منذ أقل من شهر فرحت مصر، وفرح العالم بأكمله بأهم حدث تاريخي محوري، ألا وهو افتتاح قناة السويس الجديدة، وكلما جال بخاطري هذا اليوم لا يمكن أن أنسي، أهم مشهد في هذا الحدث، وهو الفرحة التي كانت تكسو وجه الطفل عمر مريض السرطان الذي لم يتعد ال9 سنوات من العمر، هذا الطفل الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه لتصدره المشهد السياسي التاريخي هذا الحدث الجلل تدشين قناة السويس الجديدة علي يخت المحروسة، بصحبة الرئيس عبد الفتاح السيسي حاملاً علم مصر بيده، مرتدياً الزي العسكري، وعين الرئيس تحنو عليه في حب وحنان لا مثيل له، والغريب أن بعض الناس اعتقدوا أن هذا الطفل هو حفيد الرئيس، أو من أسرته. فلم يتخيل أحد أن يتحول الحلم إلي حقيقة .. حلم طفل مريض يتحقق .. فقد كانت المفاجأة هي استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي لطلب ورغبة الطفل المريض الذي بات يحلم ليل نهار، ويتمني شرف ارتداء البدلة العسكرية، مثله مثل العديد من أطفال مصر الذين يبهرون بالزي العسكري، طفل يشعر بقيمة، وشرف ارتداء البدلة العسكرية منذ نعومة أظافره، في الوقت الذي نرى فيه شبابا لا يعرفون قيمة وشرف الجندية، ويهربون من ذلك المجد.. فكانت بداية تحقق الحلم هي وصول رسالة الطفل المريض، والذي دخل قلوبنا جميعاً إلي المسؤولين بالقوات المسلحة، وقاموا بتفصيل بدلة عسكرية خاصة ل"عمر"، تقديرًا لاهتمامه وحبه للجيش المصرى. فمع كل صباح، أصبح أصغر جندي بالجيش المصري يستيقظ من نومه سعيداً وفخور وهو يرتدى البدلة العسكرية، يتجول بالمستشفى مرتديًا إياها في عزة وفخر، وكأنه أحد كبار القادة العسكريين، ولكن طموح الطفل لم يتوقف عند ارتداء البدلة وحمل العلم، وارتفع سقف طموحه إلي لقاء الرئيس السيسي نفسه. وكان هذا الحلم ينسي عمر أوجاع المرض وآلامه، فقد عقد العزم، وقرر أن يكون هذا الأمر بإذن الله حقيقة، ووضعه نصب عينيه حلم لا يفارقه، ولو كان الأمل الأخير له في مع كل صباح، يستيقظ أصغر متطوع بالجيش المصري من نومه، يرتدى البدلة العسكرية، يتجول بالمستشفى مرتديًا إياها في عزة وشموخ، وكأنه أحد كبار القادة العسكريين، ولا ينسي أن لقاء القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتقديم التحية العسكرية له هي الخطوة المقبلة واستجاب الله لدعاء وحلم عمر، فلم يهتم عمر بالمرض وأوجاعه وآلامه، واضعًا نصب عينيه أمرًا واحدًا هذا الحلم الذي لا يفارقه، تمنى تحقيقه ولو كان الأمل الأخير له في حياته التي لم ير فيها سوى أدوية وجلسات علاج مكثفة، يخففها عنه الأطباء والأطفال زملاؤه، ويمر كل يوم جديد بالنسبة لعمر، كإشراقة أمل داخل الصرح العظيم الذي يتلقى فيه العلاج مع زملائه من الأطفال المصابين بنفس المرض اللعين، وسط دعاء ذويهم، وتضرعهم لكي يتوقف هذا المرض اللعين من نخر أجسادهم ليل نهار، ويهدد حياتهم وطفولتهم في أي لحظة، فأعمارهم للأسف قصيرة مهما طالت، مؤمنين بأن الشفاء والعمر بيد الله وحده. ووسط هذا النمط اليومي وحياة المستشفى لا تتوقف أحلام عمر " أنا عاوز البدلة العسكرية، وأقابل الرئيس" وكان اليوم العظيم في حياة عمر 6 أغسطس 2015 وشاهده العالم " مصر بتفرح... وعمر بيفرح ... ونحن نقول " شكراً يا ريس... مصر فرحت وعمر فرح وحقق حلمة "... شكراً يا ريس وسط أحزانك علي الوالدة الراحلة في مرض الموت لم تنس عمر... لم تنس عمر وسط كل التزاماتك بمقابلة الملوك والرؤساء من العالم كله ... شكراً يا ريس. هذا الطفل المريض الذي جبر بخاطره الرئيس في رسالة للعالم.. رسالة مفادها "الرئيس يعالج السرطان بالأمل" تحقيق حلم طفل مصري مريض لا يقل أهمية عن مقابلة الملوك والرؤساء. فأصبح من المؤكد والثابت علمياً أن الحالة النفسية لمريض السرطان من أهم مقومات شفائه ونجاح علاجه، وأن إرادة الشفاء بداخله هي العامل الأساسي الذي يحفز الجهاز المناعي بداخله لكي يتصدى، ويقضي على هذا المرض اللعين، فإحساس مريض السرطان بالهزيمة، واليأس من شفائه يؤثر بالسلب على الجهاز العصبي المركزي الذي يرسل، ويستقبل إشارات دائمة إلى الجهاز المناعي عن طريق أسطول من الهرمونات التي تسمى بهرمونات الانفعال والتوتر، فتؤثر بالسلب على أسلحة المناعة الأساسية التي تقاوم السرطان .. وخاصة اذا كان المريض طفلا. شكراً يا ريس... وندعو لعمر بالشفاء ونعتذر لوالدة عمر بعد تصوير منزله من قبل الاعلام... لا تحزني فعمر دخل التاريخ بتدشينه قناة السويس علي يخت المحروسة مع الرئيس السيسي... هذه الصورة وهذا المشهد هو أهم مشهد في حفل قناة السويس الجديدة.