أكتب هذه السطور وكلي غضب وامتعاض وحزن وأسى من هؤلاء البشر الذين ينعمون بالعيش الآمن معنا تحت سماء مصرنا الغالية.. يأكلون ويشربون وينامون وسطنا بأمان وسلام ولم نضربهم أو نقتلهم أو نوشي بهم لعدم وفائهم لتراب هذا الوطن الغالي.. بالنسبة لي لا يوجد ما يمحي عملهم من الذاكرة، ولا يوجد ما يغفر لهم كراهيتهم لهذا الوطن الذين يعيشون فيه. لم أكن أتخيل أنه سيأتي علي أمتي يوما كهذا، فمن البديهي لأي عاقل أنه يحب وطنه ولا يمكن أن يدافع عن أي مخلوق في العالم سوى وطنه.. ومن اللامعقول أن بشرا تصل خيانتهم النفسية لوطنهم مثل هؤلاء، الذين لا يختلفون بأي حال من الأحوال عن الجواسيس، الذين يتم القبض عليهم متلبسين بتهم التجسس والخيانة على الأوطان.. فلو كرهت وطنك تخونه وتعمل مع أعدائه. منذ عدة أيام، كنت أتصفح تعليقات لبعض القراء على موقع إليكتروني إخباري، أتشرف بالعمل فيه، وبما أنه يتيح لقرائه خدمة عمل "لايك" أي أعجبني أو "ديسلايك" أي ما لا يعجبني تعليقا على الأخبار، وهي خدمة تقدمها بعض المواقع الإخبارية الأخرى ومواقع التواصل الإجتماعي. ومن ضمن الأخبار التي كانت منشورة على موقعنا، واحدا يشير لإنجازات قام بها الجيش المصري العظيم، ردا على داعش في ذبح 21 قبطيا، ومن ضمن التعليقات التي وردتنا على الموقع، كان تعليقا بعنوان: "مصر الغالية".. هل تتخيلوا معي أعزائي القراء، أن هذا التعليق حظي بأكثر من 25 "ديسلايك"، وما يؤلمني أن من يقوم بعمل لا يعجبني على "مصر الغالية"، ينعم بمصر ولا يستحق هذه النعمة، فمن يعتبر أن مصر ليست غالية، ويراها هكذا، لماذا لا يبحث عن أي وطن أخر يعيش فيه آمنا مطمئنا ما دام لا يعرف معنى تراب هذا الوطن.. فإذا كان مصريا، فأي انتماء لغير مصر يكون، فهل الانتماء لمجموعة الإخوان أهم من الوطن، لماذا؟ على أساس أن هذه المجموعة ستدخله الجنة، هل نسي هؤلاء المنتمون للإخوان المغيبين، أن قيادات الإخوان وقفت أثناء اعتصام رابعة تهدد السيسي بعدم وقف الاعتداءات في سيناء، إلا إذا سحب كلامه وأعاد مرسي للحكم؟ أنسيتم أن المرشد قائد هذه المجموعة، قال سابقا: "طز في مصر"... فمصر لا تعني شيئا لهؤلاء، فانتماؤهم للجماعة والتنظيم الدولي أعمق من فكرة مصر، من الأجدر بكم أن تذهبوا وتراجعوا أنفسكم وتقرأوا في التاريخ لعلكم تجدون ما يفيدكم، أو لعلكم تعقلون! كما لا أقبل أيضا أن أرى علامة "ديسلايك" على الجيش المصري العظيم، ومن يعملها أيضا على "النصر لمصر بإذن الله"، فهل ندمر جيشنا، خير أجناد الأرض، لمجرد أنه يحارب الإرهابيون من قادتكم؟ أو لأنه يحارب من يتسبب في انتشار الخراب والدمار لبلدنا بأفكاره المتطرفة.. أتمنى أن تحكموا عقولكم وعلى رأي المثل الشعبي: "عقلك في راسك تعرف خلاصك".. وإذا لم يعجبكم فالباب يفوت جملا، وليت قادة الإخوان وقتها، إذا ما كانوا صادقين معكم أن يوفروا لكم أماكن في بلادا أخرى تعيشون فيها، لكن الإخوان لا يعنيهم سوى تحصين قادتهم فقط.. أما أنتم، فالمضحوك عليكم. نعم، الحرية تبيح لك رأيك في أي قضية ما وعن أي شخصية كانت، فيمكنك عمل "لايك" أو "لا يعجبني" على شخص الرئيس أو أي قرار وزاري أو أي وزير لا يعجبك، لكن من غير المقبول أن تقوم بهكذا فعل يمس وطنك الذي يؤويك.. حتى لو لم تكن راضيا عن حياتك داخل وطنك، أو إذا كنت ممن لا يحظون بأي فرصة فيه، يكفيك شرفا وعزة أن مصر هي بلدنا.. مصر- مصر- مصر أمُنا وفخرنا وعزنا ومجدنا.. نيلها الحياة منة الإله.. شعبها الأبي وجيشها فداه.. يا بني الوطن.. يا بني الهرم.. إن جيشكم أقسم القسم.. يطرد الطغاة ويهزم البغاة!!! [email protected]