المدرسة بناها أينال اليوسفي 1391 بالعصر المملوكي تزينها أحجبة من الجص والزجاج المعشق والخشب المزخرف مدرسة أينال اليوسفى القابعة بشارع الخيامية بباب الخلق مثال علي عبق التاريخ.. وشيد هذه المدرسة الأمير اينال بن عبد الله اليوسفي اليلبغاوي الذي كان من مماليك الأمير يلبغا العمري الخاصكي قريب السلطان برقوق، واينال كلمة تركية من مقطعين هما: "أي" ومعناها القمر و"نال" ومعناها شعاع أي أن اسمه يعني شعاع القمر. وتدرج "اينال" في الوظائف في نهاية عصر المماليك البحرية، فصار أمير طبلخانة في عصر السلطان شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون، وكان منصب أمير طبلخانة في العصر المملوكي يجعل صاحبه المسئول عن فرقة الموسيقى العسكرية الخاصة بالسلطان، ثم عين سلحدار في عصر السلطان المنصور علي بن الأشرف شعبان، وكان منصب السلحدار في العصر المملوكي يجعل صاحبه المسئول عن مخازن الأسلحة السلطانية، واستمر اينال يتدرج في المناصب حتى وصل لمنصب أتابك العسكر في عصر السلطان برقوق وذلك سنة 792ه - 1389 وعظم شأنه عند السلطان وصار له كلمة في تصريف أمور الدولة حتى وفاته. وبدأ الأمير اينال في تشييد تلك المدرسة عام 794 - 1391 وتوفي في نفس العام قبل أن يكمل بناءها لذا دفن كم سبق في قبة قجماس الإسحاقي بن عم السلطان برقوق. يزين القسم الشمالي للمدرسة من الواجهة على يسار المدخل الرئيسي داخلتان ذاتى صدر مقرنص وبداخل كل دخلة من أسفل نافذة مستطيلة مغطاة بمصبعات معدنية عبارة عن رماح أفقية ورأسية تلتقي في أشكال كروية، يعلوها قندلية عبارة عن نافذتين مستطيلتين متوجتين بعقدين نصف دائريين أعلاهما قمرية مستديرة يغشيهم من الخارج حجاب من الخشب المفرغ، بينما غشوا من الداخل بأحجبة من الجص المعشق بالزجاج الملون وتنتهي الواجهة من أعلى بشرافات بشكل ورقة نباتية ثلاثية. ويتوسط المدخل فتحة باب مستطيلة يتوجها عتب من صنجات معشقة، يعلوه عقد عاتق من صنجات معشقة بينهما نفيس، ويعلو ذلك شباك مستطيل مغشى بمصبعات حديدية، ويغلق على فتحة المدخل باب خشبي من مصراعين مصفح بالنحاس المفرغ قوام زخرفته زخارف نباتية، ويوجد بأسفل الباب شريط من النحاس عليه نص كتابي يؤرخ لتجديد لجنة حفظ الآثار العربية للمدرسة، ونصها:" جدد هذا الباب المبارك عام عشرين وثلاثمائة بعد الألف"، ويوافق هذا التاريخ الهجري عام 1902م. ويلي المدخل الرئيسي يحتوى على دهليز مستطيل بالضلع الجنوبي الغربي منه دخلة معقودة تذكر الوثيقة أنها كانت مزيرة بدرابزين من خشب الخرط مفقود حاليا، ويقابل تلك الدخلة دخلة معقودة كذلك وبها مستويين من النوافذ سفلية مستطيلة مغشاة بمصبعات معدنية، وعلوية معقودة بعقد مدبب مغشاة بحجاب من الجص المعشق بالزجاج الملون، ويغطي هذا الدهليز قبو نصف اسطواني يتوسطه قبة ضحلة، وينتهي دهليز الدخول من الجهة الجنوبية الشرقية بدهليز فرعي يتعامد عليه فتح بضلعه الشمالي الشرقي باب يوصل لدورقاعة المدرسة.