شهدت الفترة الماضية العديد من الاشتباكات والتناحرات وسقوط قتلى من أجل عيون "أسطوانة البوتاجاز" التى أصبحت كالحلم للفقير وذلك بعد أن تخطى سعرها 50 جنيهًا فى حين أن سعرها المدعم 2.5 جنيه.. ولم يصل المستهلك إلى حل فى ظل تبادل الاتهامات بين الوزارة والتضامن وأصحاب المستودعات.. سوى الاختناق بغاز التصريحات المستفزة "فكان لابد من التعرف على منظومة تداول أسطوانة البوتاجاز حتى وصولها للمواطنين. وقال المهندس أحمد غراب، رئيس شركة الغازات الطبيعية "بتروجاس"، إن البوتاجاز يعد أحد المشتقات الرئيسية للبترول ويتم استخدامه كوقود فى المنازل والمنشآت التجارية والصناعية . مشيرًا الى ان منظومة البوتاجاز فى مصر تمر بخمس مراحل الاولى تتمثل فى توفير المنتج اما عن طريق الاستيراد او المعامل والمرحلة الثانية تخزين البوتاجاز اما الثالثة فتركز على نقل الغاز اما الرابعة تتعلق بتعبئة الاسطوانات اما المرحلة الاخيرة تنتهى عند مراكز التوزيع اما عن طريق شركة بوتاجاسكو او المتعهدين. ويسرد غراب المنظومة تفصيليا حيت قال ان قطاع البترول يقوم بتوفير المنتج سواء عن طريق الانتاج المحلى والذى يغطى حوالى 40% ويتم استيراد 60% عن طريق ميناءى السويس والاسكندرية وذلك من خلال تعاقدات سنوية مع مورديين لتوفير البوتاجاز من عدة دول من اهمها الجزائر والسعودية وقطر والامارات وبعض دول اوروبا. واضاف "غراب" انه يتم نقل الغاز الصب من مناطق انتاجه سواء من مصانع مشتقات الغاز بالحقول او معامل التكرير او من موانئ الاستيراد الى مستودعات التخزين الموجودة بالشركات او الى محطات التعبئة عن طريق خطوط سيارات صهريجية عددها 205 سيارات او يتم نقل الغاز عن طريق الانابيب المملوكة لقطاع البترول والتى تقوم بإداراتها وتشغيلها شركة انابيب البوتاجاز، مشيرا الى ان سعة تخزين البوتاجاز تبلغ 78 الف طن هذا العام. وقال رئيس شركة بتروجاس ان محطات التعبئة المتواجدة فى معظم المحافظات تقوم بتعبئة الاسطوانات وفقا للمواصفات القياسية المصرية والتعليمات الفنية والامن والسلامة لافتا الى انه يتم تعبئة البوتاجاز عن طريق 50 محطة ومصنع تعبئة على مستوى الجمهورية منها 8 مصانع تابعة لشركة بتروجاس والباقة يتبع القطاع الخاص والمحليات ويمثل 84% وتبلغ الطاقات الانتاجية للمصانع 19 ألف طن يوميا. وأضاف غراب أن مرحلة التعبئة تعد اهم المراحل حيث يتم من خلالها عمل اختبارات للاسطوانة حيث يتم وضع الاسطوانة على تليسكوب الفارغ ثم يتم وضعها على جهاز التفريغ على ان يتم دخول الاسطوانة لمنطقة الفرز وذلك للتعرف على ما اذا كانت هناك عيوب فنية فى الاسطوانة وما تستلزمه من استعدال للقاعدة والدرع ثم بعد ذلك يتم وضعها فى صينية التعبئة على ان يتم تمريرها على عدة موازين "شيشنى – تكملة" بالاضافة الى وضعها على جهاز كشف التسرب وللتاكد من سلامة الاسطوانه يتم وضعها فى حوض لاختبارها وبعد التاكد من سلامتها يتم غلق البلف عن طريق مكنة مخصصة لذلك لاحكامها وتليها مرحلة التغليف ثم يتم وضعها على جهاز شحن الاقفاص ومنه الى تليسكوب الشحن. واشار رئيس شركة بتروجاس إلى انه بعد تعبئة الاسطوانات يتم توزيعها عن طريق مراكز التوزيع المنتشرة بجميع المحافظات منها 158 مركزا تابعا لشركة بوتاجاسكو و2646 مركزا تابعا للقطاع الخاص والذى يحتل نسبة 95% من اجمالى مراكز التوزيع. موضحا ان عملية نقل الاسطوانات المعباة تتم عن طريق اسطول نقل يمثل القطاع الخاص فيه نسبة 90% من اجمالى الكمية المنقولة وتتولى شركتى بوتاجاسكو وبتروجاس بنقل الكمية المتبقية. واوضح ان كلا من وزارة التضامن الاجتماعى والاجهزة التنفيذية بالمحافظات تتولى عملية مراقبة نشاط التعبئة والتوزيع حتى وصول الاسطوانه مشيرا الى ان وجود لجنة مشتركة تضم كلا من البترول والتضامن ومباحث التموين لبحث الاحتياجات الشهرية لكل محافظة وعدد الكثافة السكانية و مع مراعاة ايضا التوقيتات الشتوية والصيفية حيث ان هناك مواسم تحدث بها زيادة استهلاكية مرتفعة . وكشف غراب ان التكلفة الحقيقية للبوتجاز المعبأ تصل الى 80 جنيها ولكن يتم دعمها لتباع 5ر2 جنيه منوها ان طن البوتاجاز يبلغ سعره عالميا 1200 دولار تكفى لتعبئة 80 اسطوانة . ونفى غراب ان سبب ازمة البوتاجاز ما تردد حول انخفاض كميات البوتاجاز المستوردة نظرا لعدم وجود سيولة لدى الهيئة العامة للبترول مؤكدا ان التعاقدات سنوية تبدا مع كل سنة مالية جديدة مرجعا سبب الازمة الى الانفلات الامنى واستغلال البلطجية للمنتج المدعم على حساب المواطن البسيط مدللا على ذلك بضخ 5ر2 مليون اسطوانة فارغة فى السوق تم شرائها خلال العشر شهر الماضية من قبل البلطجية لكى يقوموا بتعبئة المنتج . واكد رئيس شركة الغازات الطبيعية " بتروجاس" ان الفترة القادمة ستشهد استقرارا بسبب وجود خطة تامينية لمنظومة البوتاجاز بداية من المصانع لمواجهة البلطجية الذين يقومون بالسطو عليها بالاضافة الى وجود نقط عسكرية امام مراكز التوزيع حتى لايتم تسريب المنتج للمحاسيب والبلطجية.