مع مرور الأيام تترك في الذاكرة ذكريات أليمة الى حد أن يكون نسيانها صعب ، وزوالها من الذاكرة أمراً مرهقاً الى حد الاستحالة . وتخبرنا الدكتوره وفاء السعداوي أخصائية الأمراض النفسية والعصبية، أن النسيان ليس مستحيلاً وقد أنعم الله على الإنسان بهذه النعمة وأيضاً سمي الإنسان بهذا الإسم لكونه نساياً ، ولكن الأمر يختلف من شخص لآخر في أن البعض لديهم العوامل المساعدة على النسيان بينما البعض الآخر ليست لديهم تلك العوامل ، كما أن هناك أشخاص يحتاجون لمن يساعدهم على تهيئة الجو لذلك ، والبعض لا يحتاج لهذه التهيئة، والظروف التي تأخذ بيد المجروحين أو الذين مروا بخبرات وتجارب صعب عليهم نسيانها تلخص في الآتي : - التسامح من أكثر الخطوات خطورة هي القدرة على الصفح عن الخطأ الذي أرتكب في حق الإنسان والتسامح فيما تسبب به الآخرين في جرحهم ، حيث أن هذه الخطوة تحقق إحساساً بالأمان والسلام داخل الشخص ، اللذان من شأنهما ان يساعدونه على النسيان. - القضاء على وقت الفراغ يجب أن يشغل الشخص غير القادر على نسيان الذكريات الأليمة نفسه بأشياء يحبها كالهوايات وزيارة الأصدقاء والسفر في رحلات قصيرة أو طويلة ، حيث أن وقت الفراغ من ألد الأعداء للإنسان ففيه يستعيد الأشخاص ذكرياتهم الأليمة. - الكلام الحر يجب أن يجد الإنسان من يكون محل ثقة ويستطيع الكلام معه عن ذكرياته المؤلمة والحديث دون خجل أو حرج ، حيث أن الصمت وادعاء النسيان يعني أن الشخص لا يزال يعاني ، فإن لم يجد من يطمئن له فاليهمس الى نفسه ، أو يكتب تلك الذكريات. - البحث عن المميزات من رحمة الله بالعباد أنه لم يبتلينا بمصيبة أو ابتلاء إلا وجعل لنا مخرجاً ، أو كانت تحمل في إحدى الزوايا جانباً مضيئاً أو خيراً، ومن الأمور التي تساعد على النسْيان أن يجد الإنسان جانباً إيجابياً خرج به من تلك التجربة القاسية ، كاكتساب التجربة ، معرفة حيل وأساليب جديدة أنه أمضى وقتاً كان فيه سعيداً.