عقد من الزمن مر على ذكرى احتلال العراق من قبل زعيمة الشر (أمريكا) وحلفائها من الغرب الاستعماري والرجعية العربية وعملاء محليين وكلاب سائبة ، تحت ذريعة اسلحة الدمار الشامل التي ثبت زيفها ، كانت حرباً وحشية حرقت الأخضر واليابس ودمرت البنى التحتية للبلاد وراح ضحيتها الالاف من الابرياء و امتهنت بسببها الكرامات و انتهكت الأعراض و دنست المقدسات ، عشرة أعوام والعراق يعاني الويلات والخراب سياسياً واجتماعياً واقتصادياً بإسم "الديمقراطية" الامريكية المزعومة ، ستارا لأحلام وأطماع تراود الاستعمار والامبريالية في السيطرة على وطننا وسرقة ثرواته ، عشرة أعوام ومشروع تقسيم العراق يهتك بالوحدة الوطنية وفق مقتبسات التصيفات الطائفية والعراقية ، عشرة اعوام على الإحتلال ، وعام ونيف على جلائه ، والعراق لم يتعافى ولم يتمكن من صناعة نظام سياسي وطني يلبى طموحات الشعب العراقي .... العراقيون صنفوا الأحتلال بأنه النفق المظلم الذي لايزالون في اجوائه ، ولكننا هنا نستطلع اراء سياسيون و اعلاميون عرب عن الأحتلال بعد عشر سنوات من بداياته : فقد أكد العميد مصطفى حمدان أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين المرابطون إن " العراق كان دائماً سداً منيعاً ضد أعداء الأمة ومستعمريها وكان شعب العراق العظيم في طليعة السّاعين دائماً إلى وحدة الأمة وحريّتها ، ولعل الشعب العراقي أول من جاهد وقاوم ضد الصهاينة والمشروع اليهودي في إقامة دولة إسرائيل إنطلاقاً من الداخل العراقي وصولاً حتى الداخل الفلسطيني مع الإشارة إلى أن الجميع يعلم الدور المفصلي والمؤثر لأهل العراق في إسقاط مقولة (من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل (" ، وأضاف إن"الجغرافية السياسية للعراق كانت دائماً تحدد الدور القيادي للعراق على صعيد الأمة العربية وكانت ثروته البشرية والمادية تمنحه أهمية دوره الاقتصادي والاستراتيجي ليس فقط على مستوى الأمة العربية فحسب بل على مستوى العالم". واشار حمدان إلى إنه " بالإستناد على كلّ ما تقدّم ، لا بدّ من أن نُخضع ما قام به المجرمون الأميركيّون في غزو العراق إلى الواقع الجيو – استراتيجي لعراقنا العظيم ." معتبراً انه لو قُدّر للغزو الأميركي على العراق النجاح كان "سيشكّل بداية إعلان الأمبراطورية الأميركيّة الشاملة في كل أنحاء العالم وليس فقط على صعيد أمتنا العربية" ، مؤكداً إن "الدم العراقي الطاهر ودم المجاهدين المقاومين أبناء العراق أسقطوا وإلى أبد الآبدين حلم الهيمنة الأميركية وأحادية القرار على مستوى العالم ، وبذلك فإن العقل الإجرامي الفذّ للأميركيين الذي يعتبر في المرتبة الأولى على قائمة إرهابيي العالم ، فقد لجؤوا إلى ذبح أهلنا في العراق عبر استخدام جحافل الإرهابيين والمخرّبين تحت شعارات مذهبيّة وطائفيّة أسفرت عن الكثير الكثير من الخسائر البشرية والإقتصادية والحضارية الإنسانية". وقال العميد حمدان "اليوم ، نحن نعتبر أن العراق لازال في دائرة الخطر وأن الأميركيّون جعلوا منه منصّة للصّراع والتّفاوض مع خصومها الإقليميين والدوليين ، ونرى أن أبواب كل المخططات الاستخباراتية الأميركية – الإسرائيلية مفتوحة أمام احتمالات التفتيت والشرذمة والتقسيم على أسس مذهبية ، طائفية أو إثنية وحتى اقتطاع بعض المقومات البشرية والجغرافية وإدخالها في صفقات إقليمية ودولية ". وتابع "إلا أننا واستناداً