تناولت صحفيتا "الوطن"، و"الخليج" الإمارايتيان المشهد العراقي والفوضى التي يشهدها هذا البلد إلى جانب انتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل بمعايير نتائج الحرب والميدان ومقاييس الصراع العسكري بين طرفين لأن "الجيش الذي لا يربح الحرب فهو مهزوم والمقاومة التي لا تهزم فهي منتصرة". وسلطت صحيفة "الوطن" الضوء على أوضاع العراق وما آل إليه حالة بعد عقود طويلة من فشل السياسات والحروب المتعاقبة والاحتلال الغربي، والتوترات الطائفية التي تخللها حرب مذهبية شعواء في 2006 فتحت عنوان "فوضى العراق". وأشارت إلى أن أوضاع العراق بات كغيره من المناطق المتفجرة تشكل خطرا على بعض الدول المجاورة الدول خاصة بعد سياسات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التي قامت على تهميش أغلب مكونات الشعب العراقي وإقصائه وجعل توجهات العراق كأداة في يد أجندات خارجية وانتهاء باجتياح متشددي "داعش" والسيطرة على أكثر من ثلث أراضي العراق خلال أيام ثم خروج دعوات التقسيم إلى العلن وعودة المقاتلات الأميركية والبريطانية بعد الانسحاب النهائي الذي تم في نهاية 2011، فكان لابد أن تكون أولى خطواته ترتيب البيت الداخلي عبر رئيس حكومة توافقية من مختلف ألوان الطيف العراقي ،بعيدة عن سياسات سلفه التهميشية الإقصائية لمواجهة تحديات العراق. وقالت "الوطن"، في ختام افتتاحيتها، إن أول مهام العبادي هي استعادة هيبة الدولة وفاعلية قراراتها وهذا لن يكون ممكنا بأي حال إلا بدعم شعبي و تأييده، كما يتعين عليه الابتعاد عن التهميش والإقصاء والمذهبية وغيرها من السياسات المدمرة. من جانبها، أكدت صحيفة "الخليج" أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة انتصرت وهزمت إسرائيل، وقالت " أجل بمعايير نتائج الحرب والميدان وبمقاييس الصراع العسكري بين طرفين ومع الفارق الهائل في ميزان القوى ونظرا إلى أهداف العدوان والأسلحة التي استخدمت فيه يمكن القول إن الجيش الذي لا يربح الحرب فهو مهزوم والمقاومة التي لا تهزم فهي منتصرة". وتحت عنوان": "هزيمة استراتيجية" أشارت إلى أن الهدف من العدوان كان هو نزع سلاح المقاومة وإجبارها على الاستسلام وخلق وقائع جديدة لتسوية تفرضها إسرائيل لقيام الدولة اليهودية وعاصمتها القدس من خلال تفكيك ما أنجز على طريق الوحدة الوطنية الفلسطينية وتدمير مقوماتها . ونوهت بأن المقاومة ظلت متماسكة وقادرة على الرد حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت إعلان وقف النار، كما بقيت منظومتها الصاروخية سليمة ومصانعها تعمل تحت القصف لإمداد الجبهات بما يلزمها للرد وشبكة أنفاقها كانت تعمل على الرغم من الغارات المتواصلة التي استهدفتها وكذلك فإن قيادتها العسكرية ظلت ممسكة بكل خيوط السيطرة والعمليات وتمكنت من تحقيق إنجازات ميدانية في اختراق الخطوط الخلفية للعدو. وذكرت أن قوات العدو فشلت في القيام بهجوم بري جراء ضراوة المقاومة وخوفا من تكبيدها خسائر بشرية غير قادرة على تحمل نتائجها وهي القوات التي اعتادت على الحروب السريعة لتحقيق انتصارات سريعة. وأشارت "الخليج" إلى أن تلك الحرب أدت إلى تصدع الجبهة السياسية الإسرائيلية وبروز صراعات واتهامات بين المستويات السياسية والعسكرية بما ينذر بأزمة حكومية قد تطل برأسها وقد تطيح رئيس الحكومة.. منوهة بأن العدوان على غزة أدى إلى معادلة جديدة وموازين جديدة سوف تتجلى تداعياتها في القريب العاجل وتتحول إلى هزيمة استراتيجية إذا ما أحسن الفلسطينيون والعرب التصرف.
