* ندى تعرضت لجراحة تدبيس معدة خاطئة وظلت بغرفة العناية لعام * والدة "ميرا" تم قص المعدة وتوفيت والدتها بعد أربعة أيام * أخت "ياسمين" تدهورت حالتها وعانت من إفرازات وتوفت في الحال * انتفاخ البطن وصديد وتسمم.. تشخيص حالة "أمل" بعد الوفاة * ابنة خالة "هاجر" بعد الجراحة.. ثقب في المعدة وتسمم بالدم ثم وفاة * وزارة الصحة: أحكام الإهمال الطبي لا تصدر عن أهل المتوفين وإنما من جهات التحقيق * "الحق في العلاج": 200 حالة تعرضت للقتل جراء نفس الطبيب ونتولى القضية فتاة عمرها لا يتجاوز 25 عاما، كانت تعانى من السمنة ووزنها تعدى المائة كيلو، رغبت في الحياة بشكل طبيعى، فتوجهت لإجراء جراحة تدبيس معدة بأحد المستشفيات، وبعد إجراء الجراحة حدث مضاعفات وتسرب، توجهت على أثرها مرة أخرى للمستشفى لتدخل غرفة العمليات مرة أخرى لعلاج التسرب الذي أدى لارتفاع درجة حرارة الجسم وحدوث تسمم وانتفاخ بالمعدة، وظلت حبيسة غرفة العناية المركزة والمحاليل على مدار شهور لا تقوى على الحديث أو الكلام. تقول والدة ندى أحمد محمد عبد الوهاب، إنه بعد التدهور الذي حدث لابنتها هربت بها لمستشفى الدمرداش، وأخبروها بأن هناك خطأ بالجراحة قد حدث، وعلى مدار عام اضطرت ندى للدخول لغرفة العمليات قرابة أربع مرات، لتصحيح مسار المعدة ومعالجة التسرب الذي حدث، وعاشت خلال تلك الفترة على المحاليل ونقل الدم وأدوية البويمين لعلاج التدهور الذي حدث لها. حالات أخرى حالة "ندى" كانت أوفر حظا لأنها انتقلت للعلاج بمستشفى جامعي، وتم إنقاذها، ولكن هناك عشرات الحالات لم يتم إنقاذها، وعبر إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعى، بث أهالي المتضررين من عمليات تدبيس المعدة شكاواهم بعد تعرض ذويهم للوفاة بسبب الجراحة الخاطئة من طبيب يدعى "ع. ع"، فقالت أميرة حسن، إن والدتها دخلت أحد المستشفيات الخاصة لإجراء حراحة تحويل مسار معدة، ولكن انتهت حياتها بعدوى وتسمم دموي، بسبب عدم إجراء أى تحاليل قبل الجراحة، والمستشفى تركها 11 يوما دون أى تغذية أو تعويض لحالة التدهور للجرح، وحدث التسمم والعدوى وتوفيت في الحال. وأضافت: "معاملة المستشفى كانت سيئة ولم تكن هناك متابعة وإعطاء للأغذية الوريدية وعقار الالبومين المهم للحالة"، واتهمت رئيس قسم الجراحة بمستشفى "أ. م" بالتسبب فيما وصلت إليه الحالة. ويحكى محمد عن تجربته بنفس المستشفى، حيث أنه منذ عامين عرض الطبيب عليه إجراء جراحة مقابل 15 ألف جنيه، وبعد إجراء الجراحة تدهورت حالته بسبب تلوث الجرح وفك الجراحة، واضطر للذهاب لطبيب آخر لمعالجة التلوث والتدهور. وتحكي "ميرا" والدة تهانى رمزي، إحدى ضحايا عمليات جراحة السمنة، قائلة: "ذهبت والدتي لإجراء جراحة للتخلص من الوزن الزائد، وذكر لها الطبيب أنه سيقوم بعمل جراحة قص للمعدة وشط للبطن من خلال الليزر، وللأسف لم توقع والدتى على أى إقرار لأنه أخبرنا أنها جراحة بسيطة، وستتمكن والدتى من الخروج في نفس اليوم وممارسة حياتها بشكل طبيعي، ولكن لم تمر أربعة أيام حتى أصيبت أمى بهبوط حاد، وقمنا بتعليق المحاليل، ولكنها فقدت القدرة على الحركة وتوفيت بعد أربعة أيام من الجراحة". فتق بالمعدة أما ماري حبيب سامي، فتقول: "قمت بعملية تدبيس المعدة، ولكن بعد 6 أشهر