أشادت مصر، الرئيسة الحالي للقمة العربية، بالتعاون العربي الأمريكي الجنوبي ووصفته بالفعال، معربة عن تطلعها لتطوير هذا التعاون بما يحقق مصالح شعوب الجانبين. ووصف السفير محمد فريد منيب مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمريكتين، في كلمته التي ألقاها باعتبار مصر رئيسة القمة العربية، التجمع العربي الجنوب أمريكي بأنه تجمع فريد نظرا لما يجمع الجانبين من قضايا سياسية، واقتصادية واجتماعية رغم التباعد الجغرافي بينهما مشيرا الى ما يجمع شعوب الاقليمين أيضا من تطلعات وآمال في غد أفضل يمهد الطريق لآفاق رحبة للتعاون المشترك وفي أكثر من مجال بما يعزز التعاون العربي الأمريكي الجنوبي ويستجيب لطموحات ما يقرب من 800 مليون نسمة في الجانبين.. وأكد السفير منيب على الدور المحوري للمنتدي كإطار فعال للحوار والبناء وكونه محفلا هاما لتبادل وجهات النظر والتشاور بشأن القضايا الاقليمية والدولية. وأشار إلى أن نجاح الملتقى يمثل نجاحا لمبدأ التعاون "جنوب - جنوب"، وهو ما يستوجب دعمه واستكمال السير بخطى تكاملية بغية تحقيق مصالح ورفاهية الشعوب العربية والامريكية الجنوبية من خلال التنسيق الوثيق واستكمال السعي والاجتهاد للتوصل الى مشروعات تنموية بينية ذات عائد اقتصادي واجتماعي ملموس. واستعرض السفير فريد منيب ما تمر بها المنطقة العربية من تغيير وتطوير والسعى الرسمي والشعبي لتحقيق التقدم والازدهار للشعوب العربية. وقال اننا نعول في هذا المضمار على الاستئناس بالتجارب التنموية لدول أمريكاالجنوبية في مختلف المجالات . وأكد على أهمية العمل من أجل مكافحة ظاهرة الارهاب البغيض التي باتت تهدد دول الشرق الاوسط واستقرار العالم أجمع . وشدد على أن دولنا عازمة على القضاء على الارهاب وتوفير المناخ الآمن والمستقر وتوفير الييئة المواتية لترسيخ أسس العدل والمساواة لشعوبنا . واستعرض السفير فريد منيب زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين حيث وصل حجم التبادل التجاري بينهما الان الى نحو 33 مليار دولار بعد أن كانت 6 مليارات دولار فقط عام 2004. وأعرب عن أمله في استمرار التعاون بين الجانبين في جميع المجالات وقال اننا نأمل في التعاون على مكافحة الارهاب وتحقيق الاستقرار وتوفير بيئة للعدل والمساواة. كما أشاد بالقوة العربية المشتركة التي قررت القمة العربية الاخيرة في شرم الشيخ انشاءها ، وعول على مساندة امريكاالجنوبية للقضايا العربية وخاصة قضية فلسطين وجميع القضايا الاخرى في كافة المحافل الدولية . من حانبه قال السفير احمد قطان سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية اننا في المملكة ندرك مع اشقائنا العرب مدى أهمية العلاقات مع دول أمريكاالجنوبية ونتطلع الى تنمية العلاقات وتعزيزها بين الجانبين في كافة المجالات للوصول بها الى الأفضل من التنسيق والتعاون ، معربا عن امله في ان تحقق نتائج هذا الاجتماع التنسيقي المزيد من التقارب والتقدم على صعيد التفاهم والتنسيق حول الرؤى والمواقف تجاه القضايا والمسائل التي تهمنا على المستويين الإقليمي والدولي. وأضاف قطان - رئيس الاجتماع بصفته الدولة المضيفة للقمة الرابعة المقبلة - اننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات النظر تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية ، مشيدا بالمواقف الإيجابية من قبل دول أمريكاالجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ووقوفها الى جانب الحق والعدل وتتويجا ذلك باعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967. ولفت الى ان هذا الموقف سيكون له بالغ الأثر في تمكين الشعب الفلسطينيي من نيل حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وانهاء هذه المشكلة التي تقف عائقا امام الأمن والسلم الدوليين . وقال قطان انه على الرغم من تأييدنا عبر الجامعة العربية وفي كافة المحافل الدولية للمبادرات والجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل ، وعلى الرغم من تقدمنا منذ عام 2002 بمبادرة السلام العربية الشاملة التي تكفل حق جميع دول المنطقة بالعيش بأمن وسلام،إلا ان اسرائيل قابلت كل ذلك بالمراوغة والمماطلة والعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني ، مشددا في الوقت ذاته على أن الحق يعلو وأن رغبة العالم بالسلام العادل والمحافظة على الاستقرار تتجلى بتأييد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967. وأضاف اننا نسعى اليوم لإكمال ذلك من خلال الاتفاق على إعلان الرياض، وذلك بتنسيق المواقف تجاه مختلف القضايا المطروحة على الساحة الدولية من ضرورة مكافحة الأرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار فيما بين الثقافات والشعوب وتوفير ارضية صلبة ومتينة ننطلق من خلالها لتحقيق المزيد من التفاهم والتنسيق والتعاون المشترك في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وقال قطان اننا نسعى الى ان تساهم قمة الرياض مساهمة فاعلة وملموسة في استثمار تلك الامكانات لتحقيق تطلعاتنا وتطلعات شعوبنا وبما يعود بالفائدة على الجميع . من جانبه، أعرب السفير فاضل جواد الامين العام المساعد للجامعة العربية للشئون السياسية،عن تقدير الجامعة العربية للدور الذي تقوم به دول أمريكاالجنوبية في دعم القضايا العربية،معربا عن تطلعه الى انخراط أكبر لامريكاالجنوبية في قضايا المنطقة ودعم الجهود العربية من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية، مشددا على انه لا سلام بدون تنمية . وقال جواد اننا نثمن ما تحقق من تقدم خلال الفترة الماضية في تعزيز العلاقات الا اننا نطمح في مواصلة هذا الزخم ، واتخاذ خطوات عملية لتنفيذ ما تبقى من فعاليات وأنشطة وفق البرنامج التنفيذي للمنتدى وكذلك الإعداد الجيد للاجتماع الوزاري القادم في سبتمبر المقبل بنيويورك وللقمة القادمة التي ستنعقد في السعودية في عام 2015. وأضاف اننا ننظر الى مستقبل هذا التعاون برؤية استراتيجية لما فيه تحقيق مصالحنا ودعم قضايانا والسير به نحو بناء شراكة حقيقية ذات مردود عملي على شعوبنا.