- أستاذ عقيدة: المثقفون يلقون الأزهر بالأحجار.. ومناهجنا تحترم المرأة - "وكيل شريعة": الأزهر يحترم المرأة ويبرز دورها في مناهجه.. والاقتصار على "مذهب" يؤدى ل"كارثة" - "الجندى": تعدد المذاهب الفقهية تخدم المرأة.. ومناهج الأزهر تحتاج لتعديل أثار تصريح الدكتورة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة، بأنه يجب إعادة النظر فى المناهج الدراسية بالأزهر، لأنها تحمل العنف ضد المرأة، غضباً كبيراً لدى الأزهريين. وقال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين، وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الأزهر منذ أن تولاه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وهو يحدث مناهجه ولا ينتظر من أحدٍ تعديلها، منوهاً بأن من يقول إن مواده ضد المرأة فهو على غير حق. ووجه عميد كلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين، رسالة للمتحاملين على الأزهر: "كفى انتقاصاً من حق الأزهر انظروا إلى العالم كله كيف يحترمه في كل مكان، والمثقفون في بلدنا يتسابقون بقذف الأزهر بالأحجار والاتهامات". وأوضح "فؤاد" أن مناهج الأزهر تحتاج لتعديل لأنها متعصبة ضد المرأة"، أن الأزهر لو كان متعصباً ما استضافها في أحد المؤتمرات بحضور علمائه الأجلاء، لافتًا إلى أن الأزهر يحمل رسالة الإسلام التي تحترم المرأة إذ إنها الأم والبنت والأخت والزوجة والحاضنة وهي سكن للرجل ونعمة من نعم الله تبارك تعالى وآية من آياته. وأضاف أن الله تعالى كرم المرأة في القرآن الكريم، وخصص سورة كاملة باسمها "النساء"، تتحدث عن التفاصيل الكاملة عن حقوقها وواجباتها، وهناك سورة "الطلاق"، وسورة لامرأة وهي "مريم"، لافتاً إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم". ونوه بأن الرحمن جل وعلا قال في كتابه "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، متسائلاً هل الأزهر ومناهجه يخالفان هذه القيم الإسلامية، مشيرًا إلى أن البعض يريد إشغال الأزهر عن رسالته المنوطة به والتي يحملها إلى العالم كله باسم الإسلام، متعجبًا من أن الحملة على الأزهر ومناهجه ممن يزعمون أنهم يقدورنه. وأشار أستاذ العقيدة، إلى أن الأزهر من خلال مذاهبه الفقهية التي يدرسها لطلابه يدرب الشباب على قبول الرأي والرأي الآخر ولا يتحجر عن قضية واحدة بل يقلبها من كل الوجوه ليقدم الرأي المناسب اتباعاً لقوله صلى الله عليه وسلم "يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا". وشدد فؤاد على أن تدريس مذهب فقهي واحد في الأزهر يضيق على المسلمين ما كان واسعاً عليهم، لافتاً إلى أن أصحاب المدارس الفقهية اجتهدوا ليفيدوا الأمة، فمن أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر، منوهاً بأن الأزهر يدرب طلابه إلى استماع وجهات النظر المخالفة بسعة صدر دون تعصب، مؤكدًا أن الاختلاف ليس اختلاف تضاد وإنما للوصول إلى ما يفيد الأمة. من جانبه، أكد الدكتور عبد الحليم منصور، وكيل كلية الشريعة فرع المنصورة جامعة الأزهر، أن الأزهر وعلماءه ليسوا ضد المرأة، وأن المواد التي يدرسها طلابه في الجامعة لا تحمل أي نوع من العنف للنساء. وأضاف "منصور"، أن الأزهر ليس مسئولاً عن أفكار بعض طلابه المنتمين لجماعات متشددة فهم قلة، منوهاً بأن الأزهر يحترم المرأة ويؤكد في مناهجه أنها ليست مُكلفة بأعمال المنزل وما تفعله لزوجها يكون على سبيل الندب والجواز. وأوضح أنه توجد لجان في الأزهر لتطوير بعض المناهج الدراسية، لتواكب المُتغيرات العلمية الحديثة، مؤكداً أن تعدد دراسة المذاهب فى الأزهر يعتبر ثراءً فى الفكر الدينى، لافتًا إلى أنه لو تم الاقتصار على مذهب معين أدى ذلك إلى كارثة مثل التكريس والتعصب والتشدد وعدم النظر إلى الرأي الآخر والترهيب منه، منوهاً بأن الأزهر يحترم الرأي والرأي الآخر. وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن تعدد دراسة المذاهب فى المناهج الأزهرية يعتبر ثراء فى الفكر الدينى، مشيراً إلى أن كل مجتمع يختار المذهب الذى يراه مناسبا له ويحقق مصالحه التى لا تخالف الشرع لذا فدراسة هذه المذاهب تعتبر جيدة وليست سيئة بدلا من دراسة مذهب واحد يؤدى الى الخلاف فى النهاية. وأكد الجندي، أن المناهج الدراسية بالأزهر تحتاج إلى إعادة النظر فيها لانها موجودة منذ فترة طويلة وهذا ماتعكف عليه مشيخة الازهر لتعديلها بما يناسب التطورات الذى نعيش فيها. وتابع: أن المناهج الأزهرية غير متعصبة ضد المرأة وما يؤكد ذلك انها تختار ممن المذاهب مايناسبها على حسب المجتمع الذى تعيش فيه وهذا يعكس اهمية دراسة المذاهب الأربعة وتعددها لتيسير مصالح الناس. وأضاف أن هناك أربعة مذاهب أخرى تدرس فى كليات الشريعة وهى "الشيعة الإمامية، الشيعة الزيدية، الشيعة الاباضية، الشيعة الظاهرية" غير المذاهب الأربعة المعروفة "الشافعية، الحنابلة، الحنفية، المالكية" وأن هذه التعددية تيسر على الإنسان فى اختيار مايناسبه من المشكلات التى تواجهه.