جاء خطاب عبد الملك بدر الدين الحوثى زعيم جماعة أنصار الله الحوثيين أمس ليوضح أن جماعته تؤيد انتقال السلطة بطريق سلمية اى بدون الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادى - وهو ما يتطابق مع موقف حليفه حزب المؤتمر الشعبى العام برئاسة الرئيس السابق على عبد الله صالح. وحدد الحوثى يوم بعد غد "الجمعة" كحد أقصى للتوصل الى حل ودعا القوى السياسية اليمنية الى اجتماع واسع وكبير يوم الجمعة لمراجعة الوضع الداخلى اليمنى على المستوى السياسى والامنى لاتخاذ قرارات تاريخية في تحذير مبطن من امكانية اتخاذ قرارات منفردة. وعلى الرغم من الاتفاق بين الحوثى والمؤتمر على ابعاد الرئيس اليمنى المستقيل من المشهد السياسى الا أن هناك اختلافا بينهما على شكل ادارة اليمن في المرحلة القادمة فحزب المؤتمر القوى بتنظيماته وكوادره والاغلبية التى يتمتع بها في البرلمان يريد أن يقوم مجلس النواب بتحديد مصير الرئيس في ضوء الاستقالة التى تقدم بها للمجلس وقبولها وأن يتولى رئيس مجلس النواب القيام بمهام الرئيس لمدة شهرين واجراءا انتخابات برلمانية ورئاسية للخروج من الوضع المتأزم وايجاد شرعية دستورية للرئيس القادم ولكن الحوثى يدرك تماما حجم الاغلبية للمؤتمر في مجلس النواب وأن رئيس المجلس من كوادر المؤتمر ومؤيد للرئيس السابق ويخشى من اجراء انتخابات في هذا التوقيت لشعوره بأن الجماعة مكروهة شعبيا كما أن المكاسب التى حققها في ظل وجود الرئيس المستقيل تحت دعوى الشراكة قد تنتزع منه في ظل وضع جديد يتحكم فيه طرف قوى. ولذلك فإن الحوثى يبحث عن شرعية جديدة ويغازل الشعب اليمنى والخارج في خطابه لتحقيق هذا مؤكدا أن الشعب اليمنى شعب عظيم والمسار الثورى يهدف التى تحقيق مصالح الشعب لكن بعض القوى التى تريد الاستئثار بالسلطة تثير الازمات والفوضى لمواجهة أى استحقاق للشعب ولكن الشعب اليمنى لن يقف متفرجا ازاء تصرفات هذه القوى وكل الاجراءات متاحة ولن يفرط في امنه واستقراره من أجل فوضويين.. كما حذر الخارج من أن التآمر على البلد والدفع به نحو الانهيار ليس فى مصلحة الجميع وسيكون له مردود سلبى على المنطقة، ولذلك يجب دعم الخطوات الايجابية لانتقال سلمى للسلطة وتشجيع اليمنيين على التوافق. ولكن حزب المؤتمر ومنذ بداية ألازمة يريد أن يقوم مجلس النواب بالبت في الاستقالة التى قدمها له هادى وقد أكد ذلك في المفاوضات التى تتم برعاية جمال بن عمر المبعوث الاممى لليمن والتى تشهد تجاذبات بين القوى في محاولة للحصول على أكبر قدر من المكاسب لاحزابها في المرحلة المقبلة والتواجد في الاضواء استعدادا للانتخابات القادمة قريبا. ولا تخرج أفكار الخروج من الازمة الحالية التى تناقشها القوى السياسية اليمنية برعاية اممية عن تشكيل مجلس رئاسى لادارة المرحلة الانتقالية حتى اجراء الانتخابات وتناسى مسودة الدستور التى اختلف عليها الجميع وتركها لوقت قادم ولكن هناك اختلافات حول تشكيلة المجلس فأحزاب اللقاء المشترك وأهمها الاصلاح / الاخوان المسلمين / والاشتراكى