أكد المستشار الثقافي لسفارة إيطاليا ومدير المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة باولو ساباتيني أن فن الرواية، باعتباره واحدا من أكثر ألوان الأدب مقروئية وانتشارا، يعد جسرا هاما للتواصل بين إيطاليا ومصر. جاء ذلك في مناقشته لرسالة الدكتوراة التى قدمتها المدرس المساعد بكلية الألسن بجامعة عين شمس بسمة عزت شاهين عن روايات الأديب الإيطالي أوتيرو وأتيري تحت إشراف رئيس القسم الدكتور ربيع سلامة وعضوية أستاذ النقد والأدب الإيطالي الدكتور سمير مرقص، وحازت عنها على درجة الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى. وأثنى ساباتينى على ما تبذله المؤسسات الأكاديمية والعلمية بمصر، مثل كلية الألسن، من جهد على هذا الصعيد، بدراسة ترجمة وتحليل أعمال المبدعين وكبار الروائيين في البلدين، مؤكدا حرصه على تفعيل التعاون في هذا السياق. وتناول البحث أزمة الإنسان و الصناعة فى روايتي "ضيق الوقت" و "هجوم دوناروما" للكاتب الإيطالي أوتيرو أوتييري، وهو من الروائيين الذين أرخوا بأعمالهم الأدبية للمجتمع الإيطالي في غمرة الثورة الصناعية التي قفزت بإيطاليا إلى خامس قوة صناعية بأوروبا، وانحاز إلى العمال المطحونة حياتهم في ماكينات المصانع العملاقة. وناقش البحث تأثيرات الصناعة على المجتمع الإيطالي وإنعكاس ذلك على الأعمال الأدبية، ونشأة الكاتب وأهم أعماله، والعلاقة بين الإنسان والمصنع من خلال رواية "ضيق الوقت"، وقضية الجنوب الإيطالي ومشكلاته مثل البطالة والأمية والفقر من خلال رواية "هجوم دوناروما". كما ألقي البحث الضوء على مشكلة الإغتراب الناتجة عن العمل لساعات طويلة و تحت ضغط كبير، والأمراض الناتجة عن العمل بالمصنع سواء كانت أمراض نفسية أم بدنية، والعلاقة بين العمل بالمصنع وفقدان الشعور بالذات. وانتهي البحث إلى خلاصة حول تقدم الصناعة الإيطالية وما صاحبه من تحولات إجتماعية إنتقلت إلى عالم الرواية، وكذلك الرفاهية التي حملتها الصناعة الإيطالية وآثارها النفسية وتأثيرها على شخصيات أعمال أوتييري الروائية.