إلى تاريخ أهل العراق العظيم وحتمية التطور والتقدم نؤمن بأن الشعب العراقي كما استطاع أن ينجز أهم انتصار في تاريخه بفرض الإنسحاب العسكري على المجرمين الأميركيين سيحمي وحدته وبالتالي سيصون وحدة أمته العربية وسيغلق وكر التجسس ورمز بقايا الهيمنة الأميركية سفارة ال 2000 موظف ويقضي على أدوات الإرهاب والتخريب والمتطرّفين المستوردين من الخارج" . فيما اعتبر ماجدي البسيوني رئيس تحرير صحيفة "العربي" المصرية ، احتلال العراق " بداية لحظة تنفيذ المخطط الشرق أوسطي الهادف للقضاء على كامل الجمهوريات العربية " ، وقال " حين ننظر اليوم ونرى ماحدث للسودان ولتونس ولليبيا ولمصر ولليمن وصولا لما يحدث اليوم فى سورية علينا أن نتساءل لماذا الجمهوريات التى كانت تشكل معان قومية؟" ، موضحاً انه " كان ولا يزال الهدف من ذلك هو التخلص من الدولة القومية التى كانت تعد نواة للدولة الموحدة بطريقة او اخرى". وأشار البسيوني إلى إن "حال الوطن العربى الان بالمقارنة بعشرة سنوات مضت تبين ان الغرب ظل ماضى على اتمام مخططه بينما على الجانب الاخر تم انهاك الوطن العربى بربط قراره السياسى والاقتصادى بالسياسات الغربية، بالاضافة الى الامساك بالممالك والامارات المنتجة للبترول وتنفيذ مجمل ماتم التخطيط له من قبل الغرب فبات حجم المستوردات من سلاح وكافة المنتجات الاستهلاكية الهدف منها تعميق الدولة القطرية". ونبه رئيس تحرير صحيفة "العربي" إلى إن " اخطر مايمكن رصده على مدى السنوات العشر الاصرار الصهيوني على التخلص من العقل العربى المبدع والتخلص من العلماء هنا وهناك ، وتحول الحال سواء فى العراق او مجمل الوطن الى حالة صراع اثنى ومذهبى بل حتى داخل المذهب الواحد" وأختتم بالقول : " إن كل هذا اصاب الامة بحالة سرطانية يستوجب على من ينظر الى الغد العمل على الخروج من هذه الحالة ، وأعتقد ان خروج سورية فشل ما خطط له الغرب فيها هو بمثابة البداية الحقيقية لإستنهاض الامة". من جانبه قال مجدي عيسى عضو المكتب السياسي لحزب "الكرامة" المصري وعضو امانة مصر بالمؤتمر القومي العربي ، إن " العدوان الذي فتح أبواب الشر على العراق وشعبه كان من نتائجه استشهاد ما يزيد على مليوني عراقي ونحو ثلاثة ملايين جريح ومعاق ومريض بالأمراض الفتاكة كالسرطان وغيرها بسبب ما قذفته الإدارة الأمريكية من هدايا اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض وغيرهما من أسلحة الشر والدمار الديمقراطي، فضلا عن المعتقلين في السجون ، إلى جانب نقص الغذاء وسوء الخدمات الصحية والتعليمية وتفشي البطالة والفقر بين أغلب أبناء الشعب العراقي" ، مؤكداً أن " هذه المآسي تجسد حقيقة أخرى لتكشف زيف الإدعاءات الأمريكية بإنها جاءت لتوفير المناخ الملائم للحرية والديمقراطية" ، وتابع عيسى " هذه هي الحرية والديمقراطية التي يريدونها لنا ... التفتيت والتقسيم والتقتيل و التمثيل بالجثث". واشار عيسى إلى إنه " بعد احتلال العراق أصبحت الأمة العربية أكثر ضعفا ، كما انها لم تشهد حالة الاستقرار والأمن وكل ذلك بسبب تداعيات الاحتلال الامريكي لبلاد الرافدين"، معتبراً "الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في العراق ماكانت لتتم وتتفاقم لولا الصمت والعجز العربيين". واستدرك قائلاً "لاشك في إن الشعب الذي استطاع بقوته و مقاومته التي هزمت أعتى القوات في العالم ، إن يكون قادراً على