أكد ملتقى الفكر الاسلامى ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة حول بعض القضايا الفقهية ومنها الجهاد، وذلك بالعناية بالفكر الديني الوسطي وتجديد الخطاب الديني والاهتمام بالعلم الشرعي والفقهي. كما أعلن المشاركون فى الملتقى رفضهم ما يحدث من بعض منتسبي تنظيم الجماعات، التي تتخذ من الدين ستارا بفهمهم الخاطئ للدين وتعتدى على القوات المسلحة والامن بدعاوى باطلة. جاء ذلك فى مناقشات الملتقى الذى تنظمه وزارتا الاوقاف والشباب والرياضة وتركزت حول الجهاد وتصحيح المفاهيم المغلوطة المتعلقة به وبمشاركة شباب وفتيات من مختلف المحافظات وبحضور علماء من الاوقاف والازهر الشريف. وأوضح الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن الجهاد شيء مطلوب ولكن بمفهومه الصحيح، لأن كل إنسان سوف يحمل مسئولية نفسه، ولا يعنى القتال وترويع الآمنين، كما يفسره البعض فهذا تفسير خاطئ، لأن الجهاد يأتي بمعنى العمل والاجتهاد وبذل الطاقة في التعليم وتحصيل العلوم واسباب التقدم وكذلك فى العبادة والاعمال الصالحة، مشيرا الى مسئولية الجيل الجديد لتوضيح وتصحيح المفاهيم الخاطئة. وأشار امام الملتقى الى ان ما دعا إليه حسن البنا وسيد قطب من أفكار حول الجهاد وربطه بالقتل إنما هي أفكار الخوارج. من جانبه أكد أحمد كريمة الاستاذ بجامعة الازهر ان الجهاد الحقيقي يكون من خلال العناية بالفكر الديني الوسطي وتجديد الخطاب الديني والاهتمام بالعلم الشرعي والفقهي. واشار امام الملتقى الى أن الحوار أجدى وأنفع من الصراعات والمهاترات التي ليس من ورائها طائل وأن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وليست بالسيف فلا يوجد آية في القرآن الكريم ذكرت فيها كلمة السيف، حيث إنها جاءت من الثقافة المغلوطة. من جانبه أشار د. السيد عبد الباري مدير عام المراكز الثقافية بوزارة الأوقاف الى أن الجهاد نوعان جهاد طلب أي إنني أجاهد غير المسلم للدعوة ودخوله الإسلام أو فرض جزية عليه وهذا أمر قد انتهى زمنه لأنه كان في بداية الدعوة الإسلامية ،أما النوع الثاني جهاد رادع وهو في حالة الضرورة لردع الأعداء ،و في الدفاع عن النفس والعرض والمال. وطالب باستنباط الآيات استنباطًا صحيحًا يربأ بالإنسان عن الوقوع في الخطأ ،ويكون عنده من القدرة ما يجعله يتخير الفهم الصحيح لأمور دينه، وبين ان هناك خلطا في المفاهيم بين القتال الدفاعي المشروع وبين انتهاك وترويع الآمنين، وقطع الطرق، والاعتداء علي الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة وأركانها ،كما يحدث من بعض منتسبي تنظيم الجماعات التي تتخذ من الدين ستارا بفهمهم الخاطئ للدين.