يقول بريان ويتاكر المحرر السابق لشؤون الشرق الأوسط في صحيفة "الغارديان"، والذي صدر له مؤخراً كتاب "Arabs Without God"، في مقال أقرب إلى الصدمة من فرط رصده للواقع بلا رتوش، ليؤكد أن التمييز الديني، والإكراه في الدين، وغيرها من المفاهيم التي تضرب حرية المعتقد في مقتل تكاد تسطير على الجميع في المنطقة العربية، والمشكلة أن هذا الفكر موجود على المستوى الشعبي، والسلطوي، حيث تستخدمه غالبية الأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية كغطاء لعدم شرعيتها، وقدومها للسلطة بدون إنتخابات وفقاً لأي شكل من أشكال الحرية أو الديموقراطيفي المرحلة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. خرج الشباب الأوربي كافراً بكل الأفكار و الرؤي و السياسيين من كثرة ما شهده في الحرب ، و بدأ في حالة فكرية أشبه ما تكون بحالة من الضياع الفكري و حالة من التوهان الذهني ، و بدات أفكار مثل الوجودية في الإنتشار و بدأ المجتمع الأوربي يشهد مظاهر خارجة عن المألوف في حياته ، مثل الهبيز و إنتشار اغاني و فلسفات تعبر عن حالة الشباب الفاقد للثقة في أي شيء ، و فقدان التعاطي مع الإعتقاد بوجود الله ، و إن الديانة المسيحية لم تعد تمثل أدني اهتمام في أولويات الشباب الأوربي و لم يعد الدين داخل ضمن منظومة التفكير . هذه الحالة السابقة للشباب الأوربي بدأت في غزو العالم العربي ، كيف ؟ في ربيع عام 2011، مر العالم العربي بحالة تشنج ثوري شملت المنطقة بأسرها. من تونس إلي القاهرة، وأماكن أخرى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نزل آلاف الشباب إلى الميادين العامة مطالبين بحريات جديدة. وبالتزامن تم الإتفاق بين كل الجبهات العربية و الغربية على اجهاض الحلم العربى و الاطاحة بالثورات العربية، ومطاردة ثوارها بكافة الطرق والوسائل، بما فيها القتل والقنص والاعتقال وتكميم الافواه. الأمر الذى لم يستطيعوا اخفاؤه ، فكان التجاهل التام لذكر كلمة واحدة عن الربيع العربى او الثورات العربية في القمة العربية الأخيرة ، مما كشف مدى كره وعداء حكام العرب لثورات العرب، ربما فيما عدا أمير الكويت الذى لم يكتف بالصمت، بل هاجم الربيع العربى صراحة! يمكن أن يكون الربيع العربي قد توقف، إن لم يكن قد انحسر، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمعتقدات والاتجاهات الدينية، فإننا نشهد نشاطا جيليا. فالكثير من الأفراد يميلون بعيدا عن التدين التقيليدي المتوارث في العالم العربي . خلال السنوات الأخيرة، و بسبب فشل الربيع العربي و كسر أحلام و طموحات جيل كامل من الشباب ، و كسره في دول أخري ادي إلي انكسار جدار الصمت في المنطقة العربية وبدأت أصوات الذين يعتبرون أنفسهم من فئة الملحدين، تعلو وتجذب أنظار العالم. رغم إنه كان موجود و إنه ليس بجديد في المنطقة، بل شهدت المنطقة العربية أصوات كثيرة و عن سجن و اعدمات طالت عدد من ما أعلنوا عن أنفسهم ملحدين أو تحاولوا إلي ديانات آخري . ولكن ما يحدث في مصر خاصة و باقي الدول العربية هو فقدان الشباب للثوابت الدينية و للبحث عن إله آخر يحاول أن يرضي افكارهم و نقدهم الذي فشل فيه اصحاب الديانه الكبري في البلاد العربية و هم المشايخ و من أخذ نفس الطريق , و القوا بأنفسهم في احضان السلطة , و اصبحوا يفتوا علي ذهب المعز و سيفه ، و فقد الشباب قدوته و كانت الطامة في سقوط هيبة مشايخ كبار تحت أقدام السلطة و المال و بدأت حملة غير مسبوقة منذ احداث 3 يوليو 2013 ، في الهجوم علي كل ثوابت الدين بدعوي باطلة و هي محاربة التيار السياسي الإسلامي . و كأن الدين ملك لهذا التيار ، و أصبحنا كل يوم نسمع عن نعاج تتكلم في امر دينها ، و تهدم ثوابت دينها في سباق محموم لا ندري من يموله و من يدفع بشباب مصر نحو الهاوية ليفقد الشباب إيمانه بوجود خالق لهذا الكون و يبدأ في الإعلان عن كفره بكل شيء , حتي بوجود إله و تبدأ في الحديث عن إنتشار لمسائل كانت تناقش علي استيحاء منذ وقت قريب اليوم تناقش علي صفحات الصحف و المنتديات و البرامج الإعلامية . إنني لا ألوم الشباب بقد ما ألقي اللوم علي الأنظمة العربية و الإسلامية التي جعلت من الحفاظ علي عروشها الهدف الأوحد و أطلقت يد البطش علي كل من يفكر أو يتكلم في غير مساندة هذه الأنظمة و تبرير مواقفها حتي الغير المبررة ، و في المقابل رفضت أن يكون للشباب أي رأي مخالف و ألقت بهم في غياهب السجون و نظرت إليهم نظرة الخونه , فتحول الباقي إلي ملاحدة بشكل جديد و هو الكفر بكل الثوابت و البحث عن إله جديد و هذا هو الإلحاد الخفي , و هو الحديث القادم.