* خبراء اقتصاد: إنفاق الأسرة المصرية يزيد 3 أضعاف خلال شهر رمضان * رشاد عبده: مطلوب من كل أسرة مصرية وضع "خطة إنفاق" لتجنب التبذير * خبيرة اقتصاد منزلي: "بواقي الأكل" تقلل استهلاك المصريين في رمضان * خبيرة إتيكيت: شراء العروض يوفر النفقات خلال الشهر الكرييم * أستاذ اجتماع: الإعلانات "تخرب بيوت المصريين" في رمضان * تعديل ثقافة الاستهلاك يبدأ ب"الحضانة" حصريا، في شهر رمضان الكريم فقط، "المحمر والمشمر"، و"المسلوق والمدمس"، "المسكر والمخلل"، كل أشكال الطعام تجدها على نفس السفرة! مع دخول شهر شعبان، يبدأ المصريون في التجهيز لشهر رمضان الكريم، ولكن على طريقتهم الخاصة وهي تخزين الطعام، والاحتراب للحصول على السلع الغذائية المختلفة التي تزيد عن الحاجة بطبيعة الحال، مع استغلال المصريين للشهر الكريم في لم شمل العائلات وتبادل العزومات التي تتحول إلى منافسة شرسة بين ربات المنزل، كل منهن تحاول أن تتفوق على قريناتها بعدد الأطباق المقدمة. التحقيق التالي يحاول رسم خريطة لربات البيوت والأسر المصرية للإنفاق الآمن في رمضان، بعيدا عن الغلو والتكالب على تخزين السلع الغذائية، مع عدم إهمال العزومات التي لا يخلو بيت مصري منها في رمضان، ولكن على الطريقة التي تضمن ترشيد النفقات، كما توضحه آراء الخبراء في مجال الاقتصاد المنزلي عبر السطور التالية. "زيادة 3 أضعاف" أكد الدكتور مختار الشريف، الخبير الاقتصادي، أن الشعب المصري يزداد شرها في الإنفاق مع دخول شهر رمضان، حيث إن هناك دراسات تؤكد أن الإنفاق الأسري يزداد 3 أضعاف خلال شهر رمضان عن باقي السنة، وأقل التقديرات حسب هذه الدراسات أن الاستهلاك يزداد الثلث. وقال "الشريف"، في تصريح ل"صدى البلد": "معروف عن المصريين أنهم يزداد شرههم تجاه الاستهلاك خلال شهر رمضان، ويلجأون لتخزين السلع، وتنويع مصادر حصولهم عليها، وهذا غير منحصر في طبقة معينة ولكن هذه ثقافة كل الفئات". وأضاف: "لابد نرشد النمط الاستهلاكي، ويعني عدم الامتناع ولكن التعقل في الاستهلاك"، مشيرا إلى أنه ليس هناك رقم تقديري لحجم إنفاق الأسر المصرية على العزومات، فالمعروف أن هذا أسلوب مجتمعي مشهور به المصريون، ويجب القيام بدراسات متنوعة حول هذه النقطة للوقوف على حلول مجتمعية لهذه الظاهرة ومحاولة ترشيدها، فالدول المتقدمة تقوم بدراسات مجتمعية باستمرار حول مجتمعاتهم. "جدول لكل أسرة" قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن الشعب المصري لديه قناعات وثقافة عن الإسراف في الوجبات الرمضانية والإسراف بشكل عام في هذا الشهر الكريم، ويجب أن تتغير تلك الثقافة حتى يعلم الشخص قيمة هذا الشهر. وأوضح "عبده"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أنه يجب على كل أسرة مصرية وضع خطة نفقات خلال هذا الشهر وتحديد الالتزامات المهمة في رمضان من عزائم والمدعوين لها، فيجب أن تحدد العزومة ويحدد عدد المدعوين بشكل غير مبالغ فيه، ويجب الاقتصاد في الطعام المقدم وعدم المبالغة حتى لا يطال نطاق غير المألوف والمبالغ فيه. ولفت إلى أن وضع خطة مسبقة يسهم إلى حد ما في الحرص على الإنفاق في شهر رمضان الكريم. "خريطة أكل رمضان" أكدت الدكتورة سونيا صالح المراسي، أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلي الأسبق، أنه لابد من تغيير الثقافة المصرية الاقتصادية، وهذا يعتمد بصورة أساسية على ربة الأسرة التي يجب إكسابها تلك الثقافة ويجب أن تعلمها لباقي أفراد الأسرة. ووضعت "المراسي"، في تصريح ل"صدى البلد"، خريطة لترشيد النفقات خلال شهر رمضان قائلة: "يجب تنمية الوعي الاستهلاكي بالبحث عن البدائل بسبب