وزارة الصحة: صدر قرار بإغلاق المشتشفى الخاص بالطبيب و إحالته للنيابة.. ودورنا إدارى فقط و ليس جنائياً كوارث الإهمال الطبى لم تعد أمراً مثيراً للدهشه، فمن كثرة تكرارها أصبحت مألوفة، ولكن الغريب فى الأمر أن تقع 200 ضحية دفعة واحدة نتيجة هذا الإهمال و أن يظل الجانى حراً طليقاً يمارس مهنته فى إنهاء حياة ضحية تلو الأخرى. "200 شخص" هو عدد ضحايا جزار برتبة طبيب تجرد من واجبه المهني، قتلهم بأجر مدفوع مقدماً، تدفعه الضحية بكامل إرادتها لتحقيق حلمها فى الرشاقة أو بالأحرى للتخلص من السمنة المفرطة وما سببته لهم من كوارث و أمراض وهم لا يدرون أن رحلة التخلص من الوزن الزائد ستكلفهم حياتهم. القصة تبدأ بتوجه الضحية إلى عيادة د. عصام عبد الجليل رئيس الجرا حة بمستشفى أحمد ماهر وصاحب عيادة شهيرة فى إجراء عمليات تدبيس المعدة و القضاء على السمنة بمنطقة الدقى. بعدها يوهمهم الطبيب بأن حل مشكلتهم لن تستغرق سوى "ساعة واحدة" وهى مدة إجراء العملية ليصبحوا بعدها فى أتم لياقتهم البدنية و الصحية وفور خروجهم من غرفة العمليات يكتشفون الكارثة التى كتبت معها شهادة وفاتهم ووفاة أسرهم أيضاً، وعلى الرغم من تقديم ذوى الضحايا العديد من البلاغات ضد هذا الطبيب إلا أن الأمر لم يبت فيه حتى الأن. وكشف زوج أحدث ضحية لهذا الطبيب ويدعى "أيمن" وزوجته تدعى "تهانى رمزى"، كيف أنهى الطبيب حياة زوجته بطريقة مأساوية ؟. بداية روى الزوج كيف بدأت رحلته مع المعاناة حين توجهت زوجته إلى العيادة الخاصة بالطبيب لإجراء عملية تدبيس المعده بعدما أكد لها سهولة و يسر إجراء هذه العملية وأنها بعدها ستتعافى وتستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعى، وتم دفع مبلغ 5ألاف مقدم ومثلهم عقب انتهاء اجراء العملية ليصبح الاجمالي "10 ألاف جنية". وبعد ماخرجت زوجتى من غرفة العمليات تدهورت حالتها الصحية حيث أصيبت بهبوط حاد فى الدورة الدموية وتحول وجهها إلى اللون الأزرق وبإبلاغ الطبيب الذى أجرى لها العملية قال لنا أنه سيفحصها طبياً فى المواعيد المحددة للإستشارة، بعد 6أيام من إجراء الجراحة. ويواصل الزوج حديثه خلال هذه الفترة تدهورت حالة زوجتى الصحية وعاشت على المحاليل الطبية ولم تعد قادرة على الحركة ومن ثم توفت بعدها يوم31/5/الماضي، وإكتشفت أثناء إجراءات الدفن أن أثر الخياطة موضع الجرح الذى تركته العملية تم "كما لو كانت حياكة لقطعة قماش بالية"، وليس بالليزر كما أدعى الطبيب. وأعرب الزوج عن يأسه بعد تقديمه ومئات الضحايا العديد من الشكاوى ضد الدكتور عصام عبد الجليل أو"الجزار" كما يطلق عليه ضحاياه فضلاً عن تنظيمهم العديد من الوقفات الإحتجاجيه ضده. "مارى حبيب" ضحية أخرى أجرت عملية "تدبيس المعدة" خلال عام 2010 وبعدها ب 6أشهر بدأت تشعر بآلام بالمعدهة، ومن ثم توجهت بعدها للطبيب الذى إكتفى بإعطائها أدوية لمدة عام