سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    رموز «الحوار الوطني» يتحدثون عن المبادرة الأهم بتاريخ مصر الحديث    تباين أداء مؤشرات البورصات الخليجية خلال تداولات الأسبوع    محافظ الإسكندرية: معرض ثابت كل أسبوعين لدعم الأسر المنتجة    وزير خارجية إسرائيل: سنؤجل عملية رفح الفلسطينية إذا توصلنا لاتفاق بشأن المحتجزين    شيفيلد يونايتد يودع البريميرليج بعد الخسارة أمام نيوكاسل بخماسية    أمن الجيزة يضبط تشكيل عصابي لسرقة السيارات بالطالبية    ياسمين عبد العزيز تكشف ظهورها ببرنامج «صاحبة السعادة» | صور    أبو حطب يتابع الأعمال الإنشائية بموقع مستشفى الشهداء الجديد    لمكافحة الفساد.. ختام فعاليات ورش عمل سفراء ضد الفساد بجنوب سيناء    «صلبان وقلوب وتيجان» الأقصر تتزين بزعف النخيل احتفالاً بأحد الشعانين    خبير: التصريحات الأمريكية متناقضة وضبابية منذ السابع من أكتوبر    خبير ل الحياة اليوم: موقف مصر اليوم من القضية الفلسطينية أقوى من أى دولة    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.. لقاء تثقيفي في ملتقى أهل مصر بمطروح    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    الصين: مبيعات الأسلحة من بعض الدول لتايوان تتناقض مع دعواتها للسلام والاستقرار    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قطاع الأمن الاقتصادي يواصل حملات ضبط المخالفات والظواهر السلبية المؤثرة على مرافق مترو الأنفاق والسكة الحديد    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    إزالة 5 محلات ورفع إشغالات ب 3 مدن في أسوان    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    تعليم الإسكندرية تستقبل وفد المنظمة الأوروبية للتدريب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية ل "الوفد"
المتطرفون شوهوا الدين وأضروا بالأوطان
نشر في الوفد يوم 25 - 02 - 2015

مع ان دعوة تجديد الخطاب الديني التي أطلقها الرئيس «عبدالفتاح السيسي» هي دعوة قديمة جديدة، إلا إنها جاءت هذه المرة من رئيس الجمهورية،
فتلقفها رجال الدين الرسميون باهتمام شديد بعد أن كان البعض يصم آذانه عن كل الدعوات التي أطلقها الكثيرون من قبل بضرورة تجديد الخطاب الديني، حيث قوبلت هذه الدعوات في السابق بعدم اهتمام مؤسسات الدولة الرسمية مما أعطي مساحة للجماعات الدينية المتطرفة لاكتساب أرضية خصبة تبث فيها أفكارها المسمومة وفتاواها الشاذة المتطرفة والبعيدة كل البعد عن صحيح الدين الإسلامي، فجذبت العديد من الأعضاء والأنصار نحوها بمزيد من دغدغة المشاعر والعواطف بمصطلحات الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية والعودة إلي مجد الإسلام القديم..
وأكد الدكتور «محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن تجديد الخطاب الديني سيعالج الأمراض الاجتماعية الدينية من خلال التصدي للفكر المغلوط والفتاوي الخاطئة التي تسببت في أزمات الأمة بعد أن نشر المتطرفون الطائفية والمذهبية وأساءوا إلي الدين والأوطان.
مؤكداً ان مصر تعاني من جماعة الإخوان التي تعيث في الأرض فساداً، لانها بدون علماء أو مجتهدين ولم يقدموا غير الفتاوي التي تساعدهم للوصول إلي الحكم لانهم مجرد خطباء ودعاة للفتنة والظلامية لان فكرهم ينبع من أيديولوجية خاصة بهم تخطئ في مفاهيم الدين والوطن.
كيف استقبلتم كعلماء للدين الإسلامي دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني؟
- تجديد الخطاب الديني أصبح مطلباً ملحاً وضرورة حتمية الآن في ظل الظروف التي تمر بها البلاد بسبب الأزمات والآفات التي تعيشها الأمة المصرية والمجتمعات العربية، وكل هذا تسببت فيه المفاهيم المغلوطة للدين الإسلامي لدي بعض الجماعات الدينية المتطرفة مما أدت إلي ممارسات خاطئة، لأن الفكر هو الذي يحرك الإنسان، ولذلك فإن هذا الفكر المغلوط أدي إلي فتاوي خاطئة نتج عنها مشكلات نعاني منها، ولهذا جاءت دعوة الرئيس ومطالبته بأهمية تجديد الخطاب الديني.
