أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة "ساينس الأمريكية أن الغابات تحتاج إلى فترة أطول مما كان يظن العلماء لتتعافى من موجات الجفاف التى تؤخر نموها، لذا فهي تخزن كمية أقل بكثير من ثاني أكسيد الكربون الغاز الرئيسي المسبب لارتفاع درجات حرارة الأرض. وبسبب ذلك فإن وتيرة ارتفاع الحرارة ستفوق تقديرات العلماء، لأن النماذج التقديرية التي أعدوها في السابق لم تضع فى الحسبان تراجع امتصاص الغابات لغازات الكربون بسبب الجفاف. وقالت الدراسة إن نمو الأشجار يتأثر بمواسم الجفاف ويتباطأ، ثم يحتاج إلى ما بين سنتين إلى أربع سنوات بعد انتهاء فترة الجفاف ليستعيد وتيرة نموه الطبيعية. وقالت الدراسة ان الغابات والمساحات المرزوعة عمومًا تمتص كميات كبيرة جدًا من غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو، لاسيما تلك الناجمة عن إحراق الوقود والفحم، وهي وظيفة مهمة جدًا لكبح ارتفاع درجات حرارة الأرض الناجمة عن النشاط البشري. وقبل هذه الدراسة، لم يكن معروفًا الوقت اللازم لاستعادة معظم أنواع الأشجار وسائر النباتات وتيرة نموها. ودرس العلماء جذوع أشجار عاشت أوقات الجفاف التي سجلت منذ العام 1948، في أكثر من 1300 غابة موزعة في كافة أنحاء العالم. وتضم جذوع الأشجار حلقات تشكل ما يشبه السجل الكامل من المعلومات عن الشجرة ونموها، وتخزينها لغاز ثاني أكسيد الكربون بعد امتصاصه من الجو. وتبين أن نمو جذوع الشجر كان أبطأ من الوتيرة الطبيعية بنسبة 9 % في السنة الأولى بعد انقضاء موسم الجفاف، وأقل بنسبة 5 % في السنة الثانية. ويؤدي التباطؤ الموقت في نمو الأشجار إلى ارتفاع كميات غازات الدفيئة المسببة للاحترار في الغلاف الجوي للأرض بشكل كبير، بكمية قد تصل إلى 1.6 مليار طن إضافية كانت الأشجار لتمتصها لو لم تكن قد تضررت بالجفاف. ولاحظ العلماء أن بعض الغابات، وخاصة الواقعة في كاليفورنيا ومناطق البحر المتوسط، كانت تنمو بوتيرة أعلى من المتوقع خلال مواسم الجفاف، ولكن في معظم المناطق الأخرى من العالم كانت الغابات تعاني خلال الجفاف من نقص في المياه ولاسيما في الأنظمة البيئية الجافة. ووضع العلماء ثلاث فرضيات لشرح هذه الظاهرة، منها فقدان الشجر لأوراقه ومخزون هيدرات الكربون اللازم لنموه، وانتشار الحشرات المؤذية للأشجار في مواسم الجفاف، والأضرار التي يسببها الجفاف المزمن في أوعية الشجر والنبات.