أكد أموس هوكستين المبعوث الخاص ومنسق شئون الطاقة الدولية بوزارة الخارجية الأمريكية، أهمية قناة السويس الجديدة، موضحا أنها ستشكل إضافة مهمة تسهم في تخفيض الأسعار الخاصة بنقل النفط العالمي، وهو الأمر الجيد والإيجابي لمصر والعالم. وقال هوكستين - وهو أحد كبار مستشاري وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى خلال لقاء الليلة الماضية مع عدد من الصحفيين المصريين - إنه زار مصر 5 مرات منذ توليه مهام منصبه منذ 3 سنوات، والتقى في الزيارة الحالية مع وزير الكهرباء والطاقة الدكتور محمد شاكر ومع وزير البترول شريف اسماعيل. وهنأ هوكستين الحكومة المصرية على نجاحها في حل مشكلات انقطاع الكهرباء بشكل سريع، مشيرا إلى أن هذا الأمر تطلب مجهودات كبيرة، كان بطلها الحكومة المصرية خلال الأشهر الماضية. وأكد هوكستين أنه بفضل القيادة والعمل الفعلي تمكنت مصر من تجنب الأزمات التي كانت تواجهها فى السنوات الماضية، مشيرا إلى أن هذا الصيف كان الوضع أفضل. وشدد على أن تجنب أزمات الكهرباء هذا الصيف لم يحدث مصادفة، لكنه نتاج عمل شاق بذلته الحكومة المصرية، معربا عن سعادته لكون الولاياتالمتحدة شريكا للحكومة المصرية فى إحداث هذا التغيير. وأشار منسق شئون الطاقة الدولية الأمريكي إلى أن وجود الطاقة أمر أساسي لتحقيق التنمية في أي دولة، مضيفا أن هناك تعاونا مصريا أمريكيا مهما في مجال الطاقة، ولهذا كان من المهم أن يقوم بزيارة للقاهرة قبل عقد الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكي لاستكشاف طرق تعميق التعاون بين البلدين فى مجال الطاقة. وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة قد ساهمت في المساعدة لحل أزمة الطاقة في مصر، أشار إلى أنه كان هناك جهد متواصل من الحكومة المصرية، وأن المساعدات الأمريكية لا تقتصر فقط على تقديم المنح بل المشاركة فى حوار ممتد لمساعدة مصر فى قطاع الطاقة، حيث أن الأمر يحتاج لخطوات كثيرة وهناك شركات أمريكية مثل جنرال اليكتريك وغيرها قامت بجهود لاستخراج مصادر الطاقة في مصر مثل الغاز والبترول وتحسين النظم وتخفيض الطاقة المهدرة وترشيد الاستهلاك. وأوضح أن الحكومة المصرية وضعت هدفا مهما بالاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة لتوليد 20٪ من الطاقة المطلوبة، مضيفا أننا نشجع الشركات الأمريكية والدولية على الاستثمار في قطاع الطاقة والبترول في مصر كما أن هناك إجراءات حكومية مصرية تم اتخاذها موخرا لتشجيع المستثمرين. وحول إمكانية تعاون الولاياتالمتحدة مع مصر فى برنامجها النووى لتوليد الطاقة ووجود تحفظات أمريكية على التعاون المصري الروسي فى هذا المجال، قال هوكستين إنه لم يتطرق فى مباحثاته مع المسئولين المصريين إلى هذا الموضوع كما أنه لا يحب التعليق على الاتفاقيات المصرية مع دول أخرى فهو أمر يرجع للحكومة المصرية، مشيرا إلى أن بلاده تساند البرنامج النووى طالما إنه يتم بطريقة معينة. وردا على سؤال حول ما إذا كان اعتماد أمريكا على مصادرها للطاقة موخرا سيقلل من أهمية الخليج كمصدر للبترول، أكد هوكستين ان ذلك ليس صحيحا، فدول الخليج مهمة لأمريكا حتى مع زيادة الانتاج للبترول الأمريكى و هناك استمرار فى استيراد البترول الخليجى حتى لو زاد الاستيراد من دول مثل كندا والمكسيك و كولومبيا و فنزويلا، ولن يوثر ذلك على أهمية الخليج وربما توضح زيارات وزير الخارجية الامريكى لدول الخليج مدى الاهمية التى توليها واشنطن لتلك المنطقة فالعلاقات مع الخليج مهمة وهى أقوى من ذى قبل وهى علاقات استراتيجية ولدينا رؤى وتحديات واحدة. وحول المطالب المصرية من الولاياتالمتحدة فى مجال الطاقة قال إن شركات البترول الأمريكية قطاع خاص ولا تستطيع الحكومة الامريكية إملاء سياسيات معينة عليها أو تحديد نطاق عملهم ولكن يمكنها تشجيعهم وهناك مشاركة بتقديم الخبرة، وستستمر الحكومة الأمريكية في تشجيع الشركات الأمريكية للنظر إلى مصر كموقع إيجابي للاستثمار خاصة فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وأمريكا تساعد بتقديم الخبراء للدول الأفريقية ومصر حيث أطلق الرئيس باراك اوباما سياسة تطوير الطاقة فى افريقيا، وهناك حوار مصري أمريكى متواصل لتعزيز التعاون فى مجال الطاقة، وكذلك تعاون في الإطار الشرق أوسطي. وبالنسبة للاتفاق مع إيران وتأثيره على زيادة البترول، قال إننا نريد من الجانب الإيرانى أن ينفذ ما جاء فى الاتفاق وبالتالى سيتم عقب ذلك رفع تدريجى للعقوبات الاقتصادية عليها وسيتم شراء البترول الإيراني، ولا نعرف تحديدا حجم البترول الذى ستقوم إيران بتصديره، وهو أمر يحتاج لبعض الوقت، مشيرا إلى أن اسعار البترول انخفضت العام الحالى من 115 دولارا إلى 52 دولارا بسبب انخفاض الطلب من أوروبا والصين. وأعرب عن اعتقاده بأن الاسواق ستتحسن عندما تنضم إيران إلى الدول المصدرة، مشيرا إلى أن قطاع البترول يصعب التنبؤ بمستقبله عادة، فأسعار البترول دائما متغيرة.