والناصرى يرون أن يكون المجلس برئاسة هادى بعد اقناعه بالعدول عن الاستقالة واقناع رئيس الحكومة خالد بحاح بأن تكون حكومته بمثابة تسيير للاعمال حتى يتم اجراء الانتخابات وهو سينال موافقة الحوثيين اذا ما تم الاتفاق عليه، ولكن يصطدم هذا الحل برفض المؤتمر الذى يصر على ابعاد هادى.. وللتغلب على ذلك هناك اتجاه لتشكيل مجلس رئاسى من القوى الموقعة على اتفاق السلم والشراكة بدون هادى وهو لابد وأن يمر من خلال مجلس النواب الذى سيجتمع للبت في الاستقالة، وفى انتظار حل هذه المعضلة تم الاتفاق بين القوى السياسية على تقديم افكارها مكتوبة للتوصل الى حل وقد قدمت بعض القوى رؤياها ولم تقدم القوى الكبرى وهى المؤتمر وأنصار الله والاصلاحيين رؤيتهم وانتظرت الى اجتماع مساء اليوم. وقالت صحيفة / الاولى / المستقلة اليمنية إن تباين المواقف بين القوى السياسية دفعت جمال بن عمر الى اقتراح ان تقدم هذه القوى أفكارها مكتوبة ..مشيرة الى أن خطاب الحوثى سمح بتمديد الازمة الناتجة عن الفراغ الدستورى بسبب استقالة الرئيس.. فيما ذكرت صحيفة / الشارع / أن وضع الرئيس اليمنى مازال غامضا وغير محسوم بعد أستقالته يوم الخميس الماضى وأن المفاوضات تتجه الى تشكيل مجلس رئاسى لاختصار المرحلة الانتقالية واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وأن تعاود حكومة بحاح عملها كحكومة تصريف أعمال. أما صحيفة / اليمن اليوم / التابعة لحزب المؤتمر فقد أكدت أن هناك يومين لتحديد الرئيس القادم بعد أن أكد الحوثى عزم جماعته نقل السلطة محددا لذلك يومين تنتهى الجمعة في الوقت الذى يؤكد فيه المؤتمر أن حل الازمة يأتى عبر الدستور والرجوع للبرلمان باعتباره المؤسسة الشرعية والدستورية الملزمة للجميع وعبر اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وهاجمت الصحيفة في افتتاحيتها جمال بن عمر وقالت إن هناك 3 خيارات لحل الازمة أولها من خلال المفاوضات التى يقودها المبعوث الامم مع الاحزاب والثانى المؤسسة العسكرية التى التزمت الحياد تجاه الصراع الدائر حتى الآن والثالث خيار صعدة حيث يقيم الحوثى وتساءلت أى الخيارات يمكن الرهان عليه. وأشارت الصحيفة الى أن هناك تجربة مريرة لليمنيين مع المفاوضات التى يرعاها ابن عمر فخلال ل عام من النقاشات خرج نحو 600 شخص بكتاب قيل عنه مسودة الدستور أهم فصوله تمزيق اليمن والتمديد لافشل سلطة في تاريخ البلاد، ولن يأتى الحل العاجل لاعظم مشكلة خلال ساعات من أشخاص فشلوا خلال عام من في ايجاد حل لنفس المشكلة وسيكون الرهان على خيار المفاوضات بمثابة الدخول من جديد في الحلقة الاخيرة من الاعصار. وأضافت أنه اذا أصر اللقاء المشترك على تجاوز الحل الدستورى فان أحزاب اللقاء ستخسر تواجدها وسيكون خيارا الحسم العسكرى أو الحسم الثورى / في اشارة للحوثيين / وربما الخياران معا. وفى ضوء هذه التطورات والمفاوضات التى تتم بين القوى السياسية يبدو أن الحل لن يتم خلال اليومين القادمين ما لم تتفق القوى الثلاث الكبرى على موقف واحد.