وهل كان لابد من انتظار دعوة الرئيس حتي يتم التطوير والتجديد؟
- بالطبع لا.. حتي لو لم يتكلم الرئيس عن تجديد الخطاب الديني كان بالفعل علينا التصدي لهذا لتصحيح المفاهيم الخاطئة ومعالجة الأمراض الاجتماعية الدينية، لان البعض أصبح يكفر الآخر ويعمل علي الإقصاء ورفض الحوار، بل يلجأ إلي قتال من يخالفهم في الرأي بدعوي أنهم لا يطبقون شرع الله وبالتالي يستحل دماءهم، ومن يصمت من الشعب يستحل دمه أيضاً لانهم صمتوا عن الحاكم الظالم الذي لا يطبق الشريعة.
إلي أي مدي فرق الخطاب الديني المتطرف الأمة وشتتها؟
- هذا الخطاب نشر الحزبية والطائفية والمذهبية علي المستوي الديني، بل وصل الأمر إلي الجماعات الدينية فأصبحت تكفر وتقاتل بعضها البعض، مما أدي إلي الحيرة والبلبلة لدي المسلم العادي، وبالتالي الإساءة وصلت إلي الدين الإسلامي وإلي الأوطان لأن هذه المفاهيم تطالب بتوحيد الدول الإسلامية تحت راية الخلافة، مع ان لدينا أوطانا تتمزق في السودان وليبيا وسوريا، ومصر تعاني من جماعة الإخوان التي تعيث في الأرض فساداً، والوطن الواحد أصبح من الصعب أن يجمع شمله، وجماعة الإخوان يكرسون لهذا التمزيق والتشتيت عن طريق مفاهيم الدين الخاطئة، وكأنها تحقق دعوات للصهيونية العالمية وأمريكا وأوروبا وبأيديهم يحققون لهم ما يريدون.. ومع هذا الخلل بالتأكيد ينبغي إعادة النظر في الخطاب الديني لاستعادة الثوابت الإسلامية الصحيحة. ومنها لم الشمل ووحدة الأوطان وتعليم الناس ان الفكر الصحيح والعمل الجاد هو الذي ينهض بالأوطان والشعوب بعيداً عن الاختلافات ولكن عن طريق الحوار وقبول الآخر.
الفتنة الدينية
هل الدعوة إلي الخطاب الديني بعد الدعوة الأولي ل«محمد عبده» و«رفاعة الطهطاوي» تؤكد انتصار غلاة التطرف؟
- لم ينتصروا ولكننا سنعتبر ان دعاة التطرف والفتنة الدينية كسبوا جولة ولكن مازالت توجد جولات أخري مستمرة وستستمر، وهذه الجولة التي فازوا فيها لأسباب متعددة منها الاستبداد السياسي في الدولة، بالإضافة إلي الفقر والجهل والأمية الدينية، مع انبطاح مؤسسة الأزهر، وهي المؤسسة الدينية الرسمية والمفترض أنها صاحبة المنهج الوسطي المعتدل، ولكن الظروف السياسية في الماضي قبل 25 يناير وخلال حكم الإخوان كان الأزهر كأي مؤسسة موجودة داخل مصر، لم يكن لديها القدرة علي العمل الجاد في نشر الخطاب الوسطي، وبالتالي أدي هذا إلي تغلغل الخطاب المتطرف الذي نشر الفتنة والتطرف، حيث كانت التربة خصبة ومهيئة لتقبل أفكاره فكسب هذه الجولة، وبالتالي نحن في حاجة إلي استعادة ما كسبه الخطاب الديني المتطرف ونكسب الجولات القادمة.
ومن هم المستهدفون من تجديد الخطاب الديني؟
- المستهدفون هم جميع المسلمين في هذه الأمة، لان تجديد الخطاب الديني سيكون بواسطة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء.. والكنيسة أيضا ينبغي عليها أن تكون علي نفس الخط، لاننا لا نريد نشر ثقافة الكراهية والرفض، وعلينا نشر ثقافة القبول والتوافق والتسامح لاننا نعيش في مجتمع واحد نملك وطنا واحدا ونعيش حاضرا مشتركا وننتظر مستقبلا مشرقا.
