كشف اللواء محمود زاهر، الخبير العسكري، عن أن "التحالف العربي المشترك سارع لإنقاذ اليمن وتأخر عن إنقاد سوريا وليبيا لعدة أسباب، أولها أنه خلال السنوات الماضية اهتمت كل دولة عربية بذاتها فقط وبشئونها الداخلية دون النظر إلى مصالح المنطقة العربية، ولجأت بعض الدول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأخرى إلى روسيا لتلبية احتياجاتهم الخاصة، فيما لجأ آخرون إلى بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا رغم أنها دول استعمارية بالأساس". وقال زاهر، في تصريح ل"صدى البلد"، إن "الدول العربية كانت ترى الإرهاب والجرائم من خلال منظور الدولة الأجنبية التي تتحالف معها وليس من خلال منظور الأمن القومي العربي". وأضاف: "قوة السعودية اقتصاديا وعسكريا وأهمية موقعها الجغرافي جعلتها ترى التهديدات المباشرة تأتي من جهة اليمن وليس من إيران مرورا بسوريا وليبيا لأن المملكة تعتبر سوريا دولة صديقة لا تمثل لها تهديدا". وأكد أن "القوة المشتركة ضد الإرهاب متمثلة في "عاصفة الحزم" ترى أن الإرهاب في اليمن ولا تراه في سوريا ومنطقة الخليج، وعلى رأسها الإمارات، وقفت بجانب مصر في أزماتها مثل دعمها للقاهرة بعد ثورة 30 يونيو وقوة السعودية الاقتصادية ووقوفها هى الأخرى بجوار مصر، جعل "رد الجميل" أمرا حتميا على مصر"، لافتا إلى أن "سعي مصر لتشكيل قوة عربية لحماية الأمن القومي العربي أمر لا ينفصل عن التحالف الخليجي ودعم السعودية لحل الأزمة في اليمن". وأوضح زاهر أنه "لا يمكن ربط فكرة القومية العربية التي سعى إليها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بما صدر من قرارات بتشكيل تحالف عربي مشترك في القمة العربية بشرم الشيخ"، مؤكدا أن "الأمر عبارة عن تكامل للأمن القومي العربي وليس توحدا قوميا". أما عن إمكانية أن تتجه الخطوات العسكرية في المستقبل لإنقاذ ليبيا وسوريا، توقع زاهر وجود اتفاق بين دول التحالف العربي المشترك لمقاومة الإرهاب في سورياوالعراق والصومال، على أن يكون الأمر بشكل اختياري. وفيما يتعلق بعدم تحرك السعودية عسكريا أثناء الغزو الأمريكي على العراق بالرغم من أنه في حينها كانت المملكة مهددة أمنيا، قال إن "الاتحاد الخليجي لم يكن يمتلك القوة للوقوف أمام أمريكا في هذا الوقت، إضافة إلى عدم تدخل مصر هى الأخرى، وهذا جعلهم يتراجعون"، مشيرا إلى أن دور مصر مؤثر وقوي في "عاصفة الحزم". وأكد أن "عاصفة الحزم التي قادتها المملكة العربية السعودية تهدف إلى وقف الخطر القادم من اليمن دون النظر إلى مذاهب واختلافات دينية".