في الأيام القادمة سينطلق سباق الانتخابات البرلمانية، بعد اعتماد الرئاسة لقانون تقسيم الدوائر، لتبدأ اللجنة العليا في وضع جدول زمني يتضمن مواعيد فتح باب الترشح وتلقي الاعتراضات والطعون وأوقات الدعاية والصمت الانتخابي ومراحل إجراء الاقتراع. لذا لابد أن يدرك المواطن أهمية البرلمان القادم، الذي من المفترض أن يمثل كافة التيارات والقوى والفئات، وبه تتحقق طموحات كثيرة تدعم مسيرة البناء والإصلاح التي بدأت مع ولاية رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي. وإن أحسن المواطن الاختيار، فلا شك سوف تتحقق النتائج والأهداف المنشودة، وفي مقدمتها معرفة كل تيار حجمه الطبيعي. ليعود الفاشلون والمتآمرون إلى جحورهم، ويتواري النشطاء ودعاة الوطنية، وتتبدد حالة الانقسام التي تضرب السلام الاجتماعي في مقتل. بعد انتخاب البرلمان الجديد تكتمل الصورة الديمقراطية وتقوم الثورة التشريعية التي تناسب الظروف وتتواءم مع الأهداف، بالإضافة إلى تفعيل دور الرقابة والمتابعة لكافة منشآت ومؤسسات الدولة. فبالبرلمان الجديد ستنتهي مبررات التنظيمات الدولية للتدخل في الشأن المصري، وتعود الصورة الحضارية للدولة المصرية في المحافل العالمية. إن البرلمان الجديد يرسم صورة المستقبل بكل أبعادها وتفاصيلها، لذا ينبغي على المواطن أن يدقق ويتأنى في الاختيار. فلا يعطي الفرصة للتحالفات المشبوهة أو الفلول الفاسدة أو الخلايا النائمة لكي تتسلل وتجلس تحت القبة، ومن واجبه ألا يستجيب للدعايات المغرضة والإغراءات الزائفة. بل يعتمد على نفسه في اختيار المرشح ذي الأيدي الطاهرة، والسمعة الحسنة، والذي يتمتع بمزايا الولاء والوطنية.. ويرفع المصالح الوطنية فوق أي هوى ذاتي، أو غرض شخصي، عندها سيفتخر المصريون بأن لديهم "برلمان" العبور إلى المستقبل. ونحن اليوم نمر بمرحلة تاريخية في غاية الخطورة والأهمية وهي أصعب علينا جميعاً، التي راح ضحيتها آلاف الشهداء الذين سالت دماؤهم، وجماعة الإخوان الإرهابية ترتكب في كل لحظة عمليات إرهابية ضد المواطنين الأبرياء وأيضاً ضد الجيش والشرطة لاسقاط هيبة الدولة وزعزعة أركانها وبث الرعب في نفوس البسطاء من المواطنين لكي يستجيبوا لهم أو يعيدوهم إلى ما كانوا عليه من قبل ذلك، وهو حلم زائف وأمل واهم، لن يستطيعوا تحقيقه مهما ازدادت عملياتهم الإرهابية الخسيسة، التي يقوم بها هؤلاء الأوغاد المأجورون مما جعل جميع مؤسسات الدولة تتكاتف لمحاربة الإرهاب الأسود فمصر أم الحضارات لا يمكن أن تنكسر من أي شيء. ونحن الآن في حاجة إلى شحذ الهمم لمواصلة التحدي في طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة من خلال تحدي الإرادة الشعبية في رغبة وطنية تحت شعار الانتماء لتراب الوطن وتاريخه، وبأن نتمسك بجذورنا وإيماننا السليم الوسطي الذي ما كنا دوماً نتفاخر به أمام الأمم، بأننا مجتمع واحد متماسك ومتحاب ولا تستطيع أي قوى شريرة مدمرة أن تفرق بين نسيجنا الوطني الواحد. أجل نحن اليوم على بعد خطوات قليلة من تحقيق الحلم الكبير بتفعيل الشعارات الجادة من حرية وعيش وعدالة اجتماعية، ومن ريادة حقيقية وسط الدول الأخرى وباعتمادنا على اقتصادنا الذي بإذن الله سيكون قوياً يؤكد على أن إرادتنا حرة لا تخضع ولا نسمح لأي كائن من كان أن يدخل في شئوننا الداخلية. اللهم احمي مصر ونساءها وشبابها ورجالها الشرفاء.