع «كامب ديفيد» بإدخال السعودية طرفا مباشرا فى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، بما يعنى اعترافها بالدولة العبرية تطبيعا أمنيا وعسكريا واستخباراتيا واقتصاديا دون أى التزام بالمعاهدة العربية للسلام، التى تقضى بالتطبيع الشامل مقابل الانسحاب الكامل حتى حدود (4) يونيو (1967) التسليم يفضى ثانيا إلى ضرب أى استراتيجية مصرية فى البحر الأحمر مؤثرا على القدرات الدفاعية عن سيناء». ثم يصر السناوي على نظرياته الإستراتيجية المبنية عن وجه نظره فقط بالقول :«هكذا بوضوح دون مساحيق أو ادعاء فإن تسليم الجزيرتين يخضع للاعتبارات والترتيبات الإقليمية، التى يطلق عليه «صفقة القرن»، البرلمان خط فرعى فى الأزمة، الأداء الحكومى خط فرعى آخر لا هم أبطال العرض ولا لاعبوه الرئيسيون وسوف يخضعون فى النهاية لحساب عسير أمام التاريخ، وبعد وقت لن يطول سوف يخرجون من المشهد كله وتظل الحقائق ماثلة أن مضيق «تيران» الاستراتيجى ضاع، وأن إسرائيل تمكنت من السيطرة على البحر الأحمر، وأن القضية الفلسطينية دخلت على المذبح الأخير. تناسي السناوي بهذه الإتهامات أن ما يتحدث عنه هو جيش مصر الذي لم يفرط في أرضها ولن يقبل بأن تواجه مصر أخطارا كما يدعي هو وأن الجيش الذي يواجه الإرهاب في سيناء منذ سنوات فقد خلالها عشرات الجنود والضباط كان أولى به ترك سيناء والحفاظ على جنوده أن كان سيأتي اليوم الذي يفرط فيه بهذا الشكل الذي يدعيه السناوي. في الفترة الأخيرة استمر السناوي في تحميل الرئيس عبد الفتاح السيسي والنظام السياسي كل شئ وأي شئ دون هوادة ودون أن يذكر أنه نفسه تحدث في مقالات وبرامج كان فيها ضيفًا وفي لقاءات جمعته بالرئيس السيسي أثناء لقاء المثقفين عن شبح «الفساد» والدولة «المنهكة» وصعوبات يواجهها «الرئيس» لينقل بذلك معاناة الرئيس السيسي بل هو أول من ذكر قول الرئيس السيسي :« أنا مش فرعون ولا أحد يمكن أن يكون فرعونا بعد ثورتى يناير ويونيو» فهل من قال ذلك يفعل ما يرمي إليه «السناوي» عبر «الأخبار اللبنانية» المدعومة من حزب الله وإيران بإيعاز قطري.