يأتي معرض أبوظبي للصيد والفروسية في دورته ال 12 ليشكل بانوراما للفنون التراثية والحداثية بكل ما تعنيه الكلمة من دلالات ومعاني، فالمعرض يحتفي بجماليات الإرث الثقافي والفني والبيئي والحرفي اليدوي والتشكيلي والشعري، لكل ما يرتبط بمجالات الصقارة والصيد بمختلف أنواعه، والفروسية، ورياضات الهواء الطلق، والرياضات المائية، ورحلات السفاري، والتحف، والفنون والحرف اليدوية، حيث يدخل الجانب الفني والجمالي في تصنيع أدوات ومعدات هذا العالم الذي يمثله. على امتداد المعرض تتجلى أجنحته وقاعاته كلوحات تتدفق بالدهشة والحيوية والحياة بشرها وطيورها ومعداتها، فأجنحة الصقارين تعرض لأجمل الصقور في العالم ويتسابق إلى التقاط الصور معها زوار المعرض كبارا وصغارا، وهي في تناسق عرضها وفعاليته لا تقل روعة وجمالا وفنية عن اللوحات الفنية التشكيلية التي تتناثر أجنحتها بين جنبات المعرض مبدعة عالم الصيد والفروسية بأحواله وحالاته المختلفة. ومعارض السيارات فريدة الابتكارات والتصاميم، وأجنحة البنادق والسكاكين التي ترقى لمستوى التحف من جمال التصميم والحفر على جنباتها وغيرها، فضلا عن اللوحات الاستعراضية لعروض الفروسية وفرق الفنون الشعبية وقفز الحواجز للخيول، وأنشطة الرماية والصيد بأنواعه ومزاد الهجن والقرية التراثية التي تقف وسط المعرض كتحفة. المعرض الذي يقام تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس نادي صقاري الإمارات، بدعم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، وبتنظيم من نادي صقاري الإمارات وشركة "إنفورما" للمعارض، وبدعم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وبرعاية من مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، ومجلس أبوظبي الرياضي، وشريك قطاع أسلحة الصيد "توازن"، يمتد على مساحة 39000 م2 منها 17 ألف م2 المساحة الصافية للعارضين، تشارك في رسم وتشكيل لوحاته 640 شركة عربية وعالمية من 48 دولة، من بينها 120 شركة إماراتية وما يزيد على200 شركة خليجية. تقدم أحدث ما وصلت إليه من تطور تقني وفني في مجالات الصقارة والخيل وتصنيع مُعدّات وأسلحة الصيد وأدوات ومستلزمات الرحلات البرية والبحرية، يحتفي بالمسابقات التراثية والفنية والشعرية التي يتنافس فيها أبناء مجلس التعاون الخليجي، فالمعرض الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط. يستهدف حفظ وحماية الإرث الإماراتي والخليجي والعالمي المشترك، وفي هذا السياق تقام مسابقات الرسم والتصوير الفوتوغرافي والشعر النبطي للشعراء والفنانين من داخل دولة الإمارات ودول الخليج ومن مختلف أنحاء العالم، كما يقيم مسابقات لجمال الصقور وجمال السلوقي وإعداد القهوة العربية بالطريقة التقليدية. وفي هذا السياق أكد رئيس اللجنة العليا المنظمة محمد خلف المزروعي عضو مجلس إدارة نادي صقاري الإمارات ورئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أنّ "المعرض الدولي للصيد والفروسية" يعد حدثاً سنوياً اكتسب منذ انطلاقته في عام 2003 اهتماماً عالمياً واسع النطاق، وانتشاراً شعبياً على الصعيدين المحلي والإقليمي، وقد شهد نمواً عاماً بعد آخر. حيث بات اليوم من أهم الفعاليات التي نجحت قي إبراز التراث العريق للإمارات، كالصقارة والفروسية والصيد البحري والحرف والفنون اليدوية، بما يُعبّر عن صميم الحياة الإماراتية بكافة تفاصيلها في دار زايد أرض الخير والمحبة، ويجعله صورة حية ومباشرة تعكس نمط الحياة القديمة التي عاشها الأجداد، وعاصرها الآباء، ويفخر بها الأبناء. وأوضح أنّ هذا الحدث التراثي المميز أضحى قيمة محلية وإقليمية وعالمية هامة، ليس فقط لكونه معرض الصيد والفروسية الوحيد في العالم خارج القارة الأوربية، وإنّما بسبب فعالياته المميزة والمتنوعة والتي لا يشهدها العالم إلا هنا في أبوظبى. ويشهد المعرض هذا العام تطوراً ملحوظاً وزيادة في المُشاركة الإقليمية والدولية، حيث زادت المساحة الصافية المخصصة للشركات العارضة بما يفوق 18% من 14345 م2 إلى أكثر من 17000 م2، كما زاد عدد الدول المشاركة وعدد العارضين بنسب مماثلة، حيث يشارك في هذه الدورة أكثر من 640 شركة من 48 دولة (مقابل 605 شركات من 41 دولة العام الماضي). ومع هذا التواجد الدولي الكبير، تبرز الزيادة الملحوظة في مُشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة بما يزيد عن 120 شركة محلية، والعديد من المؤسسات والجهات الحكومية والرسمية ذات الصلة بالحفاظ على البيئة وصون التراث. وأكد المزروعي أنّ نجاح وتطوّر المعرض على مدى الأعوام الماضية، ما كان ذلك ليتحقق لولا الدعم الكبير الذي يحظى به من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتابعة الدائمة من قبل راعي المعرض سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات. وهو ما يعكس الحرص البالغ للقيادة الرشيدة على تعزيز جهود إحياء التراث الإماراتي والمحافظة على رموز التراث العربي الأصيل، وتوجيهاتهم الدائمة نحو صون ركائز التراث العريق لإمارة أبوظبي.