الخطبة المتطرفة
وهل الدعاة والوعاظ لن يتم استهدافهم بتجديد الرؤية والفكر لديهم؟
- بالفعل العديد من الدعاة بحاجة إلي أن يتم غرس هذا المنهج الوسطي لديهم لأن القاعدة تقول: أن فاقد الشيء لا يعطيه.. وإذا كانت رؤية الدعاة والوعاظ متشددة أو متطرفة بالطبع سيعمل علي نشرها في المجتمع، ولهذا علي المؤسسة الدينية كالأزهر والأوقاف التأكد من أن الدعاة ينهجون المنهج الوسطي حتي لا نري الدعاة المتأثرين بالخطابات المتشددة والمتطرفة، لأن هؤلاء يجب ان يمنعوا من الصعود إلي المنابر والخروج في القوافل التي تستهدف النوادي والنقابات حتي يصل إليهم الخطاب الديني الوسطي المعتدل الذي نبغيه من خلال تجديد الخطاب الديني.
لكن البعض يخشي من هدم التراث مع ارتفاع الأصوات التي تطالب بتنقية كتب التراث بما يتلاءم مع العصر؟
- بالفعل يوجد من يقدس التراث ويتشدد فيه، وهذا أمر مرفوض، فالإئمة يمكن ان يؤخذ منهم ويرد عليهم، و«أبوحنيفة» قال: علمنا هذا رأي ومن جاءنا بأفضل منه قبلناه.. والإمام «مالك» قال: كل إمام يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذه الروضة» وأشار إلي قبر الرسول «صلي الله عليه وسلم».. ولكن في هذه الحالة هناك فريق آخر يريد أن يهدم كل ما ينتمي إلي التراث وهذا مرفوض أيضاً.. لأنهم يحاولون هدم كتب الصحاح، ويحاولون التشكيك في كل شيء بحجة انه تراث من العصور الوسطي، ويجب ان ننتهي منه لأنه سبب التخلف والتطرف والفتنة، وللأسف هذا خطأ شديد، وعلينا ان نتوسط، ولا مانع من إعادة النظر في التراث وتنقيته وتجديده، وما يتفق مع القرآن الكريم، والسنة المتواترة، والمشهودة وسنة الآحاد إذا كانت متوافقة مع القرآن الكريم فلا مانع وسيكون القرآن هو المعيار الذي يقاس عليه.
ماذا عن الخلاف حول صحيح البخاري؟
- البعض يرفض التراث ويحاول إعدامه ورفضه ويتحججون ب«البخاري» إذا كان وصل إليه حديث أو حديثان غير صحيحين فيطالبون برفضه بالكامل، وهذا خطأ ومرفوض وإذا نظرنا إلي الشيوعيين نجد أنهم يعتبرون أقوال «ماركس» و«لينين» هامة وراسخة لديهم وبعضهم يفتخر بمفكرين كبار مثل «جان جاك روسو» أو «ديكارت» أو «أرسطو» ويحترموا آراءهم وأفكارهم، فكيف يأتي المسلم الآن ويقول أعدموا ما جاء في التراث لانه بلا قيمة.. مع انه إذا كانت فيه أفكار خاطئة فما المانع من تصحيحها؟
ربما هذه المطالب جاءت انتقاماً من الأزهر الذي كان يرفض تجديد الخطاب الديني؟
- لا.. الأزهر لم يرفض تجديد الخطاب الديني بل كان مغلوبا علي أمره، لان السياسة كانت تسيطر علي كل شيء.. وإلا لماذا لم يعطوا الأزهر أوقافه الخاصة به حتي الآن من أجل ان ينطلق بدوره ويجدد وينفق علي مؤسساته، وينشيء قناة فضائية خاصة به، ويطلق قوافل الدعاة في الخارج لتصحيح صورة الإسلام، وهذا لم يتم لأن الأزهر مؤسسة حكومية والدولة أحكمت قبضتها عليه وكانت تتحكم فيه مثل تحكمها في باقي مؤسسات الدولة.
هل هذا ما جعل الخطاب المتشدد أعلي صوتاً بعد أن أصبح الخطاب الرسمي حديث الغرف المغلقة؟
- نعم.. لانه في ذلك الوقت انطلقت الجماعات المتشددة المتطرفة إلي القاعدة الجماهيرية وتم خنق الأزهر بالتحكم فيه من قبل الدولة والحكومة رسمت له طريقاً معيناً وفي ذات الوقت كان يوجد إغداق علي جماعة الإخوان، وأصبح لديهم مواردهم من التمويل الخارجي، والسلفيون أيضاً حصلوا علي تمويل من دول الخليج والدولة سمحت لهم بهذا، لانها كانت تريد أن تشغل الناس بموضوع اللحية فرض أم لا، والنقاب فرض أم فضيلة؟ وهل ارتداء الجلباب القصير فرض أم سنة؟ وأدخلوا الدين في الشكليات والمظهر بعيداً عن جوهر الإسلام الصحيح، وبعدوا عن الخطاب الديني الذي يحض علي فضل العمل والحوار وقبول الأزهر.
