يتبنى مقاتلو داعش تكتيكات الاختباء فى المناطق السكنية مع ديمومة التنقل فى الاحياء السكنية السنية فى وسط العراق كوسيلة للاحتماء من عمليات الاغارة الجوية الامريكية التى تستهدفهم ولاتخاذ المدنيين دروعا بشرية فى تلك المناطق. ويقول الخبراء ان عمليات الاغارة الجوية التى تشنها الولاياتالمتحدة ضد عناصر داعش قد لا يضمن نصرا حاسما عليهم كما ان القوة النيرانية للضربات الجوية لا يمكن مقارنتها باى حال بالقوة النيرانية التى تمتلكها قوات داعش المقدر عددها بنحو 31 الف فرد والتى حصلت عليها نتيجة استيلائها على المركبات المدرعة والعتاد الخاصة بالقوات المسلحة العراقية ، ويؤكد المراقبون ان داعش تراهن حتى الان على عدم اجتراء اى من دول التحالف المناهض لها على الاعلان عن خطط لمواجهات برية على الارض فى المحيط السنى بوسط العراق الحاضن لمقاتلى داعش. كما تراهن داعش على عدم رغبة الادارة الامريكية فى تمكين القوات السورية الرسمية فى استعادة السيطرة على مناطق تمركزات داعش فى الحسكة ودير الزور ، كما يعد رفض التحالف الدولى المناهض لداعش تقديم اسلحة وعتاد الى اكراد شمال سوريا أو تدريبهم او حتى تقديم الاغطية الجوية لهم نقطة قوة فى صالح حركة داعش ميدانيا على الارض تراهن عليها فى مواجهتها مع قوات نظام الاسد و ضربات التحالف الدولى الجوية ضدها ، واستغلت داعش ضمن تكتيكاتها المضادة لقوات التحالف وذلك الوضع فعززت من قبضتها على مدينة كوبانى التى تقع على الحدود السورية التركية وأجبرت 130 ألفا من سكانها ذوى الاصول الكردية على الفرار الى داخل تركيا. كما تمارس داعش تكتيكات الحرب النفسية من خلال عرضها للاسرى من القوات العراقية ممن القت القبض عليهم فى مواجهات الموصل و الفالوجة فى موكب بالسيارات الرباعية الدفع طاف شوارع الفلوجة هذا الاسبوع وذلك بعد سويعات قليلة من بدء الضربات الجوية لقوات التحالف المناهض لداعش ضد معاقل الحركة فى مناطق الحدود التركية السورية. وصرح الجنرال ويليام مايفيل مدير العمليات فى رئاسة الاركان المشتركة للجيش الامريكى بأن عمليات القصف الجوى الامريكية ضد معاقل داعش فى سورية قد تستمر لعدة اعوام قادمة وقال انها عمليات جوية معقدة وليست من ذلك النوع الخاطف وانها لا تستهدف معاقل داعش فقط على امتداد سورية والعراق بل تستهدف ايضا مناطق تمركز جماعة خوراسان الارهابية التى اعلنت صراحة عن نيتها شن حملة عنف وارهاب و تفجيرات ضد اهداف اوروبية وامريكة ، وتعد جماعة خوراسان احد التنظيمات المتحالفة من تنظيم القاعدة الارهابى شأنها شأن داعش وهى تتمركز فى داخل سورية لكنها اعلنت هذا الاسبوع عن خطط لتصدير العنف والارهاب الى خارج سورية لتطال اهداف امريكية وغربية ، ويقول المراقبون ان الجانب الاكبر من ضربات صواريخ توماهوك الامريكية قد استهدفت مناطق التمركز المعروفة لعناصر جماعة خوراسان ومركز التدريب وورش تصنيع و صيانة الاسلحة التابعة لها. تجدر الاشارة الى ان الرئيس الايرانى حسن روحانى كان قد صرح هذا الاسبوع فى مستهل اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بان الضربات الجوية لقوات الحالف ضد اهداف فى الداخل السورى لا تستند الى اى اساس قانونى لانه لم يتم التنسيق بشأنها مع الحكومة السورية ، وبينما اكد روحانى استعداد ايران للتعاون فى مكافحة الارهاب قال ان بلاده تدين اتتهاكات حقوق الانسان وقتل المدنيين الذى تقوم به داعش لكنها لم تصفها على الاطلاق بانها منظمة ارهابية ، ووصف روحانى السياسات الامريكية بالارتباك والتناقض بين الرغبة فى دعم عناصر معارضة مسلحة وبين محاولة اسقاط نظام بشار الاسد.