تجددت الاشتباكات في جنوب السودان، اليوم الاثنين، بين القوات الموالية للرئيس وأخرى موالية لنائب الرئيس، بمشهد أشبه بحرب كاملة ليرتفع عدد الضحايا إلى 200 قتيل منذ بدء أعمال العنف في جوبا. قال مراسل شبكة الإذاعة البريطاينة في العاصمة جوبا، إنه أمكن سماع انفجارات كبيرة وأصوات تبادل إطلاق الرصاص في جميع أنحاء المدينة، فضلا عن استخدام المدفعية الثقيلة في الاشتباكات المندلعة مؤخرا. وذكر أن حصيلة القتلى ارتفعت بواقع 200 شخص قد لقوا حتفهم في القتال المحتدم منذ يوم الجمعة الماضي، وجاء ذلك بعد ساعات من دعوة مجلس الأمن بالأممالمتحدة للفصائل المتحاربة بوضع حد فوري للقتال ومنع انتشار العنف. في بيان بالإجماع، أدان مجلس الأمن أعمال القتال الدائرة في جنوب السودان "بأشد العبارات"، معربا عن "صدمته وغضبه من الهجمات على مواقع تابعة للأمم المتحدة. كما طالب المجلس بإرسال قوات حفظ سلام إضافية إلى جنوب السودان. وكانت الحرب في جنوب السودان قد اندلعت عندما بدأت القوات الموالية للرئيس سلفا كير، والنائب الأول للرئيس رياك مشار، إطلاق النار على بعضهما البعض في شوارع العاصمة جوبا. وكانت العلاقات بين الرجلين منقسمة منذ الاستقلال عن السودان عام 2011. وعلى الرغم من اتفاق السلام الذي أجري العام الماضي بإنهاء الحرب الأهلية، يتهم كل طرف الآخر بسوء النية. وتصاعد العنف في مطلع الاسبوع، في مشهد أشبه بحرب حقيقية تستخدم فيها الدبابات وطائرات الهليكوبتر والقوات والقذائف الصاروخية ومن بين القتلى في الحرب الدائرة في الجنوب السوداني قوات صينية تابعة لقوات حفظ السلام، ويذكر أن عدة جنود حفظ السلام أخرين وعدد من المدنيين قد أصيبوا في عملية تبادل لإطلاق النار في جوبا. وقالت المتحدثة باسم الاممالمتحدة في جوبا، شانتال بيرسود، إن القتال الدائر على مدى الايام القليلة الماضية، تسبب في نزوح مئات الأشخاص داخليا للاحتماء في مقر الأممالمتحدة. وقالت «شانتال» إن زعيمي جنوب السودان مسؤولين عن تنفيذ اتفاق السلام منذ العام الماضي، والذي تضمن وقف إطلاق نار دائم ونشر قوات بعيدا عن جوبا. وقال وزير الاعلام مايكل ماكوي ل«بي بي سي» إن الوضع في المدينة كان "تحت السيطرة الكاملة" والمدنيين الذين فروا يجب أن يعودوا الى منازلهم. فيما اتهم المتحدث باسم الجيش ماشار، العقيد ويليام جاتجياث، مسؤولون موالون للرئيس بالكذب، قائلا إن هناك ما لا يقل عن 10 ساعات من الاشتباكات دارت يوم الأحد. واضاف ان "الوضع في جنوب السودان لا يمكن السيطرة عليها وأن سلفا كير وأتباعه ليسوا على استعداد لمتابعة اتفاق السلام". وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان، إنها تدين بشدة أحدث اندلاع القتال في جوبا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكي، جون كيربي، إن واشنطن طلبت مغادرة الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأمريكية في جوبا. وكان «كير» التقى «مشار» في القصر الرئاسي يوم الجمعة وأصدر نداء بالتزام الهدوء في الدولة. المدينة استعادت الهدوء لبعض الوقت على ما يبدو، يوم السبت، ولكن اطلاق نار كثيف تجدد يوم الاحد بالقرب من ثكنة عسكرية من قبل القوات الموالية ل«مشار» أسفر عن كسر وقف إطلاق النار . ويقول الاكاديمي الأمريكي المختص في شئون السودان، إريك ريفز، ل«بي بي سي» إن «مشار» حاول تنظيم انقلاب ضد منافسه، بدعم من الرئيس السوداني عمر البشير من السودان، قائلا "لقد تم التخطيط لهذا". واضاف "هذا العنف يبدو الآن جزءا من انقلاب منسق من قبل رياك.