غياب الاجتهاد
هل الاجتهاد في أزمة؟
- نعم.. الاجتهاد يواجه أزمة حقيقية يعاني منها المجتمع لاننا نحتاج إلي من يتوافر لديه ملكة الاجتهاد، وهذا يحتاج إلي شروط وتأهيل وأفراد يتوافر فيهم شروط معينة وسمات محددة حتي يستطيعوا الدخول في الاجتهاد السليم الصحيح النابع من الفهم السليم للدين الإسلامي الوسطي.
فيما تتمثل أزمة الاجتهاد؟
- الأزمة متجسدة فيما تعاني الأمة الإسلامية، وحالها الذي أقيمت فيه والتي يدل علي إننا أصبحنا نستورد أفكارا وآراء وحلولا لمشاكلنا من الخارج، بل وصل الأمر إلي أن مشكلة القمامة لم نتعامل معها التعامل الصحيح وتم التعاقد مع شركة أجنبية لجمع القمامة، فأين عقول الأمة لابتكار الحلول لمشاكلنا العديدة والتي أصبحت أزمات مستمرة، بالعقل وصل إلي مرحلة من التدني والتراجع الكبير جداً.. والمؤسسة الدينية تم حبس أفكارها والتضييق عليها، وهذا أثر علي خريجها، ولهذا أؤكد ان ليس كل خريجي الأزهر يستطيعون ان يجتهدوا أو ان يستنبطوا الأفكار والآراء.
هل لجماعة الإخوان علماء قدموا اجتهادات أو آراء فقهية استفادت منها الأمة؟
- «علماء مين وفي إيه؟!! جماعة الإخوان ليس لديها علماء أو اجتهادات أو فتاوي ذات قيمة.. هم فقط لهم آراء حتي «حسن البنا» مؤسس الجماعة لم يكن لديه اجتهادات فقهية بل بعض الآراء، وجميع آراء قيادات الإخوان تصب في هدف معين، حيث يتم توظيفها للحصول علي الحكم أو خطف السلطة، وليس لدي الإخوان مجتهدين، هم فقط يقرأون الكتب وليس لديهم مناهج الاستنباط ولا شروطه ولا يعرفون سبب نزول الآيات القرآنية أو أحاديث الأحكام، ولا يعلمون الناسخ والمنسوخ، ولا الخاص أو العام لانهم حافظون فقط، ولديهم القدرة علي الكلام والخطابة، والدعوة وليس لديهم القدرة علي الاجتهاد، لان الاجتهاد صناعة وهم مجرد خطباء.
ماذا فعل المتشددون بالإسلام؟
- لا نتدخل في النوايا.. ولكن أقول من خلال الوضع الظاهر أمامنا.. وما يفعله هؤلاء بالأوطان أن هؤلاء الناس للأسف لديهم فكر مغلوط عن الإسلام ولا يفهمون مقاصد الإسلام وكيفية صياغة الحياة بين المسلمين بعضهم البعض، وكيفية تأسيس هذه العلاقة داخل المجتمع، خاصة أن لدينا أخوة مسيحيون، ولكن هؤلاء المتطرفون دعاة الفتنة والظلام حرقوا كنائسهم وقالوا: ان الدين عن الله الإسلام.. وفي القرآن الكريم.. لكم دينكم ولي دين» وقال أيضا رب العزة «لا إكراه في الدين».. «ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» ولكنهم ينظرون إلي الآيات ويجتزأوها من سياقها ويتركون الآيات الأخري.. وأيضا يوجد بعضهم سيئ النية بالنسبة للوطن.