كامل تدهورت حالتها الصحية خلالها. وأكتشفت بعد ذلك إصابتها ب "فتق بالمعدة" مما أدى إلى دخولها فى دوامة لا تنتهى من المعاناة قائلة :"أخدتها كعب داير على المستشفيات ولم يستطيع أحد علاجى أو تفسير حالتى إلا بعد مدة طويلة من الألم إنتهت على يد طبيب أجرى لى عملية جراحية ليخلصنا من الكارثة الذى سببها لى هذا النصاب"، على حد تعبيرها. وتتوالى قصص الضحايا التى يرويها ذويهم حيث تقول الدكتورة نجوى حسن إحدى المتضررين وشقيقة "أميرة حسن " إحدى ضحايا الطبيب عصام عبد الجليل كيف بدأت معاناة شقيقتها بعد إحتجازها لإجراء عملية تحويل مسار معدة عقب أخرى لتدبيس المعدة بتاريخ 15 – 8 – 2014 . وتابعت شقيقة الضحية كيف قام الطبيب بإجراء العملية دون طلب توقيع تقرير من المريض على ذلك كما يتم فى حالة إجراء مثل هذه العمليات الخطيرة. وأكدت الدكتورة نجوى، على أنه أثناء إجراء العملية الجراحية حدثت مضاعفات فى المعدة والأمعاء "fistulagastrojujunal" على أثرها قام الطبيب بإخراج شقيقتها من غرفة العمليات وتركها ما يقرب من إحدى عشر يوما بعد إجراء هذه الجراحة الخطيرة بدون أية تغذية من أية نوع سواء بالفم أو عن طريق الوريد مما أدى إلى نقص حاد فى البروتين ونسبه البروتين "الالبومين" ومع ذلك لم يتم إعطاء عقار الالبومين لمده 11 يوم بعد العمليه ولا البلازما حتى يتم تعويض كل هذا النقص. وأكدت نجوى أن الطبيب ترك شقيقتها تصارع الموت فى العنبر المحتجزه به مما أدى إلى فتح الجرح كاملا حتى الأمعاء وتسبب ذلك فى عدوى شديده فى الجرح . ولم يتم صرف أى بروتين لمده 13 يوم إلا بعد عمل مشاكل وشكاوى مما إضطرها إلى شراءه على نفقتها الخاصه بسعر 280 جنيه للأمبول الواحد ،و140 جنيهاً للبلازما منوهه أنها تقوم بشراء اتنين بلازما يوميا و اتنين البومين وتلات امبولات فلاجيل وامبولات مضاد حيوى "تينام" وامبولات ل"الترجيع، زوفران" بتكلفة 1200 جنيه يوميا. وأكدت نجوى أن الطبيب المتسبب فى هذه الكارثة فى إشارة منها إلى "عصام عبد الجليل" لم يفكر فى المرور ولو ثانية واحده ليتابع الحالة وأهمل التغيير على الجرح لمده 13 يوم وتركه مفتوحاً مما أدى لحدوث عدوى فى الدم وتسمم دموى ورفضت إدارة المسشتفى إدخال شقيقتها إلى العناية المركزة رغم وجود أماكن فارغه بها. وأستأنفت حديثها تم تركيب قسطرة وريد مركزية للمريضة فى العنبر بدون أى تعقيم وقاموا بخياطة القسطرة المركزية بدون حتى بنج موضعى وترك المريضة فى العنبر بتلك القسطرة مع العلم الشديد بخطورة التعامل مع هذه القسطرة لأنها تصل مباشرة إلى القلب، وقد كانت الكارثة وتركت الممرضة القسطرة مفتوحة وأدت إلى نزيف للمريضة فقدت فيه دم بغزارة مما أدى إلى تدهور الحاله لها الصحيه أكثر فأكثر. وأشارت شقيقة الضحية أنها حاولت تحرير محضر خارج المستشفى فى قسم الدرب الأحمر لإثبات الواقعة فرفضوا بالإضافة إلى