كشفت الوثائق السرية الأمريكية لحرب أكتوبر عن انقسام حاد بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات وبين رئيس الأركان عبد الغني الجمسي أثناء مفاوضات فض الاشتباك. ففي الوقت الذي كان السادات يحاول فيه إقناع الجانب السوري بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي "مزراحي" - المعتقل في مصر آنذاك – بالإضافة إلى إقناع قيادات الجيش المصري بسحب الدبابات والمدفعية الثقيلة من شرق القناة، كان الجمسي يهدد بعدم توقيع الاتفاق، بالإضافة إلى تهديده باختطاف جنود إسرائيليين للمقايضة على الأسرى المصريين لدى إسرائيل، لأن إسرائيل اشترطت نظير إطلاق سراح الأسري المصريين لديها أن يتم إطلاق سراح "مزراحي" بالإضافة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى سوريا. وفي الإطار ذاته، أكد كيسنجر لموشيه دايان، وزير الدفاع الإسرائيلي، أنه وفقاً لما قاله السادات فإنه مستعد لفتح قناة السويس للسفن الإسرائيلية في اليوم الثاني من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. وكشفت الوثيقة أيضاً عن أن السادات أكد لكيسنجر أنه سيسمح للطيران المدني الإسرائيلي بالتحليق فوق البحر الأحمر في طريقه إلى أفريقيا شريطة ألا يدخل المجال الجوي المصري. وفي ذات الإطار، قال كيسنجر إن وزير الدفاع المصري عبد الغني الجمسي أكد أنه يجب أن يقوم بعدة مناورات مع الجانب الإسرائيلي بصواريخ "سام" ثم تتوقف العملية تمهيداً لإقناع الجيش المصري بالتراجع غربي القناة، وعلق كيسنجر على ذلك قائلاً "هذا اقتراح جيد، إذا لم يكن الجمسي ممثلاً جيدًا وينوي أن ينفذ ما قاله بالفعل".