في الوثيقة السرية التاسعة للمفاوضات السرية لوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل، ذكر وزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر لوزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان أن الرئيس المصري أنور السادات سيسافر إلى سوريا للتفاوض مع سوريا ويحاول إقناعه بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. وأوضح كيسنجر لدايان أنه إذا توصل السادات لاتفاق مع سوريا سيكون اتفاقًا مصريًا وليس أمريكيًا، لكنه أكد أن السادات وعده بإثارة قضية الأسرى الإسرائيليين لدى سوريا أثنناء حديثه مع الأسد. وكان الجانب الإسرائيلي اشترط على كيسنجر أن يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى سوريا للتوصل إلى اتفاق لفض الاشتباك مع مصر. وكشف كيسنجر لدايان يوم 17 يناير 1974 أن السادات أطلعه على رسالة من الرئيس السوري حافظ الأسد يقول فيها إنه على استعداد للتفاوض مع إسرائيل ولكنه لم يعده بإثارة موضوع الأسرى. وكانت الصحافة الإسرائيلية الصادرة صباح يوم 17 يناير قالت إن السفير الأمريكي لدى تل أبيب حث بعض قيادات الجيش على عمل انقلاب عسكري على الحكومة الإسرائيلية بقيادة جولدا مائير. وذكر كيسنجر أن الرئيس المصري أنور السادات قال له: "أخبر الإسرائيليين أني لن أبقب الدبابات على الضفة الشرقية كدليل على حسن النية، وسأبقي 30 دبابة فقط إلى أن يتم توقيع فض الاشتباك". وكشف كيسنجر أن كلا من رئيس الأركان المصري ووزير الدفاع أبديا تخوفهما وقالا إنهم لن يوقعوا لأنه من السهل أن تخدع الشعب ولكن الجيش يعرف ما الذي يعنيه هذا بالضبط. وفي تعليق للسادات على بنود اتفاق وقف إطلاق النار قال: "الجيش لم يرغب في الدخول في حرب، والآن لا يرغبوا في السلام، أنا سأتحمل المسئولية".