أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة اليوم الثلاثاء على متانة ورسوخ وتميز العلاقات الأخوية بين الأردن ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية..قائلا "إن المملكة حريصة على الدوام لتعزيز وتوثيق عرى التعاون الأردني – الخليجي والعمل على تحقيق شراكة استراتيجية مميزة بين الجانبين". جاء ذلك خلال الاجتماع الوزاري المشترك الرابع بين وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون ووزيري خارجية الأردن والمغرب الذي عقد في الدوحة برئاسة وزير خارجية قطر محمد العطية ، والذي تم خلاله مناقشة العديد من القضايا التي تنظم علاقات التعاون بين المملكة ودول الخليج. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن جودة قوله "إن الإرهاب الذي تعاني منه منطقتنا يشكل تحديا كبيرا للعالم لقدرته على التغلغل في المجتمعات واستغلال النزاعات الأمنية أو السياسية والتصدعات في الوحدة الوطنية للدول". وأضاف "إننا في الأردن ، وكما أكد الملك عبدالله الثاني نرى من واجبنا الديني والإنساني أن نتصدى بكل حزم وقوة لكل من يحاول إشعال الحروب الطائفية أو المذهبية وتشويه صورة الإسلام والمسلمين ، لذلك فإن الحرب على هذه التنظيمات الإرهابية هي حربنا (حرب الإسلام المعتدل ضد الإسلام المتطرف وكل من يدعمه أو يتبناه)". وتابع وزير خارجية الأردن"نحن مستهدفون ولابد لنا من الدفاع عن أنفسنا وعن الإسلام ومحاربة التطرف والإرهاب بمحاورة المختلفة سواء أكانت عسكرية أو أمنية أو أيدولوجية ". وحول القضية الفلسطينية..شدد جودة على أنها تعد قضية العرب والمسلمين الأولى وتعتبر مصلحة وطنية عليا ، قائلا "إن القدس أمانة في عمق ضميرنا" ، مؤكدا على أن الأردن سيستمر في التصدي بشتى الوسائل للممارسات والسياسات الإسرائيلية الأحادية في القدس الشريف والحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية حتى يعود السلام إلى أرض السلام. وشدد على أن التصعيد الخطير الذي تمارسه إسرائيل وخاصة في الآونة الأخيرة مرفوض كليا ، وأن الأردن من منطلق الوصاية الهاشمية التي يتولاها الملك عبدالله الثاني على الأماكن الإسلامية والمسيحية مستمر في التصدي لهذه الممارسات بكافة الوسائل الدبلوماسية والقانونية وخاصة من خلال عضويته في مجلس الأمن الدولي. وأشار جودة إلى أن المملكة أرسلت رسائل واضحة حول خطورة هذه الممارسات الإسرائيلية التي تؤجج العواطف والمشاعر الدينية حول العالم وعلى إسرائيل أن تاخذ الموقف الأردني هذا على محمل الجد وبوضوح وأن تلتزم بالحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة وخاصة المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف. ونوه بأن الأردن سيواصل حشد الجهود الدولية لإعمار غزة كما سيعمل لضمان عدم تكرار هذه الدائرة من العنف والحرب وانعدام الأمن للمنطقة بأسرها والذي لا يمكن معالجته إلا من خلال إنهاء السبب الجذري للنزاع وهو الاحتلال باستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، لإيجاد حل دائم للمشكلة الفلسطينية والسماح لشعب فلسطين بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. وفيما يتعلق بالأزمة السورية ، أعاد جودة التأكيد على موقف الأردن الداعي إلى ضرورة الحل السياسي للأزمة في سوريا بما يحقن الدماء ويحقق الانتقال السياسي بما ينسجم مع الطموحات المشروعة للشعب السوري ويعيد الأمن والاستقرار لسوريا ويوفر البيئة اللازمة لعودة أبنائها اللاجئين إلى ديارهم. وحول تطورات الأوضاع في العراق،أكد وزير خارجية الأردن دعم بلاده الكامل للأشقاء العراقيين في مساعيهم لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق الذي يشكل أمنه واستقراره ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة..مشددا على حرص الأردن الكامل على وحدة العراق ووقوفه إلى جانب الشعب العراقي في سبيل بناء بلده وتمكينه من تعزيز وحدته الوطنية وتحقيق الوفاق بين جميع مكوناته وفقا للتعددية والديمقراطية وأهمية إشراك جميع أطياف الشعب العراقي في بناء حاضر ومستقبل العراق. وعلى صعيد الوضع في اليمن..أبدى جودة دعم الحكومة الشرعية هناك ودعم جهود الرئيس عبدربه منصور هادي الهادفة لتعزيز أمن واستقرار اليمن..مؤكدا دعم الحكومة الشرعية في ليبيا والتصدي لكل من يحاول زعزعة أمن واستقرار واستقلال الأراضي الليبية ووحدتها الوطنية.