طرح رئيس وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان رؤيته للتوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين على اساس تبادل الأراضي ودفع العرب داخل إسرائيل إلى الانتقال إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأوردت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني – نقلا عن موقع حزب ليبرمان إسرائيل بيتنا - اليوم الجمعة، ما وصفته بخطة سلام محدثة أعدها ليبرمان، وتنص على استعداد حزبه "إسرائيل بيتنا" للتنازل عن بعض المناطق في إطار ما وصفه بخطة سلام شاملة .. وذلك بتقديم حوافز اقتصادية للعرب داخل اسرائيل لمغادرتها والتوجه إلى داخل فلسطين. ولفتت الصحيفة أن الخطة – التي تعتبر مقدمة لانتخابات الكنيست المقبلة- تقوم على تطبيق مبدأ تبادل الأراضي والسكان، وأن الخطة تكرر ما أعلنه ليبرمان العام الماضي .. مشيرة إلى أن الخطة لا تشمل مواقف واضحة حول مسألة الحدود ووضع القدس أو بناء المستوطنات أو وضع المستوطنات القائمة . وأضافت أن الموضوع الوحيد في الخطة – والذي تكرر عرضه فيها- هو موضوع نقل السكان وتبادل الأراضي .. حيث تشير إلى أنه "يمكن إفساح المجال أمام المواطنين العرب الذين لا يبدون تضامنهم مع دولة إسرائيل أن يصبحوا جزءا من الدولة الفلسطينية"، وتشجيعهم على مغادرة اسرائيل وتحديدا أماكن مثل عكا ويافا. وكتب ليبرمان في الخطة أنه بالنسبة لعرب إسرائيل أن اي خطة يجب أن تشمل تبادلا للأراضي والسكان .. كما يجب حل مشكلة مثلث وادي عارة المتاخم للأراضي الفلسطينية والذي يمكن أن ينضموا إلى الدولة الفلسطينية دون مغادرة منازلهم . وقال ليبرمان انه لن يتخلى عن مبدأ إسرائيل الكبرى ، وأنه يدرك أن إسرائيل ليس لديها خيار غير التوصل إلى تفاهم إقليمي " وذلك في الجدل بشأن وحدة الأرض مقابل وحدة الشعب – لافتا إلى أن الأخيرة تحتل الصدارة .. مضيفا أن هذا يمكن أن يكون حل وسط فيما يتعلق بوحدة الشعب .. الأمر الذي لن يتعافوا منه في حال فقدان هذه الوحدة. وفي ذات السياق زعم ليبرمان أن السام مع الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التوصل إلى تفاق شامل مع الدول العربية .. وقال إن اليساريين في إسرائيل يعتقدون أنه يجب التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين أولا ثم مع باقي الدول العربي .. لافتا غلى ان هذه السياسة اثبتت فشلها خلال السنوات العشرين الماضية. يشار إلى أنه من المنتظر أن يطرح ليبرمان هذه الخطة على نظرائه من الدول الأوروبية في مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذي سيعقد في مدينة بازل بسويسرا، الأسبوع القادم. جدير بالذكر –وبحسب أرقام وزارة الخارجية الإسرائيلية - فقد قدّر عدد السكان العرب في إسرائيل نهاية عام 2010 ب 321ر1 مليون نسمة، وهم يشكلون نسبة 2ر17 بالمائة من مجموع سكان إسرائيل. وحسب الوزارة، يقطن القدس أكبر تجمع سكاني للمسلمين، حيث بلغ عددهم 272 ألف شخص، أي 6ر20 بالمائة من مجموع مسلمي إسرائيل، وثاني أكبر تجمع إسلامي في مدينة رهط الجنوبية تعداده 53 ألف نسمة، والناصرة في المركز الثالث ب 50 ألف مسلم، تليها أم الفحم التي بلغ عدد سكانها المسلمين 3ر47 ألف نسمة.
