أدان زعيم حزب العمال البريطاني، جريمي كوربين، صباح اليوم الأحد برنامج ترايدنت "تجديد أسطول الغواصات النووية في اسكتلندا"، حيث وصفه بأنه "سلاح تدمير شامل"، داعيا الجميع للانضمام له في حملته لعدم تجديده. وفي لقاء له في برنامج "آندرو مار شو" على شبكة "بي بي سي" تعهد زعيم المعارضة البريطانية باستخدام كل إمكانياته لإقناع زملائه في حكومة الظل العمالية بالانضمام له في رفض تجديد هذا البرنامج . و اعترف كوربين - وسط تحذيرات أن موقفه يمثل تهديدا للأمن القومي البريطاني - بأن التصويت تجاه هذه القضية قد يسبب خلافا في الهيئة العليا للحزب - حيث يعتبر برنامج الردع النووي "ترايدنت" أحد القضايا الأساسية الخلافية بين كوربين وكبار أعضاء حزبه بجانب قضية عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وخصخصة المؤسسات الكبرى - ، فمن جانبه هدد وزير العدل في حكومة الظل اللورد فالكونر اليوم الأحد بالاستقالة إذا عارض الحزب تجديد برنامج ترايدنت ، وقال في تصريحات لصحيفة "ذي صنداي تليجراف" " أنه مهم، و سيكون من الصعب الاستمرار في حكومة الظل اذا لم نقبل بتجديد البرنامج " . من ناحية أخرى أعرب نحو عشرة أعضاء بحكومة الظل عن استعدادهم للاستقالة اذا أجبرهم زعيم الحزب على دعم موقفه ، فاعترف كوربين اليوم بأن الحزب قد ينقسم حول هذه القضية، قائلا "قد ينتهي الأمر بخلاف في الرأي ، و قد تصبح كارثة عندما يكون هناك رأيين حول مسألة سياسية ". وأضاف "أتفهم وجهة نظر زملائي، وآمل أن أقنعهم بأن عالم خال من الأسلحة النووية هو شيء جيد ، و أن الوفاء بالتزاماتنا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتعزيز اتفاقية الأسلحة النووية أمر جيد " ، مؤكدا أن "هناك الكثير من الناس والمفكرين العسكريين الذين يشعرون بالقلق، ويعارضون بالفعل ترايدنت، لأنهم لا يرون أنه جزء من الأمن والدفاع في العالم الحديث ، و أنه سلاح تدمير شامل" . ومن المنتظر مناقشة قضية ترايدنت هذا الأسبوع ، وهو ما يعتبر أول اختبار حقيقي لقيادة كوربين لحزب العمال. ويتوقع أن يتكلف استبدال الغواصات الأربع - وهي من طراز فانجارد وتحمل صواريخ ترايدنت - 20 مليار جنيه استرليني، حيث من المقرر اتخاذ قرار نهائي بشأن تجديدها عام 2016 ، ويقول معارضون إن استبدال الصواريخ سيتكلف 100 مليار جنيه استرليني، وإن على بريطانيا دراسة بدائل أقل تكلفة. يذكر أن تصريحات كوربين حول هذه القضية المثيرة للجدل تأتي وسط انقسام حاد في صفوف حزب المعارضة الرئيسي حولها.
