بعد ثورتين عظيمتين أسقط فيهما الشعب المصري العظيم نظامين فاسدين تآمرا "بشكل ممهنج " على الشعب ومقدراته ووحدته ، كنا نتظر وكأن على رؤسنا الطير برلماناً يعبر عن هموم الوطن والمواطن ، ويعبر أيضا ً عن جميع المصريين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والإجتماعية والسياسية والدينية .. برلمان يليق بكرامة الشهداء الذين سقطوا في الميادين والشوارع منادين بالحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة والمساواة بين أبنائه دون أي تمييز ولكننا صدمنا وكانت صدمتنا قوية في انتخابات أتت إلينا بشخصيات من المطبلاتية والهتيفة والآكلين على موائد كل الانظمة بما فيها النظامان الذي ثار ضدهما الشعب المصري. نعم صُدمنا صدمة مروعة لم نستفق منها سريعا في انتخابات هزلية مضحكة جاءت لنا عن عمد وبخطة محكمة وبتحالفات جهنمية وتربيطات غير مسبوقة ببعض الوجوه غير المرغوب فيها ليفرضوا انفسهم فرضا على ما يسمونه الآن "برلمانا ً " !! ، وهم متخيلون بسذاجة مفرطة أنهم يمثلون الشعب المصري ، وبعضهم من كان منبطحا ً وبيبوس آيادي حكام ومسئولين في انظمة مستبدة ثار عليها الشعب المصري العظيم. هؤلاء عايشين الآن في الدور وبيوهموا المغيبين من اتباعهم والسذج من أبواقهم الإعلامية والمبخراتية من الانتهازيين اللي عايشين معاهم في الدور بأنهم يمثلون "برلمان الثورة " ، ويبدو انهم لم يتعلموا الدرس جيدا ً، ويبدو أن نشوة الكرسي وحلم البرلمان ومكاسبه أعمتهم عن شعب واعي ذكي عبقري يفهمهم جيدا ويراقب خطواتهم وفاهم ألاعيبهم وحركاتهم البهلوانية. إن انتخابات البرلمان يا سادة هذا العام 2015 أشبه بالزفة ولن أكون مبالغا إذا قلت إنها كانت اشبه ب "جلسة زار" وشاركت الحكومة نفسها في هذه الجلسة بتشريعات غير رادعة ونظام انتخابي هش وربما بتدخلات مريبة عجيبة في ظل تغول لرأس المال السياسي واستقطاب للناخبين بالمال والفياجرا والحشيش والملابس الداخلية لتنتج لنا هذا المنتج الذي لا يمثلني أنا شخصيا على الاطلاق ولا يعبر عن ثورتنا أبدا ً. ومن المؤكد أن هناك قلة في هذا البرلمان تحظى باحترام ومصداقية من غالبية المصريين ولم ولن تكن يوما إلا بوقا للمصريين وثورتهم ، وهذه القلة سوف لاتكون يوما ضمن بصمجية التشريعات التي ليست في صالح المواطن البسيط ولا ضمن من يتخذون من شعار "آمين" منهجا وسبيلا. وان كان جورج اورويل يقول " الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة لا يعتبر ضحية بل شريكا في الجريمة " فأنا ايضا أقولها وبعلو الصوت لاجل مصر وشعبها ودماء شهدائنا " الحكومات التي تسهل بقوانين هشة وبتربيطات جهنمية لتمكين الهتيفة والمطبلاتية والمبخراتية والموالين لها من مجلس النواب هي حكومة لا تعبر عن الشعب بل تريد حماية مصالحها. يا سادة أنا مش متخيل كم المضحكات المبكيات اللي هنتسلى عليها في هذا البرلمان العجيب المنزوع المعارضة التي هي أساس نجاح واستمرارية أي حكم طالما كانت معارضة شريفة لا تبتغ غير الوطن مقصدا ً.. مش متخيل كم الصراعات والمعارك التي ستصل لحد الانتقام والتشويه بل وربما الاتهامات بالخيانة أحيانا عبر تصفية حسابات شخصية ليدفع الوطن في النهاية الثمن فادحا لهذه الصراعات وتصفية الحسابات والتحالفات. وأنا مندهش ايضا من ما اسموه بتحالف دعم الدولة المصرية الذي اعلن عنه مؤخرا اللواء سامح سيف اليزل والذي سيضم 400 عضو ، وكأن الباقون لا يدعمون الدولة المصرية !!! انها مهزلة بكل المقاييس ومن هنا في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه يجب ان تكون هناك آلية صارمة وشعبية لرقابة هذا البرلمان العجيب المتحالف نسبيا مع الحكومة !! وكذلك استحداث لجنة استقصاء شعبي تضم رموزا من كافة مكونات الشعب المصري المشهود لهم بالنزاهة والوطنية واستطلاع آرائهم في حلقات نقاشية داخل البرلمان حول التشريعات المزمع سنها قبل الموافقة عليها ، فهذا المجلس بصورته الحالية لا يمثل بالفعل كل المصريين والدليل على ذلك العزوف الشعبي غير المسبوق عن التصويت والمشاركة وهو ما يقتضي ضرورة وجود هاتين اللجنتين. كما أطالب الرئيس بتمثيل كل المصريين في النسبة المقررة للتعيين بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والدينية والمذهبية والعقيدية في البرلمان كالبهائيين والشيعة وأطالبه شخصيا بتعيين السيدة ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية في مصر في البرلمان خاصة وان هذه السيدة وطنية حتى النخاع وشاركت في ثورة 30 يونيو وشاركت في الاستفتاء على الدستور ودعمت الجيش وكانت ولا تزال ضد الجرائم التي ترتكبها دولة إسرائيل بحق الفلسطينيين العزل وضد الكيان الصهيوني الغاشم بشكل عام ، وقد قالت لي شخصيا انها حزينة لان الدولة المصرية لم تستخدمها لتوضيح حقيقة ما يجرى في مصر. أيها السادة إن تحالف رأس المال السياسي مع الانتهازية وأعداء ثورتي 25 يناير و30 يونيو في برلمان واحد وفي غياب معارضة حقيقية وغياب تشريع يضع ضوابط صارمة على الحصانة البرلمانية للنواب ستنتج لنا بلا شك برلمانا أخطر من برلمان الإخوان وربما يكون مصيره الحل إن لم يتم تدارك الأمر بحكمة وتقديم مصلحة مصر فوق أي اعتبار أو مصلحة شخصية خاصة وأن الدولة المصرية تمر بحالة حرب وظرف استثنائي تواجه فيه إرهابا منظما. واؤكد على أن ما يحسب لهذه الانتخابات انها تمت في تأمين غير مسبوق من قبل قواتنا المسلحة والشرطة المصرية في أجواء تتربص فيها قوى مخابراتية لها أذرع في الداخل بأمن مصر واستقراراها ووحدتها . وعلى الإنتهازيين والمطبلاتية والهتيفة وبصمجية القوانين وعبدة الأنظمة المستبدة السابقة وبتوع "موافقة" على الفاضية والملانة أن يعوا جيدا أن عيون الشعب تراقبهم وأنهم ليسو بمنآى عن المحاسبة والمساءلة . وعلى الرئيس السيسي أن يبدأ من الآن وفورا في تشكيل حزب. [email protected]