ما هو رأي الشرع في ما تفعله جماعة الإخوان من إرهاب وإسالة للدماء؟
- جماعة الإخوان المفترض إنها جزء من الوطن، ولهذا كان عليهم أن تكون ممارساتهم وفكرهم طبقاً لقانون هذا الوطن وأيضاً طبقاً للشريعة الإسلامية السمحة المعتدلة خاصة أنهم رفعوا شعارا كبيرا جداً بعنوان: «الإسلام هو الحل» ولهذا نقول لهم.. وهل الإسلام يقر هذا التخريب والدمار؟ وهل الإسلام يسمح بالحرق والقتل وقطع الطرق واغتيال رجال الجيش والشرطة، وإرهاب المواطنين؟ .. وهل الإسلام يوافق علي زرع القنابل بين المواطنين الآمنين؟ .. فإذا كان لهم خصومة مع الحكومة فليجعلوا سلوكهم وممارساتهم سلمية أولاً.. ثم يشكون للعالم كله، ويقولون ما يريدون ان يقولوه، لكن اختصام الناس والمجتمع وقطع قضبان السكك الحديدية، وتعطيل مصالح البلاد والعباد يحرق أبراج الكهرباء والتحريض المستمر علي إسقاط الدولة فهذا ضد الشعب والمجتمع ويرفضه الشرع والدين والإنسانية.
الإسلام حريص علي حماية الأرواح؟
- بالطبع، ولهذا أسألهم؟ ألا يعرفون أن زوال الدنيا أهون بالطبع عند الله من قتل مسلم.. والقرآن قال: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق» والنفس هنا تعني المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي وليست حكراً علي المسلم فقط. ولكنهم يعيثون في الأرض فساداً دون وازع من ضمير لان لديهم فكر مغلوط عن الإسلام فينتج عنه ممارسات خاطئة ونتائج كارثية عليهم وعلي المجتمع بالكامل.
وماذا عن مفهوم الجهاد.. وهل يوجد إلتباس لديهم في هذا المفهوم؟
- أولا: لا يجوز إعلان الجهاد علي شعب مسالم ودولة مسلمة كما فعلوا.. لان مفهوم الجهاد لدي الفقهاء هو قتال العدو الذي هجم علي الديار أو هددها بعمل وشيك من شأنه أن يؤثر علي دين المسلمين أو علي حياتهم وعلي أوطانهم إذن الجهاد هو الدفاع عن الدين والوطن والنفس، وهذا هو ما ورد في آراء الفقهاء ومن الطبيعي ان يكون في المسلمين عصاة، ولكن هل العاصي يقتل؟.. بالطبع لا.. والعلماء قالوا: ليس لمن يدعوا إلا سلطة الموعظة فقط.. وليس من سلطته قتل العاصي أو تعذيبه أو تكفيره كما يفعل هؤلاء المتطرفون.
فكر مغلوط
وماذا عن مفهوم تطبيق الشريعة التي تطالب بها هذه الجماعات كما يكسبها تعاطف شعبي؟
- حتي لو قلنا إن الدولة لا تطبق الشريعة كما ينبغي، فهل الوسيلة في تطبيقها تكون برفع السلاح في وجه الدولة والمجتمع؟ وتصبح المقولة التي تطلقها داعش، وجماعة الإخوان والقاعدة وجماعة بوكو حرام، وأنصار الشريعة أن كل المجتمعات العربية والإسلامية كافرة!! لانهم رضوا أن يحكمهم حكام ظالمون لا يطبقون الشريعة الإسلامية، بالطبع هذا مرفوض لانه فكر مغلوط وخاطئ عن فهم الإسلام الصحيح.
وهل الشريعة بالفعل غير مطبقة في مصر؟
- الحدود هي غير المطبقة، ولكن لتطبيق الحدود لابد ان تتوافر شروط .. مثلاً إذا أرادوا تطبيق حد السرقة، فهل وفرت الدولة وظيفة وعمل لكل مواطن، وهل يحصل المواطن علي دخل يكفيه هو وأسرته في المأكل والمشرب والملبس؟ السكن والعلاج والتعليم وكل نواحي الحياة الاجتماعية، فهذه هي الشروط الواجب توافرها حتي يتم تطبيق الحدود، ولكن هؤلاء لا يفهمون مقاصد الشريعة الإسلامية فقط هم يريدون دغدغة مشاعر البسطاء من المسلمين؟
- ماذا فعلت هذه الجماعات في مصر؟
- كما نري هذه الجماعات تعيث في الأرض فساداً، واستغلت كل شيء لصالحها سواء الفقراء أو الجهل أو غياب الدولة، ولهذا نطالب بعدالة اجتماعية حتي لا يوجد مهمشون أو من يحتاجون إلي ضروريات الحياة الأساسية، وعلي الدولة أن تقوم بدورها في هذا المجال، حتي لا تستغل هذه الجماعات حاجة الناس وتسعي إلي نشر فكرها وتحقيق أهدافها.
