قال جنود تشاديون ومسؤول عسكري كاميروني إن جانبا كبيرا من القوات التشادية التي تقاتل بوكو حرام في نيجيريا انسحب إلى الكاميرون ويستعد للانتشار ناحية الجنوب فيما يشير لاحتمال بدء هجوم جديد. وتقدمت القوات التشادية عملية لجيران نيجيريا ضد الجماعة الإسلامية المتشددة التي قتلت آلاف الأشخاص في شمال شرق نيجيريا وكثفت في الآونة الأخيرة هجماتها عبر الحدود. وقالت مصادر أمنية إقليمية ودفاعية ودبلوماسية إن نيجيريا استقدمت مئات المرتزقة من جنوب افريقيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق لتعزيز هجومها على جماعة بوكو حرام قبل الانتخابات التي تجري في 28 مارس اذار. وقال جنود تشاديون طلبوا ألا تنشر أسماؤهم إن القوات التي تعمل في نيجيريا انسحبت من قاعدتها المتقدمة في جامبورو إلى فوتوكول وهي بلدة على الجانب الكاميروني من الحدود. وقال أحد الجنود "لا نعرف السبب في الانسحاب. نحن فحسب تلقينا الأوامر" مضيفا أن القوات تتجه الآن جنوبا إلى بلدة بانكي الحدودية. وتقع بانكي على الطريق الرئيسي من الكاميرون إلى مدينة باما ثاني أكبر مدينة في ولاية بورنو النيجيرية. وقالت مصادرة أمنية في نيجيريا إن معارك ضارية تدور رحاها لاستعادة باما التي استولى عليها مقاتلو بوكو حرام منذ أواخر العام الماضي. ولم يتسن على الفور الوصول إلى متحدث باسم الجيش التشادي للتعقيب. وأكد مصدر عسكري كاميروني عبور القوات التشادية الحدود عائدة إلى الكاميرون وأنها تتجه جنوبا لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل. وكانت قوات تشادية توغلت إلى اقصى مسافة قطعتها في نيجيريا حينما حررت ديكوا وهي بلدة على مفترق طرق رئيسي يبعد نحو 80 كيلومترا إلى الشرق من مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو. وقال ضباط تشاديون إنه منذ ذلك الحين طلبت نيجيريا من القوات التشادية الرحيل ونشرت قوات نيجيرية في البلدة. وقال مقر القيادة العسكرية النيجيرية يوم الخميس إن قواته قامت بتطهير آخر معسكرات لبوكو حرام في ولاية آدماوا المتاخمة لولاية بورنو. وقالت مصادر عسكرية في دولة النيجر إن نحو 20 من مقاتلي بوكو حرام اعتقلوا في داماساك اليوم الخميس وهو ما يؤكد استمرار وجود المقاتلين في المنطقة على الرغم من أنباء من ضباط من النيجر أنهم شتتوهم هذا الأسبوع. وكانت الشكوك والمنافسات عرقلت التنسيق بين جيوش بلدان المنطقة التي تعكف على التخطيط لتشكيل قوة مشتركة قوامها عشرة آلاف فرد لهزيمة بوكو حرام وتسعى إلى طلب مساندة من الأممالمتحدة لهذه القوة. ويشكو مسؤولون تشاديون أن نيجيريا منعتهم مرارا من التقدم على الرغم من ان تشاد حققت عدة انتصارات على المتشددين الذين بايعوا في الآونة الأخيرة تنظيم داعش ويهدفون الى إقامة خلافة إسلامية في شمال شرق نيجيريا. وينفي جيش نيجيريا إي غياب للتنسيق ويقول إنه لم يرجع إليه الفضل كما ينبغي في انتصارته على بوكو حرام. ومع سعي الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان إلى إعادة انتخابه في انتخابات 28 مارس فإن منافسه محمد بخاري هاجم حكومته لاعتمادها على التدخل التشادي لمواجهة بوكو حرام.