مُنيت جماعة بوكو حرام بخسائر ضخمة إثر تقدم القوات التشادية إلى داخل نيجيريا هذا الأسبوع، وفق ما روى سكان هربوا من المعارك اليوم الخميس لوكالة فرانس برس، خلال تواجدهم في مدينة فوتوكول الكاميرونية التي دمرها قبل أسبوعين هجوم ساحق شنته الجماعة المتطرفة. وأعلن الجيش الشادي مساء الثلاثاء أنه استعاد السيطرة على مدينة ديكوا التي تبعد حوالى 50 كيلومترا جنوب غرب مدينة غامبرو على الحدود النيجيرية. والهجوم التشادي هو الأول في الأراضي النيجيرية ويشير إلى استراتيجية جديدة تهدف إلى استعادة مناطق أخرى واقعة تحت سيطرة الجماعة المتطرفة في ولاية بورنو، معقل بوكو حرام، في شمال شرق نيجيريا. وقالت بابورا ديوا، إحدى سكان المدينة، في حديث هاتفي من بلدة فوتوكول الحدودية في شمال الكاميرون، إن "الجنود التشاديين استعادوا ديكوا من بوكو حرام بعد معارك عنيفة". وروت ديوا، أن التشاديين دخلوا من جهة مدينة غامبرو، التي كانوا استعادوها مؤخرا، مستخدمين الأسلحة الثقيلة، كما هزموا مجموعة مسلحين في قرية لوماني على بعد 15 كيلومترا عن ديكوا. وتابعت أنهم "حين دخلوا إلى ديكوا جرت معارك عنيفة ولكنهم على الأقل نجحوا في التغلب على مقاتلي بوكو حرام". وأضافت "قتلوا الكثيرين منهم، ومن بينهم قائدهم المعروف بمصادرته للماشية في المنطقة"، موضحة "اغتنمت فرصة وجود القوات التشادية لمغادرة المدينة. كنت أخشى المغادرة حين سيطرت بوكو حرام عليها خوفا من اتهامي بالخيانة وقتلي". ودعم الكثير من السكان شهادة ديوا، فهم أيضا اغتنموا دخول القوات التشادية للفرار من المدينة القريبة من معسكرات بوكو حرام في غابة سامبيسا. وروى جيدا صالح، من سكان المدينة أيضا، أن القوات التشادية استخدمت الأسلحة المدفعية الثقيلة كما شنت هجمات برية في منطقة كالا بالغي، وخصوصا في قرية نديوو التي هي على حد قوله أحد معاقل بوكو حرام أيضا. وأوضح أن "القرية كلها تعرضت للقصف ومن الواضح أن جماعة بوكو حرام منيت بخسائر كبيرة نتيجة الهجمات الجوية. أما القوات البرية فدخلت لاحقا". كما أفاد أن " بلدة ميليري تعرضت أيضا إلى قصف جوي تشادي، من ثم تمت السيطرة عليها برا". وتابع "حين غادرنا علمنا أن الجنود التشاديين كانوا في طريقهم إلى قرية كوشيموري حيث تبقي جماعة بوكو حرام على الماشية التي تجمعها من السكان"، موضحا "احتفظوا بآلاف المواشي هناك، وشغلوا الأشخاص في تريبتها لهم". ورحب الغوني والي أمير، أحد سكان كالا بيلغي، أيضا بالهجوم التشادي. وقال "كانت الحياة في ظل حكم بوكو حرام وكأننا نعيش في حقل ألغام. نخشى دائما أن تكون خطوتنا المقبلة هي الأخيرة. أشكر الله أني الآن بمناى عنهم". وكانت فوتوكول، البلدة الكاميرونية على الحدود مع نيجيريا، تعرضت نفسها إلى هجوم دموي شنته جماعة بوكو حرام ضدها، وأسفر عن مقتل 81 مدنيا و13 عسكريا تشاديا وستة عسكريين من القوات الكاميرونية. وجاء هجوم بوكو حرام على البلدة الكاميرونية ردا على استعادة القوات التشادية السيطرة على مدينة غامبرو في نيجيريا في الثالث من فبراير. ويقول أحد سكان المدينةالكاميرونية الصغيرة أن "الجميع يعيشون الآن والخوف في قلوبهم والموت في نفوسهم". ومن الممكن رؤية آثار الهجوم المتطرف على المدينة التي استقبلت أيضا الفارين من المعارك في نيجيريا. وبالنسبة للقائد المحلي لكتيبة عمليات التدخل السريع في قوات الكاميرون في فوتوكول فإن بوكو حرام استفادت في هجومها منذ أسبوعين من نقص في "التنسيق" بين القوات الكاميرونية والتشادية. وتحدثت مصادر أخرى عن تراخي القوات التشادية بعد نجاحها بالسيطرة على غامبرو في نيجيريا. ويقول أحد السكان، رفض الكشف عن اسمه، أن بوكو حرام "ارتكبت مجزرة، سيكون من الصعب على البلدة أن تتخطاها". واستهدفت هجمات بوكو حرام في الرابع من فبراير مراكز تجارية وإدارية وسكنية تقع بين جسر يصل فوتوكول بغامبرو ومعسكرا للجيش يقع على الطريق الرئيسي. ولا يشاهد أي مدني على هذا الطريق الرئيسي، بل مجرد عسكريين منتشرين. وفي أحد فنادق المدينة حيث يتجمع الكاميرونيون والنيجيريون الفارون وبعض العسكريين ورجال الشرطة، من الممكن رؤية آثار هجوم المتطرفين. وفي المسجد الكبير في المدينة، مسرح إحدى المجازر.. ما زالت آثار الرصاص ظاهرة، إذ قتل 37 شخصا داخل المسجد، بحسب قول قائد الكتيبة المحلية.