وماذا فعل المتشددون في الفكر الإسلام والحضاري؟
- هم أساءوا للإسلام والحضارة والأديان وأين الفكر الحضاري لدي المسلمين؟ وأين الأمانة والصدق. والثقافة والمروءة والشجاعة ونجدة الملهوف؟ مع أن بعض الفقهاء قالوا: لو أن إنسان طلب شيئا ضروريا مثل الطعام وامتنع عليه من لديه هذا الطعام فليقاتله، وصل الأمر إلي ماذا؟ وعلي المجتمع ان يكون متكافلا وليس متنافرا ومتقاتلا ولكن هؤلاء غيبوا الفكر الحاضري والثوابت الدينية بعدم التكفير والنص القرآني قال: «وما اختلفوا فيه من شيء فحكمه إلي الله» ولكن نري أن الكل يصمم علي رأيه ويكفر الآخر الذي يختلف معه، ولكن إذا كان البعض يحاول أن يشيع الكفر فليحوله إلي القضاء الذي عليه أن يثبت الكفر أو ينفيه.
الفرقة والإقصاء
وماذا عن المفاهيم المغلوطة في فكر الإخوان حول الدين والوطن والأمة؟
- هذا الفهم وراءه مسلمات يؤمنون بها تقول إن الوطن ليس في الحسبان، بحجة انهم يريدون تأسيس دولة الخلافة، وهي كلمة حق أريد بها باطل، ويدغدغون بها مشاعر البسطاء من المسلمين مشددين علي أنهم يرغبون في استعادة مجد الإسلام الزاهر الذي كان القوة العالمية الكبري التي يخشاها الكبار.. ونتساءل: لماذا لا يطالبون بالعدل والشوري والتكافل الاجتماعي والحوار حول الخلاف الذي يمس الوطن، ولماذا لا يجعلون المصلحة العليا للوطن في المقام الأول؟ ولماذا لا يجمعون الناس حول بعضهم بدلاً عن الفرقة والإقصاء قبل المطالبة بتحقيق دولة الخلافة، ولكنهم يعتنقون أفكارا خاطئة عن الإسلام تنبع من أيدولوجية خاصة بهم تجعلهم يخطئون في فهم الدين الصحيح ويلتبس عليهم مفاهيم الوطن والأمة.
ولكن تطبيق هذه المفاهيم يضر بالمجتمع ولا يفيد إلا العدو الخارجي؟
- ولهذا أناشدهم بأن يعلموا أن العدو الخارجي يتربص بالدولة المصرية والشعب المصري ولا نريد ان نعطيه الفرصة بقدر الإمكان والحديث الشريف يقول: سددوا وقاربوا ولينوا بين أيدي إخوانكم» فلا نريد عمل فرقة في المجتمع الواحد.. لان الإخوان تفعل أشياء تضر بالدين والوطن، ولهذا ينبغي أن يكون هناك طريقة للم شمل الوطن، أما من أساء فيجب أن يحاسب ويعاقب بالحق والعدل ولا نشدد علي الناس حتي يعم الاستقرار والأمان داخل ربوع المجتمع.
ما تفسيرك لهذا الكره الشديد من جماعة الإخوان للأزهر؟
- لانهم كانوا يريدون تطويع الأزهر حتي يكون عوناً لمطلبهم في الحصول علي السلطة وتمسكهم بها بعد أن ثار الشعب عليهم ورفض حكمهم.. فقالوا: لماذا كان الأزهر صامتاً علي «مبارك» ونظامه، ونحن دعاة دين والأزهر مؤسسة دينية وكان لابد أن يكون مع جماعة الإخوان ويساندها ويدعمها في الحكم.. ولذلك حاولوا كثيراً أخونة الأزهر ليصبح مؤسسة إخوانية، ولكن للحقيقة وقف الشيخ «أحمد الطيب» لهم بالمرصاد ورفض كل محاولات الأخونة والسيطرة علي مؤسسة الأزهر، ولم يدعمهم أو يساندهم في فكرهم المغلوط.. ولكن هناك بعض أساتذة الأزهر ينتمون إلي جماعة الإخوان، وغيرهم ممن يتعاطفون مع الجماعة.. ولأنهم فشلوا في أخونة المؤسسة الدينية تفاقمت الكراهية الشديدة نحو الأزهر وشيخه وعلمائه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.