يأتي شهر رمضان ومعه دائما انتصار المسلمين، فقد دون التاريخ شهادة بأن رمضان ليس فقط شهر الثواب والحسنات، بل هو شهر الخيرات بما تحمله الكلمة من المعاني كافة، ففيه انتصر المسلمون على كل خطر كاد أن يدمر الدولة الإسلامية. يروي لنا التاريخ بعض الانتصارات، من أهمها أنه في ثاني أيام هذا الشهر المبارك، فتح القائد الإسلامي، حسّان بن النُعمان، المغرب الأوسط - الجزائر الآن - وانتصر على الكاهنة زعيمة البربر في ذلك الوقت، ويأتي فى الثالث من رمضان فتح المسلمين لجزيرة رودس، وفى اليوم نفسه انتصرت الجيوش المضرية والشامية على جيوش التتار فى موقعة شقحب قرب دمشق عام 702 ه. أما فى السادس من رمضان، فتم فتح بلاد السند عام 2ه على يد القائد محمد بن القاسم الثقفي، الذي لم يتجاوز حينها السابعة عشرة من عمره، واستطاع فتح بلاد السند والهند بعد أن استشهد قائدان من قادة المسلمين، هما عبد الله بن نبهان السلمي، وبديل بن طهفة. كما انتصر المسلمون لأول مرة على الصلبيين بقيادة عماد الدين زنكي بحلب، عام 532ه، وفي اليوم نفسه، حاصر الخليفة المستعصم بالله مدينة عمورية، وهي من أهم مدن الروم، وأهم من عاصمتهم القسطنطينية آنذاك. أما في الثامن من رمضان عام 684م، فقد انتصر جيش المسلمين على جيش شارلمان، وفي التاسع من رمضان عام 212ه، فُتحت صقلية وانتشر الإسلام بها. وفي العاشر من رمضان عام 1393ه الموافق 6 أكتوبر 1973م، انتصر الجيش المصري على العدو الصهيوني، واسترد سيناء. كما شهد السابع عشر من رمضان عام 2 ه معركة بدر الكبرى التى خرج فيها ثلاثمائة وثلاثة عشر مقاتلاً ليس معهم إلا سلاح خفيف، وسبعون بعير واستطاعوا الانتصار على الكفار. وفي العشرين من رمضان عام 8 ه تم فتح مكة. وفى الخامس والعشرين من رمضان عام 658 ه كانت معركة عين جالوت التى انتصر فيها المسلمين انتصارا عظيما على التتار. أما في السادس والعشرين من رمضان عام 699 ه، فنصب السلطان الظاهر بيبرس، المجانيق على حصن عكا، فسأله أهلها الأمان على أن يخليهم، فأجابهم إلى ذلك ودخل البلد يوم عيد الفطر فتسلمها.