شعرت بمغص شديد بالمعدة وتعب شديد وفتق بالمعدة وأصيبت بالسمنة مرة أخرى، وطلب منى الطبيب عمل جراحة تحويل مسار جزئي، وبعد الجراحة الثانية تعرضت لتعب شديد وقيء وعدم قدرة على تناول الطعام، وبعد عدم تحسن حالتى ذهبت لطبيب آخر، وأجريت حراجة ثالثة لتصحيح الأخطاء التى تعرضت لها لدى نفس الطبيب، وأوضح لى أن الطبيب السابق قام بقص نصف المعدة". إفرازات وتسمم وتقول أخت "ياسمين": "أختي توفيت على يد نفس الطبيب جراء إجراء جراحة تدبيس معدة، وخرجت فى نفس اليوم ولكن حالتها تدهورت، وبدأت في إفراز سائل أسود من معدتها، وعانت من ضيق تنفس وعرق زائد وانخفضت درجة حرارة الجسم، وأسرعنا بالذهاب للمستشفى الذى أجري به الجراحة، وتم إلحاقها بغرفة العنابة المركزة، وبدأت فى الانهيار وتوفت صباح اليوم التالي، وتركت طفلين بسبب خطأ طبي، رغم أن تكلفة العملية تعدت 50 ألف جنيه". أربع جراحات متتالية أما أمل عبد الله، 23 سنة، فتوفيت أيضا جراء جراحة لدى طبيب السمنة ذاته، وتعرضت لمضاعفات خطيرة مثل انتفاخ البطن وصديد الجرح وفكه، وأجريت 4 جراحات متتالية وخسرت أغلب وزنها وتدهور وضع الكبد وتعرضت للأنيميا، وعانت من المغص والقيء الشديد، وخروج سائل بكمية كبيرة من المعدة، وتسمم حاد وانفجار في المعدة، حتى أصيبت بفشل كبدي وكلوي وغيبوبة، إلى أن توفيت متأثرة بإصابتها. أم عمر، إحدى الضحايا، فتحكى: "أنا عملت أشعة الباريوم، والنتيجة إن مفيش تدبيس أصلا، اللى عمله منه لله حط كيس جوه المعدة فيه بره الباريوم وخيطه جوه المعدة علشان يملى فراغ فى المعدة، ونتيجة الكيس دة حصلتلى قرحة فى المعدة وتنيات جوه المعدة والتهابات شديدة، وقمت بعمل جراحة لإزالة الكيس، والآن أعالج من القرحة والتهابات المعدة، وأتمنى الشفاء لأبنائي". وفاة بعد أسبوع أما هاجر العيسوي، فتحكى عن حالة ابنة خالتها، وهى إحدى المتضررين، وقالت: "ذهبت لإجراء عملية تدبيس معدة وعملتها بالفعل، وبعد أقل من أسبوع تعبت، وذهبت للمستشفى ودخلت عمليات للمرة الثانية في أسبوع لتصحيح شيء في العملية، ومن وقتها وهى بغرفة العناية المركزة، وعانت من ثقب بالمعدة وتسمم بالدم وكسل في الكبد، وكل ذلك بسبب إهمال الطبيب والتمريض، وفي يوم 9 أبريل 2015 ودعت بنت خالتي الحياة تاركة خمس أطفال، وقمنا بعمل محضر شرطة وحضر وكيل النيابة للمستشفى، وقال: "لو عاوزين تكملوا لازم تشريح لمعرفة أسباب الوفاة"، وبعد المشاورة اتفقنا إننا لازم نجيب حقها، واتنقلنا لمشرحة زينهم 7 صباحا وعمل تقرير طبي بأسباب الوفاة، واكتشفنا إن ده المحضر رقم 33 لنفس الدكتور". وخلال تصريحات رسمية، أفاد المكتب الإعلامي لوزارة الصحة، بأن موضوع ضحايا عمليات تدبيس المعدة محل بحث، وأحكام الإهمال الطبي لا يجب أن تصدر عن أهالي المتوفين أو وسائل الإعلام بل جهات التحقيق المتخصصة. الحق في الدواء صرح دكتور محمد فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، بأن 200 شخص هم إجمالى ضحايا هذا الطبيب وحده، وهو شخص قتلهم بأجر وأوهمهم بتحقيق حلم الرشاقة والتخلص، وهم لا يدرون أنهم يدفعون عمرهم ثمنا لذلك، وأوهمهم الطبيب بأن حل مشكلتهم لن يستغرق سوى "ساعة واحدة" وهى مدة إجراء العملية، وفور خروجهم من غرفة العمليات يكتشفون الكارثة وهي الوفاة.