أزمة كبرى يشهدها القطاع الزراعي حاليا، وقد تسفر عن انهيار الموسم الزراعي الصيفي كاملا، حيث ذروة الإنتاج الزراعي والذي يستهلك نحو مليوني طن علي الأقل من الأسمدة. الأزمة سببها توقف مصانع 5 شركات للأسمدة، هى موبكو والدلتا والمصرية والأسكندرية وحلوان، عن العمل حتي مصنع أبو قير الحكومى العملاق والمنتج الرئيسى للأسمدة المدعمة يعمل حاليا بطاقة لا تتجاوز 60 % علي الأكثر، وذلك كله بسبب عدم وجود غاز لتشغيل المصانع والذي يمثل 65% من عناصر تصنيع الأسمدة الازوتية. وبخلاف أن ذلك يعني تعطل استثمارات مصرية تتجاوز 10 مليارات دولار، إلا أنه يمثل أيضا كارثة َحقيقية فى ظل أن المخزون الاستراتيجى من الأسمدة للموسم الصيفي والذي ينطلق شهر إبريل المقبل يقترب من الصفر فى جميع الجمعيات علي مستوي الجمهورية. ورغم الاتصالات والمفاوضات المكثفة بين وزارتي الزراعة والبترول لتوفير الغاز للمصانع، إلا أنها حتي الأن لم تقدم أية حلول للاأزمة التي تهدد بكارثة زراعية لم يسبق لمصر أن شهدتها. الكارثة أيضا أن خبراء وزارة الزراعة لا يتوقفون عن التقدم لوزير الزراعة بطلب لسرعة استيراد مليون طن من الأسمدة، وهو ما يعني فى حالة الموافقة عليه ضرورة توفير نحو مليارى جنيه علي الأقل لعملية الاستيراد، فهل ينجح؟ وهل يوافق رئيس الوزراء علي استيراد الأسمدة فى الوقت الذي تنتج فيه مصانعنا 18 مليون طن سنويا فى حالة توفير الغاز لها؟!