* أم الشهيد : الآلاف هنأوني بعيد الأم.. و" كل سنة وانتي طيبة يا أمي " بصوت علاء لا يعوضني عنها شيء * أرفض أي تعويضات مالية ولا أرضى إلا بالقصاص * جدة الشهيد : أجمل ما في علاء ابتسامته وطيبة قلبه.. وعمره ما زعلني * خالة الشهيد : علاء كان "بيحكيلي" عن أحداث الثورة ومحمد محمود فى عيد الأم الأول لأسرة الشهيد "علاء عبد الهادى "طالب طب جامعة عين شمس ضحية أحداث شارع مجلس الوزراء المؤسفة بشارع القصر العينى التى اندلعت منتصف شهر ديسمبر العام الماضى.. شارك موقع "صدى البلد " أسرته بمنزله بقرية محلة مرحوم بمحافظة الغربية وناقش أهم تفاصيل حياته وعلاقته بأفراد أسرته وأصدقائه فى مشهد خيمت عليه لحظات الحزن والبكاء من جانب أمه وأسرته لرحيله عنهم، وتخلل الحديث نوبات من الفرح اثناء سرد الأسرة ذكريات الشهيد البطل الراحل . وفى حوارنا مع أسرة الشهيد رصدنا أهم لمسات وذكريات حياته وأبرز لحظات فراقه عن أسرته.. وبسؤالنا والدة الشهيد السيدة "إلهام شحاته مصطفى ".. الشهيد علاء ابنك.. كيف كان يقضى عيد الأم معك ؟ وما أبرز هداياه التى أهداها لك ؟ - قالت أم الشهيد : "ابنى علاء كان دائما يهادينى فى عيد الأم ويهادى جدته وخالاته وذلك بشراء هدية عيد الأم لى من مكافأة الثانوية العامة للتفوق التى حصل عليه فى السنة الأولى من دراسته الجامعية ، و قبل استشهاده بشهر أهدانى موبايل وكأنه كان يشعر وقلبه ينبض بأنه لن يكون معى ولا يشاركنى عيد الأم . من هنأك فى عيد الأم الأول بعد رحيله ؟ احكى لنا ؟وكيف كان شعورك ؟ - من قبل عيد الأم الراهن بأيام، تليفونى المحمول والأرضى رن آلاف المرات، من العديد من الناس من داخل وخارج مصر ومن جميع مدن ومحافظات الجمهورية يهنئوننى بعيد الأم، ويقولون لى إن علاء بطل وشهيد، وياريتنا نطول إننا نكون خدامين تحت رجليكي وأنا كان الشيء الوحيد اللى هيسعدنى هو إنى أسمع صوت علاء يهنئنى كونى أما له , وعمر ما فيه حد حيعوضنى عن علاء أبدا وكان نفسي أسمع صوته وهو يقول لى "كل سنة وانتى طيبة يا أمى " ودايما هفضل أشكر من هنئنى فى عيدى . كيف كان يقضى علاء معك عيد الأم ؟ وفى حالة سفره وانشغاله فى الدراسة بالجامعة ..ماذا كان يفعل معك ؟ - علاء لو مكنش موجود معانا كان لازم يتصل بالتليفون بينا كلنا , اصل هو هنا كان رجل البيت وهو اللى كان بيجيب الهدايا ليا ولخالاته , ومكنش بينسى أى حد فى أى مناسبة وآخر يوم قبل استشهاده سألنى عن خالته وصحتها وقالى خلى بالك من صحتها ولما كانت تتعب كان هو اللى بيجرى يروح معاها للدكتور ويخلص لها ورق العلاج , مقدرش أوصفلك علاء كان هو كل شىء بالنسبة لنا هوكان الأمل لنا كلنا , ولما يبقى مسافر ومش موجود وعنده امتحانات كان يتصل بخالته ويقول لها شوفى ماما محتاجه ايه , وكان دايما فى المناسبات والأعياد بيحب يزور خالته ودايما كان بيحافظ على صلة رحمه مع أقاربه وأنا حاليا باعتبر عايشه ومش عايشه "علاء كان كل شىء بالنسبة لى فى حياتى " . اوصفى لنا.. كيف كانت حياة علاء وعلاقته بزملائه وهل كان يتعبك مثل كثير من الأبناء ؟ - لا أبدا.. علاء كان متفوقا جدا من طفولته وفى كل مراحل التعليم، حتى فى الثانوية العامة كان متفوقا وعارف مذاكرته كويس وكان معتمدا على نفسه لما راح كليه الطب متعبش اى حد من حوليه وكان دايما بيساعد اللى حوله وخدوم ,ده حتى فى الكلية أسس "أسرة المستقبل " مع زمايله وكان دايما بيستقبل الطلبة وبيدير "دورة إسعافات أولية" فى كليته وكل ده وكان بيذاكر وعارف مصلحته ومثقف وبيحب القراءة وبيشترك فى قوافل طبية وعاوز يروح الصومال لدعمهم بتبرعات ,ده حتى خاله "مصطفى " سأله انت بتلاقى وقت للقراءة رد عليه وقاله يا خالو "أنا بذاكر وبنظم وقتى " ,وعلى الرغم من اللى قلته ليك، انا عرفته بعد استشهاد "إبنى " ومكنش بيقول أى حاجه وبيعمل ده كله وهو فى صمت ابتغاء وجه ربنا . نفسك تاخدى حق علاء من مين ؟ وايه الاجراءات اللى عملتيها للقصاص لدم الشهيد "علاء " ؟ - علاء خاله مصطفى محامى ومسافر الكويت وكان جه فى اسبوع وفاته وعزائه وكده وهو وكل محاميا كبيرا من طنطا وبيحاول حاليا يجمع أدلة عشان يرفع قضية على اللى قتلوا "ابنى " ولسه لحد دلوقتى مافيش أى شىء يدين أحد , وعارفين مين اللى قتلوه.. وأتمنى إن أى حد شاف أى شىء يوم رحيل علاء يشهد بها عشان حقه مش يضيع ، حتى علاء يوم استشهاده ضاع كل شىء منه ويارب الناس متنساش اللى علاء عمله فى حياته وعشان وطنه ونفسي بجد " اللى قتل علاء نقدر ناخد قصاصنا منه وينال جزاءه ونجيب حق علاء " . هل الحكومة ساندتك فى أى شىء ؟ - إحنا مش عاوزين أى تعويضات مالية من الحكومة وبعدين هنعمل ايه فى الفلوس ,الفلوس دى كنا بنصرفها على أولادنا بعد رحيلهم ولا تسوى أى شىء ولازم اللى قتله يعرف إن يوم القيامه "هيطلع الشهيد الدم طالع من عروقه فى وجه القاتل ؟ ويقول ياربى هو قتلنى ليه ؟ " وأنا نفسي أخد حقه فى الدنيا ولحد دلوقتى اللى عارفين مين قتل ولاده مش طايلين ولا حق ولا باطل لحد دلوقت . من قام بتكريمك في عيد الأم ؟ - الحمد لله ناس كتير كلمتنى وهنئونى وأنا اتكرمت فى كلية البنات جامعة عين شمس وحركة شباب6 إبريل كرمتنى فى ساقية الصاوى , وحزب مصر الحرية كرمنى وصحف وقنوات فضائية عملت معى لقاءات وكرمتنى , وكلية "علاء" طب جامعة عين شمس هتكرمنى يوم 27 - 29 مارس ، والمركز الكاثوليكى كرمنى فى 16 مارس وأهدانى درع الشهيد "علاء " وكمان نقابة الصحفيين وجمعيات كتير دعتنى للتكريم الأيام الجاية . وفى سياق متصل التقينا الحاجه "نجاة " جدة الشهيد أو "ستو نجاة " كما كان يناديها الشهيد ,وفق قولها وخالته ميادة شحاتة وكان لنا هذا الحوار.. اوصفى لنا علاء عبد الهادى وهل كان بيزعلك أو بيشتكى ليكى من أمه ؟ - علاء هو انسان حنين أوى دايما ودود وعمره ماكان بيحب نفسه واللى فى قلبه كله حب ولما كان يحب يناديلى يقول "ستو نجاة " وكنت بفرح اوى لما يقولها ليا لأنى كنت بحب اسمعها منه أوى , وعمره ما اشتكى ليا من أمه ولما كان يجى ليا البيت ويقعد ويعيش معايا عمره ما بخل عليا باى شىء ، وابتسامته وكلامه وطيبة قلبه احسن حاجه فيه ، وميرضاش يزعلنى عمره أبدا . وبسؤالنا خالة الشهيد "ميادة شحاته ".. اعتقد إنك أخته مش خالته بحكم تقارب السن ما بينكم ده صح ولالا ياترى ؟ وما مدى العلاقة بينك وبين الشهيد علاء ؟ - علاء بحكم تقارب سن بينا مكنش بيتعامل كأنى خالته , كان بيعاملنى كأننا أصحاب وكنا بناخد رأى حاجات كتير ودايما كان بيحكيلى عن اشتراكه فى الثورة وكل ده ، وكنت بحترم رأى علاء جدا وبثق فيه وفى أى موقف أو قرارياخده كنت بشاركه فيه , وكنا كلنا بنحب نتكلم مع علاء وحكالى كتير عن أحداث محمد محمود وكمية الغاز هناك كبيرة وكان يخفي علي هو دوره ايه فى الميدان أو خلال الثورة , وفى مره لاقيته بيكتب حاجات فى ورقه سألته عليه رد عليا وقالى انا بكتب أسماء الشهداء عشان نكرم أهلهم ، ودايما كان بيقرأ عن الدكتور أحمد زويل وكان نفسه يحصل على " الزمالة الأمريكية " , ودايما لما كان بيقرب عيد الأم يكلمنى عن هدية أمه وكأن قلبه كان حاسس انه يشترى ليها هديه قبل شهور من رحيله عننا كلنا . وأكتر شىء ليا وذكريات مع علاء هو فى الأعياد ورمضان وكان دايما يحب الوصال على الرحم وزيارة الأقارب ويكفينى إنى اقول ان اخر مواقفه معايا فى رمضان قالى "أنا نفسي أكل جلاش " وعملنا سوا وهو كان بيحب يساعد معايا فى الحاجات دى ، مش تقول مثلا إن هو دكتور وولد ويخجل من انه يعمل الحاجات دى، لكن كان دايما متواضع وده بشهادة أصحابه كمان , وعلاء كان بطبيعته كتوم وغيور وذو خصوصية كاملة لدرجة ان باب غرفته كانت على الخروج من البيت للشارع مباشرة , ودايما بيراعى الحفاظ على أهل بيته من أصحابه . وفى ختام الحوار مع أسرة الشهيد أعطيت أمه "إلهام شحاته " قلما وورقة بيضاء وطلبت منها ان تبعث برساله إلى "علاء " فى مشهد انتاب فيه الأم لحظات أسى وحزن عميق وجهشت فيه بالبكاء.. وجاء نص الرسالة كالتالى : " إلى إبنى الغالى علاء ... وحشتنى جدا يا علاء ... بجد الدنيا صعبة من غيرك ... ياحبيبى يارب يعوضك خير عنده ياحبيبى ... أكيد بإذن الله انت فى مكان جميل فى الجنة وإن شاء الله وبإذن الله تعالى حقك مش هيضيع أبدا ياعلاء ... احتسبتك عند الله من الشهداء ياحبيبى والله حسبك ونعم الوكيل " " أم علاااااء "