جيش بلادى مصر على موعد دائما مع الانتصارات فى شهر رمضان المعظم، فكما سجل التاريخ لجيوش المسلمين انتصارات للمسلمين على الكافرين وأعداء الدين فى شهر رمضان فى كثير من الفتوحات الإسلامية فى بدر وغيرها، سجل التاريخ أيضا لجيش بلادى مصر انتصارات على أعداء الوطن والدين، بعد أن خاض جنوده البواسل معارك ضد الأعداء وهم صائمون ليهزموهم فى العاشر من رمضان 1393 للهجرة الموافق 6 اكتوبر 1973 ليرتقى بعضهم شهداء أبرار عند ربهم يرزقون. وفى رمضان هذا العام يعيد التاريخ نفسه، ليسجل جيش بلادى انتصارا على أعداء الدين والوطن، الذين استباحوا الأرض والعرض، وأرادوا البغى والعدوان على بلادى فى سيناء فهزمهم الجيش شر هزيمة ليهزم الجميع ويولون الدبر. فالجيش المصرى لحماية الوطن وأبنائه دون تفرقة، فقد خاض معركة بطولة تضاف الى بطولاته فى سيناء ليحمى الجميع، من شر كان واقعا، بمن فيهم الحمقى المنتمين لجماعة الإرهاب والتضليل ومن يؤيدونهم، ليعرف الجميع أن الجيش للشعب وليس للحاكم، كما يردد الذين يروجون لأفكار جماعة الاخوان الارهابية، فى محاولة لاحداث انقسام بينه وبين الشعب. وجاءت معركة سيناء الأخيرة لتؤكد أن مصر ليست مرتعا للارهابيين ولن تكون، ليس فقط للذين يرهبون العباد باسم الدين، بل أيضا لأولئك الذين يرهبون ويروعون الآمنين بالسلاح، ويسعون لاحتلال الأرض واستحلال العرض. الجيش المصرى لا يعرف قيمته إلا كل وطنى مخلص لهذا البلد الذى يريد له أبناؤه أن يكون آمنا، ولا يعترض على الجيش او يتطاول عليه إلا كل خائن، أو شخص لم تبلغ الرجولة لديه مداها، حتى ينال شرف الخدمة فى القوات المسلحة والتعرف على دورها عن قرب. ورغم المعارك الضارية التى يخوضها جيش بلادى، إلا أن هناك وسائل إعلام انبرت وسارعت فى التشكيك فى قدراته واعتمدت على بيانات غير صحيحة ومدسوسة من قنوات عميلة تخدم الصهيونية العالمية والاستعمار الجديد، لتحدث زعزعزة وبلبلة لدى ابناء بلادى وتبث فى نفوسهم محاولات للتشكيك فى قدرات جيشهم الباسل. وهنا ينبغى أن تقوم الجهات المسئولة عن الإعلام والصحافة فى بلادى مصر بتحمل مسئولتها تجاه مايواجهه الوطن من أزمات حقيقية ، وليس بالهجوم على الدولة أو مؤسساتها تحت مزاعم الدفاع عن حرية الرأى والتعبير ، وفى هذا الصدد يجب ان تتحمل تلك الجهات مسئوليتها بأمانة حتى لايحيد الأداء الصحفى أو الإعلامى عن طريقه ، ويجب عليها أيضا ان تفهم الظرف الاستثنائى الذى تمر به الدولة ، وأن تتبع آليات عمل تتماشى معه ، وذلك تحقيقا للاستقرار المنشود للبلاد والأمن المطلوب للعباد. فتحية لجيش بلادى، وأخرى خاصة لكل جنوده البواسل الذين يضحون بأنفسهم فى سبيل رفع راية الوطن خفاقة، وفى سبيل أمن وسلامة أبناء بلادى مصر، ودعاء من كل القلب أن يتغمد افراد القوات المسلحة البواسل الذين استشهدوا دفاعا عن مصر وأبنائها بواسع رحمته وأن يحشرهم مع النبيين والصديقين وحسن أؤلئك رفيقا.