ارتفاع الأسعار، وتنمية ثقافة إعادة طهي الطعام، مما يعني تقليل نسبة الفاقد والاستفادة من بواقي الطعام، وتخطيط الميزانية، وتعزيز ما يعرف بفن الشراء، وعمل قائمة بالأوليات والأشياء التي نحتاج إلى شرائها، والتخلص من الثقافة التي تعنى بربط المناسبات بالطعام، والتصدي لروح التنافسية بين ربات البيوت في تبادل العزومات، وعمل عزومات جماعية بأن تجتمع العائلة كاملة وكل أسرة تساهم بصنف". وأضافت: "من الممكن اللجوء إلى عمل أصناف وأطباق متداخلة من بواقي الطعام أو الكميات القليلة منه، ما يسهم في عمل أطباق جديدة بأقل كميات، واللجوء إلى المشروبات الطبيعية مثل العرقسوس والبعد عن المشروبات التي بها نسبة سكريات كبيرة، والابتعاد عن الحلويات المكلفة، والسلطة والشوربة يجب أن تكون أساسية على السفرة، والبعد عن السمن والمسبكات". ووجهت خبيرة التغذية نصائحها للمصريين بنوعية الطعام المقدم على السفرة الرمضانية، قائلة: "يجب البعد عن المسبكات والسمن، وتقسيم الرغيف أربعة أرباع، والتقليل من البروتين الحيواني والحلويات، وبدل إعطاء سمكة لكل فرد يمكن عمل صينية سمك، والحرص على البروتينات للأطفال لأنها تكون لبناء أجسامهم، وللكبار بقدر قليل لإعطائهم طاقة وإعادة بناء التالف، وتعديل ثقافة العزومات، مشيرة إلى أنه لا يمكن تحديد أرقام معينة لاستهلاك العزومات من الميزانية المصرية، لأن ذلك يعتمد على الأفراد وجودة الطعام والأصناف المقدمة. "جدولة العزومات" فيما قالت دينا ماهر، رئيس مؤسسة الإتيكيت وأسلوب الحياة، إنه من الأفضل في شهر رمضان توفير النفقات في ظل ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وعدم الإسراف في شراء السلع والتسوق بذكاء. وأضافت "ماهر"، في تصريح ل"صدى البلد"، أنه يجب تحديد جدول معين للوجبات بما تحتويه من مواد نشوية وبروتينية وبقوليات، مشيرة إلى أنه أثناء إقامة مأدبة الإفطار لا يصح وضع نوعين من البروتين مختلفين على سفرة واحدة، ولكن ثقافة الشعب المصري هى أن شهر رمضان للإسراف في الوجبات. وتابعت: "شراء العروض في شهر رمضان يوفر في النفقات وتحديد ما يلزم المنزل قبل التسوق"، كذلك يجب وضع سلوك معين للفرد خلال رمضان وعدم الإكثار من الوجبات الجاهزة والإكتفاء بوجبة المنزل بشكل دائم ومستمر. "الإصلاح يبدأ بالحضانة" بينما أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أن هناك خللا في الثقافة المصرية يحتاج لعلاج سريع وفوري، فما يحدث في رمضان لا يتناسب مع طبيعة شهر العبادات ولا يساير الشرع الحنيف. وقالت "خضر"، في تصريح خاص ل"صدى البلد": "نحتاج إلى حملة توعوية قوية لتقويم السلوك الإنفاق المصري، وتبدأ في السنوات الأولى من عمر الإنسان، في مرحلة الحضانة، فلابد من إعادة النظر في أسلوب الطعام ومقاومة ثقافة التكالب على الطعام، فنحن في مصر لدينا أعلى نسب في أمراض الضغط والسكر وأمراض المعدة المرتبطة بالنظام الغذائي". وأضافت أن هناك بعض الأمور "تخرب بيوت" المصريين من حجم النفقات خلال الشهر الكريم. وتابعت: "الإعلانات المعروضة على شاشة التليفزيون تحتاج إلى مقاومة فورية، فهي تعزز السلوك الاستهلاكي لدى المصريين وتزيد من نفقاتهم في موسم رمضان، كما أنها تعمل على تفتيت الأسرة والمجتمع". وأكدت أن الأزهر عليه دور كبير في مقاومة السلوك الاستهلاكي لدى المصريين، فهو المسئول عن تقويم المجتمع وفق الشريعة الإسلامية ورسم خريطة للحياة المجتمعية السلمية، إلى جانب دور الرقابة وحماية المستهلك، لافتة إلى أن التجار الإنجليز قديما رفعوا سعر السمك، فامتنعت النساء المصريات عن شرائه إلى أن اضطر التجار إلى بيعه بأقل سعر.