إسقاط الظلم ورفع الحيف عنه ، والمعركة بدأت ولن تنتهي إلا برحيل من جاء على ظهر دبابات الغدر والخيانة". كما أكد الكاتب والمحلل السياسي الأردني دكتور ابراهيم علوش إنه " بعد عشر سنوات من احتلال العراق وغزوه وتدميره اتضحت اكثر من اي وقت مضى حقيقة مشروع اعداء الامة إزاء المنطقة برمتها لا العراق فحسب وقد ظهر ذلك اكثر ما ظهر من خلال تفكيك مؤسسات الدولة العراقية وجيشها وتماسكها الاقليمي واثارة النعرات الطائفية والعرقية واغراق البلاد بالدماء من خلال الغزو الخارجي اولا ومن خلال ما لحقه من اثارة للنزاعات الداخلية المدفوعة من الخارج". مضيفاً إن " ما جرى للعراق جزء من مخطط اكبر ، عبر عنه الجنرال الامريكي ويسلي كلارك الذي صرح بعد احداث 11 سبتمبر ، بأن المخطط منذ عام 2001 كان يشمل العراق وليبيا وسوريا وايران ولبنان والسودان وبأن المشروع وضع منذ سنوات سبقت ما يسمى اليوم بالربيع العربي". وأوضح علوش إن " العراق كان المرحلة الاولى من اعادة تشكيل البيئة الاستراتيجية المحيطة بالكيان الصهيوني وهو المشروع الذي عُرِف بُعَيد احتلال العراق بإسم (الشرق الاوسط الكبير ) ومن ثم الشرق الاوسط الجديد وقد تبع احتلال العراق مباشرة تهديد سوريا من قِبَل كولن باول كما تبع ذلك محاولة تفجير الوضع الداخلي اللبناني من خلال اغتيال رفيق الحريري الذي تبعه بعد عام مباشرة العدوان على لبنان عام 2006 ومن ثم العدوان على غزة في نهاية 2008 وبداية 2009" ، وتابع " بما ان تجربة العدوان المباشر في العراق ولبنان وفلسطين فشلت فشلا ذريعا فقد ارتأوا اللجوء الى وسائل اخرى تجلت في الاختراق الكبير تحت غطاء ما يسمى الربيع العربي". وأعتبر المحلل السياسي الأردني ، العدوان على ليبيا عام 2011 " تتمة مباشرة للعدوان على العراق ولبنان وغزة كما يمكن اعتبار الدعم الذي يقدمه حلف الناتو والدول المتحالفة معه والحركات السياسية مثل الاخوان المسلمين امتدادا لنفس العدوان على سوريا هذا العدوان الذي يحقق على الارض اكثر مما يمكن تحقيقه بكثير من العدوان المباشر بالطائرات والصواريخ وما شابه لأن آثاره تمتد لتفكيك البنية الاجتماعية للشعب السوري وتفكيك مؤسسات الدولة ولهذا فإن صعود الدولة والقيادة السورية اليوم في وجه العدوان يمثل بدوره امتدادا لصمود المقاومة العراقية وبطولاتها في وجه الاحتلال الامريكي." مشدداً على إن "المعركة مستمرة وهي تمتد عبر مساحات جغرافية من المحيط الى الخليج وتختلف وسائلها واشكالها غير ان مضمونها يبقى واحدا وهو شطب عروبة المنطقة وتفكيك الدول العربية المركزية مثل العراق وسوريا وضرب كل نقطة مقاومة في مواجهة الهيمنة الخارجية." إلى ذلك قالت الإعلامية اللبنانية فادية الحسيني إنه "في ظل متغيرات المنطقة خلال فترة ما يسمى الربيع العربي والتجربة المريرة يبقى العراق هو البلد القادر على لملمت جراحه واستعادت قدرته على المضي والتقدم" ، مشيرةً إلى إن "العراق هو جمجمة الامة العربية ، و من هنا نرى واجب الشعب العراقي ان يتلاحم ويتكاتف بوجه الهجمة الدموية التأسلمية التي تحصد كل يوم عشرات الشهداء والضحايا". واختتمت الحسيني قائلةً إن "العراق بعد تسع سنوات من احتلاله استطاع ان يطرد المحتل الامريكي من ارضه ، وعليه فهو قادر على ان يطرد اي احتلال اخر وبقوة لكن في ظل الحوار ونبذ الطائفية والعشائرية وبهذا الامر فقط يستطيع ان يعيد بناء ذاته وقوته".