السب والإهانة للمريضة والتوعد بايذائها أمام المرضى المحيطين فضلاً عن تلقيها تهديدات من نائب قسم الجراحة بالمستشفى مما دفعها إلى تحرير محضر رسمي داخل المستشفى بتارخ 4\9\2014 برقم 2450 بشهادة المرضى. وتابعت رفض مدير المستشفى إعطائى تقرير بحالة شقيقتى لتحويلها إلى العناية المركزة بمستشفى جامعة الأزهر، وأكدت إنها لم تترك باباً إلا وتركته حيث تقدمت بشكوى إلى وزير الصحة الذى بعث لجنة ثلاثية كان مفاداها أن" أختى معاقه ذهنياً". وأوضحت أنها قامت بعمل شكوى لمدير مشستفى أحمد ماهر برقم" 14" بتاريخ 3-9-2014 وقدمت شكوى للنائب العام برقم "20308 بتاريخ 8-10-2014 وشكوى في نقابة الأطباء برقم "1804" بتاريخ 12-10-1014. وأضافت بعدها خرجت شقيقتى من المستشفى وحالتها الصحية شديدة الإعياء بعدما أصيبت بهبوط حاد فى الدورة الدموية وتم إحتجازها فى مستشفى المحلة العام بين الحياه والموت فى العناية المركزه وخرجت من المستشفى ولكنها لم تكن المرة الأخيرة حيث توالت مرات الدخول نتيجة هبوط وإضطراب فى الوعى وعندما ساءت حالتها تم تحويلها لمستشفى جامعة طنطا وتكلفنا أدوية بحوالى 2000 جنيه يوميا وحاولت الإتصال بالطبيب عصام أكثر من مرة فقالى لي : "هي حالة مجانى ولا بفلوس ؟ وقال مليش دعوة ومش هعرف اوفرلها الدواء". ووفى حالة يرثى لها قالت شقيقة الضحية ماتت أختى بتاريخ 17-4 -2015 نتيجة تسمم فى الدم وفشل فى الكبد والمخ والرئة نتيجة سوء التغذية والقىء المتواصل. وأختتمت حديثها قائلة :"أنا عايزة حق أختى من دكتور عصام عبد الجليل اللى عمل عمليه غلط ورمى اختى زى الكلبة في العنبر 13 يوم بدون تغذية". من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور حسام عبد الغفار، أن الوزارة أصدرت قرار بإغلاق المستشفى بعد تعدد الشكاوى من الدكتور "عصام عبد الجليل" يتضرر فيها عدد كبير من المواطنين من إجراء هذا الطبيب عمليات "تدبيس المعدة" التى تسببت فى وفاة البعض و تشوية البعض الأخر. مؤكداً أن الدكتور عصام عبد الجليل تم إحالته إلى التحقيق وإيقافه عن ممارسة العمل سواء بمستشفى أحمد ماهرأو المستشفى الخاصة به و الكائنة بالدقى، فضلاً عن إغلاق المستشفى الخاص به. وأضاف المتحدث بأسم وزارة الصحة أن دور الوزارة يقتصر على تطبيق الجانب الإدارى فقط والمتعلق بإيقافه عن ممارسة المهنة، و إصدار قرار بإغلاق المستشفى الخاص به و ليس لها أي علاقة بالشق القانونى، والنيابة العامة هى التى تتولى التحقيق فى هذا الشأن. كما دعت صفحة ضحايا عصام عبد الجليل على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك"، والتى وصل عدد المشتركين بها إلى أكثر من 5 ألاف شخص إلى مؤتمر ينظمه المركز المصرى للحق فى الدواء، الثلاثاء القادم، والذى أعلن عن تبينيه القضيه حتى يتم محاكمة الدكتور عصام عبد الجليل المتورط فى قتل العديد من الضحايا جنائياً