والله ما أعرف هو الإعلام والتليفزيون جرى فيهما إيه!! بعض برامج هذه الأيام، في ظاهرة أصبح المشاهد يعتد رؤيتها وسماعها.. نجلس لنشاهد برنامج ما على إحدى الفضائيات، لنسمع المذيعة وهي "ترطن" باللغة الإنجليزية مع ضيوفها، عامدة متعمدة إستخدام بعض الكلمات من قاموس اللغة الإنجليزية.. وإن كنت أشك من متابعة ما تقول إنها على دراية باللغة أصلا.... لكن "معلش" خلينا في المفيد. المفيد هو أنني، وبالرغم من أنني أتحدث الإنجليزية بطلاقة بل وأجيدها كأهلها، أرفض رفضا تاما تحويل قاموس لغتنا لمصطلحات أجنبية، نلغي معها هويتنا العربية والثقافية.. نعم، هي ليست بشطارة أن نستعرض لغتنا أمام المشاهد، خاصة أن أكثر من 90% في مصر لا يتحدثون الإنجليزية ولا يفهمون قطعا ما تقوله المذيعة أو الضيوف.. إذن، هل نسخر من المشاهد بهذه الطريقة! بالأمس، كنت أشاهد برنامج على إحدى الفضائيات، لم أشأ ذكر اسمها، لأنها بصراحة دمها "تقيل" عليّ وعلى الكثير ممن أستطلع رأيهم دائما، ولا أحب أن أشاهد برنامجها على الإطلاق، حيث دأبَت هذه المذيعة على الردح فيه لأكثر من أربع سنوات، وصوتها وحنجرتها وهي تصرخ "تنرفز" العفريت.. ولكن لأنها كانت تستضيف نجم، خصّ القناة بحوار حصري معه، وحيث أنني كنت أود مشاهدة هذا البرنامج، فقد "عصرت" على نفسي فص ليمونة وجلست لأشاهد ضيفها. وبالرغم من الأسئلة الروتينية الساذجة التي كانت تطرحها المذيعة، وتنم عن ضيق أفق وعدم دراية بالشخصية التي تقوم بمحاورتها، إلا أن خفة ظل الضيف وأسرته، غطّوا على "رخامة" المذيعة.. أما الجانب المستفز في الحلقة، هو أن المذيعة طيلة الحوار لم تخلو جملها من استخدام الكلمات الإنجليزية، وأيضا ضيفها الذي ينتمي لأحد الأقطار العربية، ولكنني ألتمس له العذر، حيث أنه نشأ وتربى على الاستعمار في بلاده، فهكذا هم يستخدمونها في بلادهم.. وإن كنت أرفض المساس بلغتنا العربية. حقيقة، لا أعرف ما هو المطلوب من المشاهد المصري؟ هل المطلوب أن نثقّفه ونعلّمه لغات تفيده، أم تعمل مثل هذه البرامج على طمس هويته وثقافته ولغته العربية؟ هل المطلوب تعقيده في عيشته؟ هل المذيع وظيفته المنظرة على المواطن البسيط؟ ألا توجد رقابة على المصنفات لهذه البرامج للحفاظ على المواطن وهويته؟ هل هذا المواطن هو مجرد "طوبة" لا يتفاعل أو يشعر بما يشاهد.. ولماذا لا نضع أنفسنا مكانه؟ مع الأسف، الإعلام يمر بأسوأ أيام في تاريخه، وأعتقد أنه يحتاج لوقفة كبيرة من قبل القائمين عليه، ربما يحدثوا في الأمر شيئا لصالح المواطن، الذي يتأثر سواء بالسمع أو البصر بكل ما بعرض عليه. من كل قلبي: أعتقد أننا نحتاج ثورة تنموية في الإعلام، ليكون هادفا ويؤدي رسالته التي ظهر من أجلها.. كما أدعو لإنشاء مجمع مشترك للغة العربية في العالم العربي للحفاظ على الهوية العربية واللغة والثقافة والتراث المنوط بتقديمه الفضائيات العربية.. وأقول للإعلاميين: النبي عربي .. النبي عربي.. النبي عربي.. وأخيرا أدعوهم أن يتقوا ربهم في عباده (المشاهدين)، لعلهم يفلحون!!!