لا شك أن المجهودات التى بُذلت من لجنة الحكام برئاسة عصام عبد الفتاح على مدار الموسمين الماضيين أمر جيد وأسفرت عن صنع جيل جديد، من الحكام سيحمل لواء التحكيم المصرى فى الفترة المقبلة وبدأت باختيار إبراهيم نور الدين للمشاركة فى بطولة إفريقيا للشباب بالسنغال ومن قبله مشاركة الحكم المساعد أحمد حسام فى بطولة إفريقيا للناشئين بالنيجر وهما من الحكام الدوليين اللذين انضما للقائمة الدولية مؤخراً . وهذا لا يعكس بالضرورة تقدم التحكيم المصرى، فمازال التحكيم يستقبل هجوماً شرساً من عناصر اللعبة بعضه جانبه الصواب وبعضه كان فى محله، وهذا يرجع لأسباب عديدة فى مقدمتها أن الحكام الصاعدين ليس لديهم الخبرة الكافية التى تمنحهم قدرة التعاملمع هذا الهجوم وعدم التأثر به خلال إدارتهم للمباريات، وفشل الكثير من الحكام الأمر الذى أوقعهم فى أخطاء جديدة رغم إمكاناتهم الجيدة. وكذلك فإن الحكام الصغار زجوابأنفسهم فى الصراعات بين الأندية لاسيما ناديى القمة الأهلى والزمالك ، و تطوعوا بالتصريحات الإعلامية وهذا أمر غير مقبول بالمرة لأن الحكام لابد أن يكونوا بمنأى عن الإعلام للحفاظ على هيبتهم وعدم تأويل أحاديثهم واستخدامها ضدهم ، وكان بديهياً أن تمنع لجنة الحكام تلك التحركات من جانب الحكام وتتعامل معها بمنتهى الحسم حتى لا يصبح قضاة الملاعب طرفاً فى النزاع المحموم بين الأندية الأمر الذى يُدخلهم فى حملة تشكيك خلال إدارتهم للمباريات الأمر الذى يوقعهم فى أخطاء عديدة يستغلها الإعلام كل حسب توجهه. والحكام دخلوا طواعية فى صراعات أكابر التحكيم وإنبرى بعضهم للدفاع عن هذا وتبنى وجهة نظر ذلك ، ونسوا أن مهتهم تنحصرفى إدارة المبارايات وليس الإنضمام لهذه الفئة أو تلك مما أبعد الحكام عن تركيزهم وتوازنهم مما ساعد فى الوقوع فى أخطاء أثرت كثيراً على مسيرة التحكيم. وليس أمام المسئولين عن التحكيم سبيلاً للحفاظ على مكتساباتهم إلا منع الحكام من الحديث لأى وسيلة إعلامية والابتعاد عن شاشات الفضائيات تحت أى ظروف وأن تُقصى لجنة الحكام أى حكم لا يلتزم بهذا الأمر مهما كان اسمه ومكانته، وكذلك منع الحكام من مدح أو ذم أياً من رموز التحكيم على مواقع التواصل الإجتماعى أو التراشق فيما بينهم حفاظاً على وحدة الصف بصرف النظر عن آراء بعضهم والتى لابد من عدم الإفصاح بها على الملأ، وعرضها على المسئولين خلال الاجتماعات الدورية دون خوف أو تراجع. وعلى المسئولين عن التحكيم مسئولية أعظم ليكونوا القدوة والمثلبأن ينأوا بأنفسهم من التصريحات الدورية دون مبرر وأن يتركون الأمر للمتحدث الرسمى للجنة حتى لا تتضارب الأقاويل لعدم إثارة الفتن، وأن يستوعبون أن التحكيم بحاجة للعمل الجاد والمثمر أكثر من الظهور على صفحات التواصل أو التصريحات الواهية التى لا يبغى من ورائها سوى الظهور والتواجد ليس أكثر. عقلية الحكام المصريين لن تتغير إلا فى حال إصرار لجنة الحكام على تنفيذ تعليماتها والتعامل بحسم مع من لا يلتزم بها لاسيما أن الجيل الجديد من الحكام أرضاً خصبة لإعادة تشكيل عقلية ومعتقدات التحكيم المصرى ، ويجب كبح جماحهم حتى لا يتوهمون أنهم أصبحوا كباراً، حيث ما زال أمامهم الكثير الأمر الذى يدفع الجميع بالوقوف إلى جانبهم لإعادة صياغة فلسفة وعقلية التحكيم المصرى من جديد، أسوة بما تم بصنع جيل جديد من الحكام وانضمام بعضهم للقائمة الدولية وهذا ما يحسب لعصام عبد الفتاح المسئول عن التحكيم الذى أمامه تحديات جديدة فى الفترة المقبلة لاستكمال ما بدأه.