ننشر خطوات حصول مصر على مقعد دائم في مجلس الأمن الشاذلي: الدعم العربي والإفريقي سلاح مصر للحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن رؤوف سعد: المؤشرات تؤكد تنازل جنوب أفريقيا لمصر عن مقعد دائم في مجلس الأمن منى عمر: حصول مصر على عضوية دائمة بمجلس الأمن يتطلب تنسيقا مع الدول الأفريقية "مجلس الأمن".. يبدو أن هذا الكيان سيكون هو نفسه معركة مصر القادمة بعد أن باتت تحكم بقيادة سياسية يتفق الجميع على وضوح رؤيتها السياسية، فقد علم "صدى البلد"، أمس، الأربعاء، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيطلب ترشيح مصر لنيل عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، خلال مشاركته في فعاليات الدورة 69 من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. فما الذي تحتاجه مصر لدعم موقفها في طلب الترشح، و ما الأسس التي تمنح على أساسها مقاعد مجلس الأمن، وماهي فرصة مصر للفوز بهذا التحدي خاصة و أن "جنوب إفريقيا" أكبر منافس لها في هذه المعركة؟ في هذا الإطار أكد جلال الرشيدي، مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقا، أن الدولة التي ترغب في الحصول علي عضوية دائمة في مجلس الأمن لابد أن تتقدم بطلب في صورة وثيقة رسمية تعرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتتخذ قرارها في حوالي 35 يوما من استلام الطلب. وأضاف "الرشيدي" في تصريح خاص ل "صدى البلد" أن الجمعية العامة ترفع تقريرها عن الدولة المتقدمة بالطلب لمجلس الأمن ويتم التصويت علي منحها العضوية من عدمه، علي أن تحصل الدولة علي 9 أصوات من أصل 15 صوتا بالمجلس، ويكون ضمن هذه الأصوات الدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس. وأشار مندوب مصر السابق بالأمم المتحدة، إلي أن الكثير من الدول يمكنها تقديم طلب للحصول علي العضوية، مؤكداً أن مصر ستقدم هذا الطلب بالنيابة عن الكتلة الأفريقية التي لابد وأن تدعمها للحصول علي العضوية، لافتاً إلي ان هذا التأييد يتطلب اتصالات ومباحثات ومناقشات ووعود حتي تحصل علي هذا الدعم. وأوضح "الرشيدي" أن الأسس التي يمكن من خلالها منح الدولة عضوية دائمة بمجلس الأمن هي أن تكون الدولة ذات سيادة كاملة علي أراضيها، بالإضافة إلي أن يتم ترشيحها من قبل جهتين أولهما مجلس الأمن نفسه والجهة الأخري هي الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك إن لم تتقدم هي بطلب للحصول علي العضوية . بينما أكد فتحي الشاذلي، مساعد وزير الخارجية وسفير مصر السابق بإثيوبيا، أن دعم القارة الإفريقية والعرب أهم نقاط قوة تستطيع أن ترتكز عليها مصر في معركتها الكبرى للحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن. وأوضح "الشاذلي" في تصريح خاص ل"صدى البلد" أن مسألة الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن ستكون معركة دبلوماسية قوية تحتاج لبذل جهد ليس هينا وتواصل مستمر مع كل الأطراف من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تمتلك صوتا دائما في مجلس الأمن كأحد 5 أصوات دائمة ، وفوز مصر بالمقعد مرهون بتصويتهم جميعا لصالحها. وأضاف: القارة الإفريقية كانت تطالب منذ فترة طويلة بمقعد دائم ، وإذا تمكنت مصر من الحصول على موافقة من دول القارة فلن يفصلها عن الهدف إلى تصويت الدول الأعضاء في المجلس. وشدد على ضرورة أن تستوفي مصر المشاورات الرسمية المكثفة لدول القارة الإفريقية والحرص على الخروج بموقف إفريقي موحد ايا كانت الدولة التي سيتخذ لصالحها هذا الموقف. أبدى رؤوف سعد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، توقعات كبيرة بأن تتنازل دولة جنوب أفريقيا لمصر عن الترشح للحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن إذا ما دخلت الفكرة المصرية حيز التنفيذ، لافتاً إلى أن توقعاته مدعومة بعدة أسباب. وأوضح "سعد" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن جنوب إفريقيا منافس قوي جدا لمصر في الكتلة الإفريقية، إلا أنها وبصفتها دولة كبرى لديها تقدير سياسي مهم لخطر الإرهاب اللذي يهدد القارة و المنطقة، كما أن لديها تقدير لقدرة مصر على كسر هذا الخطر وبالتالي تراجعه في القارة، على هذا فلابد أن يكون لديها تقدير لأهمية حصولها على مقعد دائم في مجلس الأمن اللذي بدوره يحفظ الأمن والسلام في العالم. وأضاف: لهذا أتوقع أن تجري مباحثات جادة بين البلدين و باقي المجموعة الإفريقية، تتنازل على إثرها جنوب إفريقيا لمصر عن المقعد قبل الترشح، تحقيقا للاحتياج العام للقارة الإفريقية التي تهتم بالقضاء على الإرهاب في القارة بقيادة مصر. وأكد "سعد" أن فرص مصر قوية جدا للحصول على المقعد، في ظل عودتها لأحضان الاتحاد الإفريقي، و نظرا لنشاطها القوي في الشرق الأوسط و إفريقيا، و دورها اللذي لا يغفله مراقب في مواجهة الإرهاب أكدت السفيرة مني عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، أن الخطوة الأولي التي لابد وأن تتخذها مصر للحصول علي مقعد دائم بمجلس الأمن، وقبل التقدم بالطلب أن تحصل علي الإجماع الأفريقي، لافتة إلي أن المجلس بصدد عملية إصلاح مرتقبة سيتم من خلالها زيادة عدد الدول الدائمة أو غيرها من التعديلات. وأضافت "عمر" - في تصريح خاص ل"صدى البلد" - أن مصر أكدت أكثر من مرة أنها ملتزمة تماماً باتفاقية "أوزليني"، والتي وقعت عليها دول أفريقية من ضمنها مصر، وبمقتضاها يتم المطالبة بمقعدين لأفريقيا، بعد التنسيق الكامل مع الدول الأفريقية الموقعة علي الاتفاق. وتوقعت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، أن لا تتقدم مصر بطلب للحصول علي عضوية دائمة بمجلس الأمن، مبررة ذلك بأن تقدم مصر بهذا الطلب الآن سيكون بدون معني؛ لأن الدول الأعضاء بمجلس الأمن لم توافق حتي الآن علي منح أفريقيا مقعدين دائمين بالمجلس.